الاثنين، 25 نوفمبر 2013

معارك بنغازي هل بدأ تفكيك السلاح؟


معارك بنغازي

هل بدأ تفكيك السلاح؟

25/11/2013
3a0cf05e7b4e7a75c5a9f5be68a4373a[1]

بنغازي - خالد المهير - الجزيرة.نت:

بعد أسبوع من طرد المليشيات المسلحة من العاصمة الليبية طرابلس، شهدت مدينة بنغازي -ثاني أكبر مدن البلاد ومهد الثورة الليبية التي أطاحت بنظام معمر القذافي- مواجهات عنيفة صباح الاثنين في خضم انفلات أمني واسع ظلت تشهده منذ فترة.


لكن موازين المعركة اختلفت في بنغازي، فطرفاها قوات الصاعقة ومجموعات مسلحة تطلق على نفسها أنصار الشريعة، وهي مجموعة مسلحة تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية.


أما أطراف المواجهات في طرابلس فكانت كتائب من الثوار السابقين بعضهم دخل المدينة لتحريرها إبان الثورة من جهة، وقوات الأمن من جهة أخرى.


وقوات الصاعقة هي قوات نظامية تعد بالآلاف، تعوّل عليها وزارة الدفاع الليبية للتصدي للانفلات الأمني، أما أنصار الشريعة فليس هناك أي معلومات بشأنها، إلا أن تصديها للهجوم لساعات طويلة يشير إلى قوة عددها وعتادها.


واستخدمت في المعركة ببنغازي المؤجلة منذ شهور -وفق رأي مسؤولين- البنادق والرشاشات والقذائف الصاروخية، وخلفت عددا من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.


روايات.


وبحسب الروايات المتداولة غير الرسمية، فإن الاشتباكات اندلعت في ساعة متأخرة من الليل بعد مرور دورية تابعة لقوات الصاعقة على حاجز أمني تابع لقوات أنصار الشريعة بالقرب من مقر المخابرات بمنطقة الحدائق، وفي لحظات تطور الأمر إلى اشتباك مسلح عند مقر أنصار الشريعة بحي السلماني عند مستشفى الجلاء.


أما رواية الصاعقة فجاءت على لسان المتحدث الرسمي باسم القوات الخاصة والصاعقة، العقيد ميلود الزوي، الذي قال إن المواجهات بدأت بعد أن تم استهداف إحدى دوريات القوات الخاصة والصاعقة التي كانت متمركزة في جزيرة دوران بمنطقة البركة وسط المدينة بالقرب من مقر جماعة أنصار الشريعة.


 أشار إلى أن قوات الصاعقة ردت على مصدر النيران واندلعت الاشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة. ولم يؤكد الناطق الرسمي باسم رئاسة أركان الجيش الوطني علي الشيخي هذه الرواية، وقال في حديث للجزيرة نت إنه من المبكر الحديث عن أسباب اندلاع الاشتباكات، مؤكدا أنهم بصدد جمع المعلومات والبيانات لإطلاع الليبيين عليها.


وذكر أن ما جرى يوحي بأن المعركة بدأت، في إشارة صريحة إلى الحملة التي تقوم بها قوات الأمن لتفكيك السلاح غير الشرعي، لكنه استبعد التخطيط المسبق لمواجهات أمس بدليل أن قيادات الجيش لم تكن في المعسكرات.


معركة مؤجلة.


وبرأي عضو المؤتمر الوطني العام عن بنغازي، إبراهيم صهد، فإن الاشتباكات معركة مؤجلة منذ أيام المجلس الوطني الانتقالي، معتبرا أنها قد تكون أشرس من تلك التي وقعت بطرابلس التي شهدت قبل أيام سقوط 43 قتيلا وأكثر من أربعمائة جريح في مواجهات "شعبية" مع المسلحين.


وعزا في حديث للجزيرة نت أسباب تأجيل المعركة كل هذه الفترة إلى غياب القوة الكافية للدولة والتخوف من سفك الدماء، مشددا على أن ما وصفها بمعركة تفكيك السلاح ستكون صعبة للغاية ولكنها ضرورية، داعيا أنصار الشريعة إلى تسليم أسلحتهم ومقراتهم مثلهم مثل باقي الكتائب المسلحة.


وردا على سؤال من الجزيرة نت عن ما إذا كانت المواجهات مع أنصار الشريعة لها صلة باللقاء الذي جمع رئيس الحكومة علي زيدان مع وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والبريطاني وليم هيغ أمس في لندن، قال إنه ليست لديه أي معلومات بهذا الشأن، مؤكدا أن تفكيك السلاح "مطلب ليبي صرف" وأن العالم بأسره ينظر إلى السلاح الليبي على أنه مصدر خطر عليه وعلى جيران ليبيا.


مؤشر خطير.


من جانبه، اعتبر المحلل السياسي إبراهيم المقصبي أحداث بنغازي "مؤشرا خطيرا وجرس إنذار" لانفلات السلاح في غياب مشروع حكومي واضح لجمع السلاح ودمج الثوار (السابقين).


وشدد المقصبي على أن الشارع الليبي مع الحكومة والجيش والشرطة، معتبرا أن هناك فرصة ذهبية للحكومة لجمع السلاح، ورجح أن الاشتباكات التي اندلعت حادثة مفتعلة  لبدء المعركة وإعلان الحرب على أنصار الشريعة. وذهب المقصبي في تعليقه بعيدا إلى حد ربطه بين لقاء زيدان أمس مع كيري وهيغ مع هذا الهدف، بدليل قول كيري إن أميركا لديها عمل كبير في ليبيا.


وبدوره شن رئيس تحرير صحيفة "ميادين" أحمد الفيتوري، الذي يقع بيته في محيط الاشتباكات بمنطقة البركة، هجوما شديدا على زيدان ووصفه بأنه "قذافي آخر" يحاصر المدينة بالدبابات. أما الناشط الإسلامي عبد الناصر بالخير فقد رفض في حديثه للجزيرة نت الحديث عن تصفية حسابات سياسية بين الأطراف الليبية المتنازعة بالسلاح، وقال إنه من أنصار التهدئة وتحكيم صوت العقل وحقن دماء الليبيين. واتهم بالخير "أزلام القذافي" وجهات أجنبية بزرع "الفتنة" بين أبناء بنغازي، مؤكدا أن ما يجري جزء من مؤامرة غربية على الإسلام، بحسب تعبيره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق