الخميس، 14 نوفمبر 2013

الشهيد البطل صلاح صالح امرايف بوخريص الغيثي


الشهيد البطل


صلاح صالح امرايف بوخريص الغيثي




صلاح بوخريص

 

بسم الله الرحمن الرحيم

ولد الشهيد صلاح صالح امرايف بوخريص عام 1980 م بمدينة درنة , من اسرة بسيطة عرف عنها بتاريخها الجهادى إبان الاستعمار الايطالى , حيث كان جد ابية المجاهد الكبير محمد عبدالونيس بوخريص الملقب (( بالعنز )) الذى كان مجاهدً عظيماً شجاعاً رفيقاً لشيخ الشهداء عمر المختار وكان قائدً فذً معروفاً استشهد بمعركة المحجة جنوب الفائدية فى بلقس عام 1927م .

وكانت عائلة بوخريص قد قدمت اكثر من ستة شهداء فى معارك الجهاد من وادى الشقة (( المسلقون )) قرب مرتوبة حتى زاوية قصور المجاهير قرب تاكنس , كما اعتقلوا جميعاً فى المعتقل الشهير العقيلة والبرقة حيث دفن منهم اكثر من ثلاثة عشر شهيد من ذكور واناث حتى ان بعض الاسر قد انتهت الى الابد كااسة المجاهد الناجى بوخريص الذى استشهدت اسرتة بالكامل بمعتقل البريقة .

فى هذة الاجواء عاش بطلنا الشهيد صلاح  يسمع كاغيرة قصص اجدادنا المجاهدين الابطال وما يحكى عنهم من كبار السن عن كرمهم وشجاعتهم واعمالهم البطولية الرائعة .

وكان الشهيد صلاح هو ثالث اخوتة فى ترتيب الاسرة حيث تكبرة اختان فكان الكبير فى اخوتة الذكور فعاش صغيرً وحيدً بمدينة درنة حيث يسكن فى الساحل الشرقي وعاش بين اقرانة يصارع من اجل اثبات وجودة , وكان شجاعاً بين اصدقاءة مرحاً سعيدً  وكان اجتماعياً بطبعة , وكان مثابراً فى دراستة حتى تحصل على ليصانص علم اجتماع من جامعة الفتائح بدرنة عام 2004م ولم يتحصل كاغيرة على عمل , وكان محباً للرحلات (( الزرادى )) وكان شاباً وسيماً دلئم الابتسامة فعال فى كل شيئ وكان ملماً بين حياة  الحضر بطبيعة سكنة وحياة  البادية لطبيعة اصولة وكان سباحاً ماهراً وهاوين لكرة القدم , يزاولها مع اصدقاء ة بنادى الافريقي وفى ساحات الساحل الشرقي وكان محباً لأسرتة واخذ دور الاب لأخوتة واخواتة الضغار , ودور الاخ لأبية وكان يهتم لأحداث الساحة الليبية بجميع مشاكلها وتعقيداتها القبلية مشاركاً فى جميع مشاكل العائلة , محباً لعمل الخير وكان اصدقاءة من جميع الاعمار والفئات الكبير والصغير الملتزم والمنعكس على حد سواء يعرف كيف يتعامل معهم جميعاً بطريقتة الخاصة الغريبة , وكان يحل مشاكلة الخاصة بطريقتة العجيبة بالعقل تارةً وبالمزح تارةً اخرى وبالقوة فى بعض الاحيان ولم يكن لدية خصوم هكذا عاش بطلنا و  شهيدنا صلاح امرايف الغيثى كما كان يعرف فى مدينة درنة .

فالظلم الذى طال جميع الليبين فى عهد الطاغية معمر القذافى قد اثر كثيراً على حياة والد البطل صالح امرايف حيث كانم موظفاً محترماً بأحدى  الشركات الخاصة وفى بداية الثمانينات قام نظام الطاغية بالزحف على جميع الشركات وادخل جميع الليبين بالقوات المسلحة بما يعرف بلاعمال الحرة والبطاقات الخضراء والالزامى فجندة اتنى عشر عاماً ثم صرفة من الجيش ولم يتحصل على عمل , فقام بفتح محل لطباعة المفاتيح , ثم عمل محل لبيع الخضار ثم جمعية استهلاكية , وقد تاثرت حالتة المادية كثيراً واخيراً قام بفتح محل لبيع قطع غيار السيارات .

وفى هذة الضروف الصعبة ومعانات والدة ترعرع شهيدنا البطل ساخطاً ناقماً على هذا النظام كاغيرة من شباب ليبيا الذين ولدوا جميعاً فى عهد هذا الطاغوت , وعاشوا فية وشاهدوا الظلم الذى لحق اباءهم , وشاهدوا المشانق والقتل الجماعي وانتهاك حرمات اليوت وتفتيشها كما راءوا ايضاً ظلم النظام فى جميع مجالات الحياة , وعدم احترام النظام لادمية الانسان , فكان المواطن الليبي مهاناً فى وطنة وفى بيتة وعملة وكان دائماً خائف من غدة غير ضامناً لمستقبلة وحياتة وهكذا جسد هذا النظام الفاسد الاحباط فى نفوس الشباب فيأتى سيف الاحلام ليمنيهم كل عام بالخير وليبيا الغد والحياة الكريمة , ثم يظهر والدة الطاغية ليحطم احلامهم فأصبحت حياة شبابنا لعبة فى ايادى اسرة كاذبة ظالمة طاغية عاثوا فى الارض فساداً وسرقوا خيرات هذا الوطن وكان شبابنا يشاهد ذلك يومياً فقامت هذة العائلة بتدمير هذا البلد من جميع الجوانب الاخلاقية والتعليمية والادبية حيث اصبحت الرشوة والسرقة والكذب من مؤهلات المسؤل الجيد والامانة والنظام والاخلاق من عيوبة .

فهذة كلها شاركت فى كرة شباب ليبيا لهذا النظام الفاسد وكان شهيدنا وبطلنا واحداً منهم , فبعد عدة سنوات من تخرجة تحصل على عمل جيد بفندق لؤلؤة درنة عام 2009م وعاش حياةً جيدة فقام ببناء شقة سكنية واشترى سيارة واصبح موظف كبير فى هذا الفندق وتقاضى مرتب محترم وتنفسة اسرتة الصعداء , وكانوا يحاولون جميعاً اقناعة لأكمال نصف دينة بالزواج , فكان يراوغهم كاعادتة رغم دخولة العقد الثالث من العمر .

وفجاءةً لاحت فى الافق بشائر ثورة 17 فبراير المجيدة وبداء يتابع انطلاقتها عبر الفيس بوك مع اقرانة حتى بداءت شرارة الثورة وتحركت مدن المنطقة الشرقية من البيضاء وبنغازى وشحات والقبة ودرنة وغيرها من المدن , وبدأ الشباب فى معركة كتيبة شحات ومطار الابرق وكتيبة الفضيل ببنغازى فترك بطلنا حياة الترف والوظيفة واشترى بمالة الخاص بندقية اكلاشن كوف وذهب مع الثوار وشارك فى تحرير المطار وانتقل بعدها الى مدينة اجدابيا والبريقة وراس لانوف فى الايام الاولى , واشترك فى جميع المعارك حتى وصلوا الى منطقة النوفلية فى بداية الاحداث , ثم جاءت كتائب الطاغية وواصلت زحفها حتى مشارف مدينة بنغازى يوم 19 مارس وكان الشهيد حاظر لجميع المعارك والانسحابات الاولى , ثم عاودوا وحرروا مدينة اجدابيا ووصلوا الى راس لانوف للمرة الثانية وشارك فى جميع معارك ما يعرف بالكر والفر , ثم تمركزوا بمنطقة 18  غرب اجدابيا حيث مكث هناك حتى بداية معركة التحرير الاخيرة , واشترك فى معارك تحرير الحقول النفطية وكان فى البداية مع الوية قطر ثم التحق بكتيبة شهداء الجبل .

وهنا ظهرت فى شهيدنا البطل بذور الجهاد وحب الاقدام فتحدث عنة اصدقاءة ورفاقة بجبهات القتال فقالوا كان مثلة الاعلى جدة المجاهد (( محمد العنز )) وكان يعرف بننا ببناخي العنز وكان يسمى كتيبتة المحافظية ويلقبونة (( بقلب الحدث )) لأنة كان دائماً بالصفوف الاولى بالمعركة وكان دائماً ينقذ فى الجرحى ويأتى بالجثث من الصفوف الاولى , وكان هو الذى رفع علم الثوار على بوابة الاربعين ومعة امرة الشهيد (( صلاح الجريبي )) وكان من الأوائل الذين دخلوا المنطقة الصناعية بالبريقة وايضاً من اوائل من دخلوا راس لانوف وكان قد تدلاب على الرمى على الراجمات واصبح من امهر الرماة حيث اعجب بأداءة افراد كتيبة الصاعقة وطالبوة بالأنظمام معهم , وبعد تحرير راس لانوف ذهبوا الى تحرير منطقة بنجواد فحدثت معركة قرب ميناء السدرة يوم 24 رمضان الموافق 24 /8/2011 فكانت معركة كبيرة وكانت كتيبة شهداء الجبل منقدمة مع كتيبة الصاعقة فواجهت شراسة كبيرة من كتائب الطاغية , الأمر الذى ادى الى سقوط عدد من الشهداء من الكتيبتين وكان من بينهم شهيدنا البطل صلاح صالح امرايف الغيثي كما يعرف بمدينتة .

وباستشهاد هذا البطل الكبير لانملك الا نقول ان هذة الاسرة قد دفعت الثمن من اجل هذا الوطن فى الماضب والحاضر خيرة رجالها فكان المجاهد محمد العنز من اعظم الرجال وكذلك اشقائة  رافع الملقب ((بالهتاك )) ومسعود وخيرالل وعبدالكافى , وابن عمهم حفيظ الناجى بوخريص ودفن الكثير منهم برمال العقيلة والبريقة حيث تجاوز عددهم عشرون فرداً , فلا عجب ان يكون هذا البطل العظيم شهيداً اخر وليس الاخير من هذة العائلة الذى دافع عن ارض وعرض هذا الوطن الغالي .

فهنيئاً لهؤلاء الشهداء فى الماضى والحاضر الذين رووا تراب ليبيا  بدماءهم الطاهرة .


ولاشك ابداً بأن شهداء الماضي هم الوقود الذى اشعل فتيلة المجاهد البطل الشهيد صلاح صالح امرايف بوخريص , فكان اجدادة هم قدوتة فى معاركة التى خاضها فى البريقة وراس لانوف وبنجواد وفى حياتة اليومية فليرحمهم الله جميعاً ويجعلهم مع الشهداء والصديقين وحسن أولائك رفيقاً.

نقلاً عن عم الشهيد / عبدالرازق بوخريص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق