الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

ليبيا بين وادي الذئاب و ذئاب الوادي


ليبيا بين وادي الذئاب

و ذئاب الوادي




شلوف
الدكتور الهادي شلوف

يحكي ان اعرابي كان في الصحراء و فجاءة و جد صغيرا لدئب ميت فلم يتمالك شعوره الانساني بان يلف ملابسه حول هدا الدئب الصغير خوفا عليه من برد الليل و ان يحاول ان يسقيه الماء و يعطف عليه.


كما يعطف الاب علي احد ابنائه و ضل مسافرا كل الليل الي ان و صل النجع الدي يقيم فيه مع بقية البدو .


هدا الاعرابي ضل يسرد قصة هدا الدئب علي ابنائه الصغار و صغار النجع و مع الزمن اصبح هدا الدئب الصغير محل اهتمام كل سكان النجع لما يتميز به من رشاقة وجمال و كان الاعرابي يطعمه كل يوم من حليب الشاة او النعجة التي يمتلكها و بدات علاقة محبة بين هده النعجة و هدا الدئب حتي ان هده النعجة اصبحت تنام معه و تعطف عليه اكتر من نفسها.

هدا الدئب بداء كل يوم يكبر و يكسب قوة بعد قوة حتي اصبح يشبه الكلب الكبير وبداء كل يوم يحوم في النجع وبين الخيام و يتلقي كل الاهتمام من سكانه.

وبعد مضي فترة من الزمن قرر اهل النجع الانتقال الي مكان اكتر خصوبة لمواشيهم ولم يبقي الا هدا الاعرابي و نعجته و دئبه في النجع حيث قرر الاعرابي بانه سيلحق ببقية اهل النجع الدين رفقاتهم زوجته و ابنائه.

وكان علي الاعرابي ان يدهب لتفقد مكان اخر للرعي قبل ان يلحق بالاخرين وترك بجوار خيمته هدا الدئب و نعجته علي الامل العودة لهم في المساء
وعندما رجع هدا الاعرابي بعد ان تفقد الغنم فوجد الدئب قد افترس الشاة اي قتل النعجة الوحيدة التي يمتلكها فتحسر هدا الاعرابي و ضل يبكي علي فقدان شويهته او نعجته و ضل ينوح ويبكي و قال قصيدته المشهورة.

... : بقرت شويهتي وفجعت قلبي ** فمن أنباك أن أباك ذيب
إذا كانت طباع المرء طباع سوء ** فلا لبن يفيد ولا حليب.

وهده الرواية قد كتبت بصورة اخري .
كانت سيدة تعيش في كوخ في البادية تذهب كل يوم لتجمع الحط ولديها بعض الشياه ترعاهم .. وذات مرة ذهبت لجمع الحطب فرأت ذئبا صغيرا ماتت أمه اثناء ولادته فحملته وذهبت الى شاتها لترضعه وعاش بينهم ... وكالمعتاد ذهبت الى الحقول المجاورة وعند عودتها وجدته قد أكل الشاة التي أرضعته لأشهر وأيام ... فنظرت بحزن وقالت .........
بقرت شويهتي وفجعت قلبي وكنت لشاتنا ولدا ربيب غدوت مدرهما وعشت فينا فمن أنباك أن أباك ديب ان كان طباع المرئ طباع سوء فلا أدب يفيد ولا حليب أصل الفتى يخفى ولكن من فعله يظهر بخافيه كل امرء يشبه فعله والإناء ينضح بما فيه.


رَوى الأصمَعِيُّ أن أعرابيَّة وَجَدَت جروَ ذئبٍ وليدًا؛ فَحَنَّت عليه وأخذته ورَعَته.. وكانت تُطعمُهُ مِن حليب شاةٍ عندَها، حتَّى كبرَ الذِّئبُ الصَّغير. وفي يومٍ عادَت الأعرابيَّة إلى بيتِها فوجدت الذِّئبَ قد أكلَ الشَّاة. فأنشَدَت تقُول:


بقرتَ شُوَيهتي وفجَعْتَ قلبي ... وأنتَ لشاتِنا ولدٌ ربيبُ
غُذِيتَ بدرِّها، ورُبيتَ فينا ... فمَن أنباكَ أنَّ أباكَ ذيبُ
إذا كانَ الطِّباعُ طباعَ سوءٍ ... فلا أدبٌ يُفيدُ ولا أديبُ.


بلادنا ليبيا حفظها الله هي اليوم بين وادي الدئاب و دئاب الوادي وهاتين القصتين فيهما العبر و علينا ان نحدر من الدئاب البشرية التي تعبت بمستقبل البلاد والعباد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق