الجمعة، 10 يناير 2014

حقبة القذافي في عيون فتاة ليبية جريئة




حقبة القذافي

في عيون فتاة ليبية جريئة

ــــــــــــــــــــــــــــ

تهمة ‘الأزلام’

متيقظة وتلقى جزافا

وملايين الدولارات بأيدي

الكتائب التي انتحلت

صفة الثورة وكانت مع معمر

بسام البدارين
January 9, 2014


09qpt965[1]

بنغازي ـ ‘القدس العربي’:


‘فاتن’ .. فتاة شابة في السادسة والعشرين من عمرها قابلتها ‘القدس العربي’ في احد المقاهي الاسبانية وسط العاصمة طرابلس.

تتميز فاتن بقدر واضح وكبير من الجمال والنشاط والتأهيل العلمي بسبب تلقيها العلم خارج ليبيا، وبادرت مراسل ‘القدس العربي’ فورا بملاحظة أولى تقول فيها ان هذا اللقاء وفي هذا المكان خطأ فادح بالنسبة للمجتمع الليبي.

واضافت مفتتحة الحوار: لا يمكن ان ينتج هذا السلوك والتقليد عن حقبة القذافي رغم انها حقبة غير منتجة في كل الاتجاهات.

تشرح فاتن بعدما تتفق ‘القدس العربي’ معها على التحفظ على اسمها: القذافي ارتكب جرائم متعددة بحق الليبيين لم يكن وبكل صراحة من بينها إجبارهم على قمع بناتهم وعدم تعليم الفتيات والتركيز على تزويجهن وحبسهن في البيوت لأطول فترة ممكنة.

تلك جريمة بحق المرأة الليبية التي تتميز بذكاء كبير يعرفه الرجال جيدا اقول بصراحة وإنصاف بأن القذافي بريء منها ومن يرتكبها الآباء والأشقاء ومجتمعنا الذكوري.

تنتقد فاتن ربط كل شيء خاطىء في ليبيا بحقبة القذافي وتصر على ان ثقافة الانكار هي جزء من الشخصية الليبية الذكورية بطبعها وتربيتها.

وبالنسبة لها شخصيا: لم يمنعني حكم القذافي من تطوير مهاراتي واتصالاتي ومعرفتي ولم تتدخل كتائبه في بيتي وتربيتي ولم تجبر الليبيين على الإرتهان للواقع التعليمي.
قوى ثورة فبراير وفقا لفاتن ترفض الاعتراف مثلا بظاهرة تعاطي المخدرات وظاهرة تعاطي الخمور وكل ما نسمعه من تبريرات سخيفة علنا يتعلق بمؤامرة على الشعب الليبي.

تقول: ببساطة شديدة لا اعرف ما الذي يمنع ان نقول بوضوح.. نعم لدينا مشكلة مخدرات ولدينا مشكلة اسمها تعاطي الخمور، والمتورطون هم مرضى وشاذون ومنحرفون لا بد من اصلاحهم والعمل على مواجهة مخاطرهم وانقاذهم من انفسهم كما يحصل في كل الدنيا، فليبيا ليست مجتمع القديسين والانبياء وفيها منحرفون لكنها تمثل مجتمعا يرفض الاعتراف بالواقع حتى على مستوى العائلات والرجل والمرأة.

تضرب فاتن مثلا على وجهة نظرها فقد قتل جار لها ضمن مئة قتيل ماتوا في ليلة واحدة فقط كانت ليلة خميس وسبب هذا الانتحار الجماعي هو تعاطي خمور ومخدرات فاسدة في حيين متجاورين.

ماذا فعلنا ازاء مشكلة من هذا النوع؟ .. تسأل فاتن وتجيب: حصلت تغطية على الخبر في أغلبية وسائل الاعلام، وهي تغطية تبرع بها الصحافيون أنفسهم ولم تكن قسرية.. بعض العائلات التي فقدت شابا في هذا الانتحار الجماعي نعته كشهيد وبعضها حشر صورته على الأنفاق والجسور وقدمه للمجتمع باعتباره من مناضلي وشهداء ثورة فبراير.

سمعت فاتن جارتها مباشرة ترفض الاعتراف بأن ابنها قتل جراء جرعة مخدرات فاسدة فقد كانت تبلغ الجارات بأن بقايا فلول القذافي وضعوا له شيئا ساما في الماء هو ورفاقه السكارى المخمورين.

تشرح فاتن: نتصرف نحن في المجتمع الليبي بهذه الطريقة وانا شخصيا لا اعرف ما الذي يدفعنا لذلك فكل الشعوب في الكرة الأرضية لديها أمراض ونحن ننفق جل وقتنا في التغطية على أخطائنا وتبريرها ومؤخرا وفر لنا القذافي تلك الشماعة البائسة التي يمكن ان نعلق عليها كل شيء .

تقترح فاتن على ‘القدس العربي’ ادراك مستوى التعليم البائس جدا في ليبيا من خلال النظر فقط الى الملصقات والشعارات والهتافات التي تزرع على الحيطان حيث تندر كتابة عبارة صحيحة بدون اخطاء إملائية او لغوية او حتى بدون ادعاءات كاذبة.

نظام القذافي لا يؤسف عليه – تضيف فاتن- لكنه لم يمنعني شخصيا من التفاعل مع جوجل مثلا وعسكر القذافي لم يتدخلوا في ما أقرأه في بيتي وحتى نكون صريحين في عهد القذافي كان ثمة أمن وأمان في الشارع وكنت أستطيع ان اسهر حتى الفجر برفقة عائلتي او أمي .. اليوم ومع احتفالي بثورة فبراير أتحدى ان يجازف اب ليبي ويسمح لعائلته او ابنته بالتجول او السهر او حتى التأخر للساعة التاسعة مساء ولأنني أعمل في وظيفة تتطلب زيارة بعد الظهر لمكتبي ثقبت عجلات سيارتي عدة مرات باسم الثورة والثوار.

واطلعت فاتن على حادثة مباشرة تظهر حجم المشكلة فأحد الشباب المجاورين لها في مقهى رصيف وفي فترة النهار خرجت على لسانه عبارة تنتقد تصرفات ثوار مدينة الزاوية في شوارع العاصمة طرابلس.. خلال دقائق حضر مسلحون وحملوا هذا الشاب ولا احد يعرف مصيره الآن.

ولدى فاتن صديقة تعمل مديرة لاحدى المدارس وتشاهد صبيحة كل يوم رجلا يأتي على بوابة المدرسة ويوزع على طلاب الاعدادية حبوبا مخدرة ولا تستطيع المديرة ابلاغ الشرطة ليس فقط لعدم وجود شرطة حقيقية، ولكن لأن النتائج مع الآباء غير مضمونة فالمنطق السائد دوما هو عدم التحدث عن المشاكل وهو ان تهمة الأزلام جاهزة ومتيقظة لكل من يخالف هذا القانون الاجتماعي المسكوت عنه.

وتعرف فاتن شخصا أطلق أحدهم الرصاص على رجليه قبل الثورة في مدينة الزاوية لأنه عدو للقذافي .. بعد الثورة وجد الشاب الذي فقد القدرة على المشي الرجل الذي أطلق الرصاص عليه مسؤولا مهما في هيئة جديدة وظيفتها رعاية ثوار فبراير وبين يديها ملايين الدولارات.
وهذا يثبت حسب فاتن ان العديد من كتائب القذافي انتحلت صفة الثورة والاغرب ان الادلاء برأي اقتصادي من زاوية ناقدة يدفع صاحبه الى تهمة ‘أزلام القذافي’ وان النساء والفتيات بدأن يعدن من المطارات لأن الشيخ المفتي منع السفر وحظر السفور ويفكر بمنع المرأة الليبية من قيادة السيارة.

تهمة الأزلام أيضا تطال من يتحدث عن عدم وجود كهرباء او ماء او اتصالات او انفلات امني وليس صحيحا ان القذافي مسؤول عن تراجع ثقافة الشعب الليبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق