الغاسقون ..
ومعركة تحرير الأديان
**ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ**
تقول الحكمة ( إن أفضل العقل معرفة المرء بنفسه ) وبما أن عنوان هذه الحلقة يعد في هذا المفصل التاريخي من اخطر العناوين التي تناولتها سلسلة الغاسقون وذلك بسبب الخفايا والمؤامرات التي تحاك لهذه الأديان وخاصة ديننا الحنيف هذا الدين الرسالي الذي جاء هديً للعالمين وحمل أعباء رسالته العرب بلغتهم التي انزل الله القران بهذه اللغة العربية وبلسانها المبين.
والعرب بهذا المعني القرآني هم امة ملزمة بالاستمرار في نهج بعث الرسالة و المحافظة عليها وهو تكليف الهي دون إقصاء لأي مسلم أعجمي اعتنق الإسلام ديناً و أصبح رسالي ملزم وبما أن أمة العرب تتعرض الآن إلى سلسلة هائلة من المؤامرات تنطوي على أساليب التفكيك البنيوي وزرع بذور الفتنة بين مكوناتها الاجتماعية وعزل هذه المكونات عن بعضها البعض وترسيخ مفاهيم ثقافات جهوية وانفصالية وزرع بذور خلافات بين أجيالها الرسالية وتشكيل فرق في البعد الرسالي القرآني حتى تتوسع دائرة الفتنة المقيتة وتنتشر فتاوى تستند إلى إسناد ضعيف بحيث تستمر هذه الحالة سنوات طويلة في هذا الضمير والعقل العربي بقصد ضرب المضمون الديني وتفريقه بين هذا وذاك.
وعبر هذه المسافة الزمنية في تطور حالة الفتنة والفتاوى زمن طويل وبالتالي تصبح ثقافة الدين الاسلامى ثقافة أديان متعددة ويتفجر المضمون الرسالي للدين الاسلامى هذا حسب اعتقاد الذين أشرفوا على إعداد عناصر إستراتيجية العدوان على الأمة العربية الرسالية والذين سنوضح أدوارهم التخريبية التي تجرى ألان في أوساط المجتمعات الإسلامية ويأتي في مقدمة تلك القوى المعادية حركة (التدبيريون) الصهيونية هذه الحركة التي يسعى منظّريها إلى ترتيب آليات من داخل المجتمعات المستهدفة بالتخريب .
وقد قطعت حركة التدبيريين شوطاً استراتيجياً في اختراق المسلمين وكونت آليات وفرق بهدف تحقيق الغاية التي تهدف إلى ضرب العرب في بعدهم الرسالي والاجتماعي وتفكيك البنية العقائدية في المجتمعات الإسلامية الأخرى وهذا ما نراه في الوقت الحاضر بمنتهى الوضوح أمام مرئي ومسمع الجميع والى جانب هذا النشاط التدبيرى الخطير أعتمد قادة ( الحركة التدبيرية ) إستراتيجية إضافية تقضى بإثارة النعرات العنصرية التي تستهدف مسار الفتوحات الإسلامية وأهلها .
وبدأ الحديث والنشاط في توتير العلاقة بين من حملوا رسالة القرآن الكريم وبعض المكونات العرقية والعنصرية الأخرى بقصد تفكيك حالة الوئام الرسالي والاجتماعي التي عُرفت بين أصحاب الدين الواحد الموحد طيلة القرون الماضية وأصبحنا نسمع أن هذا عربي ناطق باللغة العربية ..وهذا أمازيغى ..وهذا تباوى ..وهذا تارقى ..وهذا انكشاري ..وهذا كرغلى ..وهذا شيعي ..وهذا كردى ..وهذا سني ..
وعلى هذا النحو بدأت مظاهر الانحراف عن الصراط المستقيم وعن مضمون القرآن المكرم الكريم وعن نهج الرسول الأكرم الموحد دائماً و أبداً وقد عمل التدبيريون المخربون في الأديان على استغلال هذه الأنماط العنصرية وتوظيفها لمصلحة تحقيق إستراتيجيتهم الكريهة و قد وجدوا في هذا الخضم الاجتماعي المضطرب ضالتهم وشكلوا جيوشاً سرية وعلنية و بحيل مختلفة تعيث تمزيقاً وتفريقاً في حالة الوئام الاجتماعي الذي ربط عُراهُ الدين الاسلامى بمقوماته الحقيقية وآياته الفاضلات التي توحد ولا تفرق ..وتتجاوز كل الأنماط العنصرية المفرقة ..
وفى أضحوكة على ذقون أهل الدين استطاعت هذه الحركة أن تطلق شعارات سامة في أدبياتها ومن أهم هذه الشعارات شعار يقول (أن العرب في شمال أفريقيا هم غزاة القرن السادس ويجب تشتيتهم ) كما أطلقوا شعار أخر يقول (أن العربي إنسان ذو ذهنية رسالية مهاجرة يجب تطويقه جغرافياً وتخريبه داخلياً ) وقد تمكنت (الحركة التدبيرية ) من استكمال إستراتيجيتها في وطن الأمة وذلك بتشكيل جيوش سرية وعلنية من الدين الاسلامى والمسيحي وهذه أصبح بعضها إن لم تكن كلها يحمل السلاح ويستخدم مقولات تضليلية تضرب على أوتار عاطفة الأديان في ضمائر الناس وقد أُعطيت أسماء لهذه الجيوش وهى على النحو التالي :
1 ـ جيش الثعالب الرمادية . 2 ـ جيش الفئران القارضة .
3 ـ جيش الفهود السود . 4 ـ جيش المياه السوداء .
وقد تم تجريب فعالية هذه الجيوش بُعيد حرب العراق مباشرة وعاثت هذه الجيوش خراباً منقطع النظير في البنية الاجتماعية العراقية ، كما اُستخدمت بعض قدرات هذا الجيوش في ما يجرى في السودان وتُستخدم الآن في أكثر من منطقة عربية والقصد من ذلك كله يتجسد في عملية الضغط النفسي و المعنوي على الإنسان العربي وعلى تفكيك بنية القواعد التي يرتكز عليها الدين الاسلامى الحنيف ومع شديد الأسف نجد في مسرح الصراع حكومات عربية قد وقعت في هذا الفخ وأصبحت أداة لتنفيذ المخطط الشيطاني التدبيرى .
وقد صُرفت الأموال النفطية على أعمال تدعم إستراتيجية (التدبيريين الصهاينة )دون أن يبرز في مواجهة هذا رجلٌ رشيد يمتلك ناصية وعى استراتيجي في هذا العصر بل أضحى رواد الجاهلية (الثالثة) من سطحيين ومغفلين وأدعياء معرفة وانتهازيين معدومي الثقافة الدينية ، وانضم إلى هذا الرعيل منحرفون استولوا على مقاليد الأمور لا يعرفون معنى المواجهات الحاسمة بين قوى الخير وقوى الشر ولا توجد لديهم رؤية حقيقية لطبيعة الصراع الاستراتيجي و مكوناته في هذا العصر ..
أما عن نشاط الحركة التدبيرية لاختراق الدين المسيحي فقد تم إعداد برنامج خاص يقضى بتحويل بعض المكونات المسيحية تدريجياً إلى المذهب الجديد القاضي بتفكيك بنية الدين المسيحي و وضعها في مذهب جديد أسمه (المسيحية الصهيونية ) ويجرى الآن عمل سرى يهدف إلى تحقيق هذا الهدف وقد أعتمد الصهاينة التدبيريون أسلوباً خطيراً يستهدف طرد و إبعاد المذهب الأرثوذكسي باعتباره مذهب في المسيحية قد تمرد على الصهيونية ونصب لها العداء باعتبارها حركة تعمل على الانتقام التاريخي من سيدنا عيسى عليه السلام و الصراع قائم على أشده بين الاثنين .
و يسعى الأرثوذكس بكل جهدهم إلى حماية أنفسهم من الاختراق الصهيوني الجديد .. إن العرب هم في واقع التاريخ ميزان العدل الاجتماعي وهم في واقع الحال الحالي يحاولون ترجمة ذلك عبر مضمونهم القرآني إلى إرساء دعائم حضارة قائمة على العدل والحرية والسلم الاجتماعي حفاظاً على حضارة تحترم الأديان والقيم والحياة الإنسانية العادلة وإحباط مشروع العدوان التدبيرى الخطير حتى ترفل الحياة الإنسانية وذلك عبر الصعود الايجابي لتيار الأمة المقاوم الذي سيفصح عن مواقفه في وقت ليس ببعيد.. وسيعلم الذين انقلبوا اى منقلب سينقلبون .. و ستسطع شمس الأمة الرسالية من جديد ..
إننا سنحاول الاستمرار في توضيح ( ما خفي كان أعظم ) وسوف نحدد أسماء وقادة وسائط التخريب العالمي وذلك في حلقة أخرى من سلسلة(الغاسقون) وسنبين تفاصيل مخطط العدوان على الأمة ونود أن نتوجه بنداء إلى الوسائط الإعلامية والقنوات الفضائية يُفضى بضرورة استحداث منهج اعلامى يعالج مصادر العلة الحقيقية ويعيش مرحلة الصراع الحقيقي بين الخير والشر وان يبرز إعلاميون قادرون علمياً على فهم مرتكزات هذا الصراع و أن ينتمي هؤلاء إلى أمتهم انتماء نضالياً وجذرياً حتى يكون جزءً فعالاً جسوراً وقادراً على إحباط كل البرامج التخريبية ..
عاشت أمتنا الناهضة نحو تطوير ثوراتها التي تسعى الآن لتعديل مسارها و مواجهة من حرف الكلم عن مواضعه و الذين خطفوا هذه الثورات انسجاماً مع الخط الاستعماري الذي رتب آليات شيطانية لاحتواء هذه الثورات ..عاشت فلسطين في وجداننا الثوري المقاوم ..وفى مقتبل الأيام سيهتف حول القدس صوت أبي يذكر الله ويكبر و سيأتي يوم الفصل في وقت سيشكل مفاجأة للذين باعوا الله وباعوا القدس وباعوا عروبة فلسطين وسيترجم تيار الأمة المقاوم كل ما اختزنه من معاناة في صورة ما.. وفى أسلوب ما..
وسيندم كل الذين استظلوا بمظلة الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين وشاركوا في تحريف ثورة (14 يناير) و (25 يناير) و (17 فبراير) ..لن ننسى الشهداء ..لن ننسى من بذل جهداً علني أو سرى في سبيل استمرار هذه الثورات نحو أهدافها الشعبية..
قال تعالى :ـ
بســـم اللــــــه الرحمــــن الرحيــــــم
((وقطعناهـــم في الأرض أمم منهم الصالحـــون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنــــــات والسيئــــــات لعلهم يرجعون ))
قال تعالى : ـ
بســــم اللــــــــــه الرحمــــــن الرحيــــــم
((إن أنزلناه قرآنــــــاً عربيـــــا لعلهم يعقلون ))
صدق اللـــــه العظيم
قال الرسول الأكرم :ـ
((من رضـــي بالذل طائعـــــاً ليس منـــــا ))
*********ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ***
رمضان عبد الله العريبى
باحث في الشئون الإستراتيجية والمخاطر المحيطة.
218918075212+
218928217543+
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق