الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

دعوة للتهدئة وللتعقل ولكن.!؟


دعوة للتهدئة وللتعقل ولكن.!؟



27/11/2013
الرقعى

بقلم / سليم الرقعي


اتفق مع كل من دعا الى التهدئة وايقاف اية صدامات بين الليبيين اﻵن لكن بشرط ان ﻻ تكون هذه التهدئة مجرد تأجيل وترحيل لمشكلة حقيقية خطيرة تنمو مع الوقت او كمحاولة لحماية طرف لحسابات سياسية او لتخدير عقول الناس ومنعها من ادراك حجم المشكلة والخطر الذي ينمو في دارهم من حيث ﻻ يشعرون!!... فكل هذا نوع من الخداع والتضليل والترحيل لمشكلة قد تكون من اخطر المشكلات التي تهدد امن واستقرار ليببا!..


اقصد هنا مشكلة جماعة انصار الشريعة المسلحة في بنغازي ودرنة خصوصا اذا ثبت ان فكرها وطريقة عملها هي بالفعل كما صرح عنها عضو مجلس شورى الجماعة (محمود البرعصي)!!.. فعندئذ نحن - المجتمع الوطني الليبي المسلم - سنكون امام مشكلة حقيقية وخطيرة بالفعل!....


ولكن بالنهاية فإن هؤﻻء الشباب المتدين والمتحمس هم اوﻻدنا فهم اخي واخوك وابني وابنك لذا ﻻبد من محاورتهم بالحسنى محاورات علمية وفكرية شرعية لاقناعهم بعدم صحة الايديولوجيا الاسلامية التكفيرية التي يتبنونها وبيان سوء فهمهم لمسألة تطبيق الشريعة (*) او اذا عجزنا عن اقناعهم بذلك فعلى الاقل نركز جهدنا باقناعهم تجنب مسألة استعمال القوة والسلاح والارهاب في سبيل تحقيق مطلبهم وان يسلكوا المسالك السلمية كالدعوة والتعليم بل وتحريك الناس للمطالبة بما يطالبون!...


فهم يعيشون في بلد اسلامي ودار من ديار المسلمين وليست دار كفر!... فهم اذا كانوا يرفضون الديموقراطية ويعتبرونها كفرا فليعتزلوها وليتحركوا في ظلها بكل حرية وأمان لنشر دعوتهم وكسب الانصار لفكرتهم حتى تصبح دعوتهم مطلبا وحراكا شعبيا يفرض نفسه على الدولة...


فهذا السبيل الوحيد لنشر فكرتهم وتوسيع دعوتهم اما اللجوء للسلاح والقوة والعنف والارهاب ضد الدولة - دولة الشعب الليبي المسلم بعد استردادها من الطاغية المقبور - فهو اعلان حرب ليس ضد الدولة الليبية فقط بل ضد المجتمع الليبي المسلم السني برمته!!!... ومن حق الشعب الليبي المسلم الدفاع عن نفسه ودولته وأمنه وحريته والله ﻻ يحب الخائنين.


سليم الرقعي.

(*) الحوار العلمي والفكري الشرعي مع هؤﻻء الشباب المتحمس واجب شرعي في رقبة علماء ليبيا خصوصا دار الافتاء مع انني شخصيا ﻻ اثق في حياديتها وانها بسبب بعض اعضائها اصبحت تدور في فلك اجندة الاخوان المسلمين .... وكان بودي لو يكون للاخوان المسلمين دور في عملية محاورة واقناع انصار الشريعة باجراء مراجعات لفكرها كما فعلت ايام الطاغية مع الجماعة الاسلامية المقاتلة بغطاء من ابن الطاغية سيف القذافي!... كان بودي لو ان تقوم جماعة الاخوان بهذا الدور ايضا ولكنني شخصيا خاب ظني في هذه الجماعة التي توصف في العادة بأم الحركة الاسلامية حيث سيطرت على عقلها المحرك الرغبة المحمومة المستعجلة للحكم والسلطة التي جرت عليهم كل هذه الاخفاقات المتتالية سواء في مصر حيث مسقط رأس الجماعة وجذع شجرتها او في ليبيا حيث الفرع الليبي للجماعة متناسين في حمى وطيس الخصومة والمكايدة السياسية ان هذا الامر دين!... دين الله .. وان الله ﻻ ينصر من يحمل رايته الا بعد ان تتطهر نفسه من الغبش وحظوظ النفس والدنيا وحب الرئاسة والعلو في الارض!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق