الاثنين، 25 نوفمبر 2013

هل تبخرت دولة اسمها ليبيا؟


هل تبخرت دولة اسمها ليبيا؟

25/11/2013
aa6c1dc4ef9c1265311dcc4272807037[1]
اليوم السعودية - عبد اللطيف الملحم

حصلت ليبيا على استقلالها من إيطاليا في العام 1947م، وانتهت الوصاية البريطانية والفرنسية في العام 1951م، ونظرا لكبر مساحة ليبيا -والتي تبلغ حوالي مليوني كيلو متر مربع- فقد كان الاتصال بين شرقها وغربها صعبا للغاية، وكانت هناك اختلافات في كل شيء بين الشرق والغرب، وحكمها الملك إدريس إلى العام 1969م، وفي عهد الملك تم اكتشاف البترول، وبدأت ليبيا بتطوير بنيتها التحتية.


 وحسب المصادر التاريخية، فقد كان الملك إدريس لديه خطة تطوير طموحة، بعد أن بدأ الليبيون ينتجون بترولا أكثر، ولكن تم الإطاحة بالحكم الملكي في 1 سبتمبر 1969م، على يد ضباط صغار في السن، ويرأسهم ملازم أول اسمه معمر القذافي. وبعد مرور أربع سنوات من حكم القذافي، بدأت الطفرة النفطية في وقت كان عدد سكان ليبيا أقل من ثلاثة ملايين نسمة.


وبدلا من أن يقوم ببناء الدولة وتقريب العلاقة بين بنغازي في الشرق والعاصمة طرابلس في الغرب، والتي يفصلهما مسافة 1200كم، بدأ في مغامرات أضاع فيها بلايين الدولارات على الكثير من المنظمات الإرهابية، ليضع ليبيا تحت المجهر.


فقد كان يريد أن يحارب العالم. وقد كان لموقع ليبيا وقربها من أوروبا، فرصة ليكون هو المسيطر على الإستراتيجية العالمية لسوق النفط؛ لأن ناقلات البترول تحتاج إلى ساعات قليلة للوصول إلى اوروبا، بعكس الدول المنتجة الأخرى. ومع مرور السنين بدأ بتهميش مدينة بنغازي، وعندما اندلع الربيع العربي، بدا واضحا الهوة ما بين شرائح الشعب الليبي.


وانتهى حكم معمر القذافي بطريقة مأساوية. ولكن المشكلة تكمن الآن في أن الأمن انفلت، وأصبحت الأمور خارج سيطرة الحكومة، وبدأت المليشيات بالتحكم في كل شيء، والآن اتضح للعالم سبب انهيار ليبيا السريع -بغض النظر عن تدخل أمريكا وحلف الناتو-.


والمشكلة الآن تكمن في أنه لا يوجد أي بادرة للتسوية، والعيش بسلام بين الفصائل المختلفة، وسيدفع الثمن المواطن الليبي البسيط، وكذلك المناطق الجنوبية، والتي هي في الأصل مناطق منسية، لم يكن الحكم السابق يعيرها أي إهتمام. والغريب في الأمر، هو أن المحللين الاقتصاديين في العام 1976م، توقعوا أن تكون ليبيا أفضل دولة في القارة الأفريقية، فيما يخص البنية التحتية ودخل الفرد!، إلا أن إهمال التنمية؛ جعل من ليبيا جاهزة للتفكك، وأصبح المواطن الليبي في حيرة من أمره، فقد تخلص من إمرة دكتاتور، ولكنه وقع تحت إمرة مليشيات، لا يهمها وحدة ليبيا ولا استقرارها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق