زيدان للرياض الفرق الجهادية تجوب ليبيا وحضورها أصبح أمراً واقعاً
زيدان للرياض
الفرق الجهادية تجوب ليبيا
وحضورها أصبح أمراً واقعاً
17/1/2014
الرياض السعودية - أيمن الحماد:
قال
رئيس وزراء ليبيا علي زيدان إن الشعب الليبي لا يرى ضرورة للأحزاب
السياسية؛ مشيراً إلى أن الاحزاب الاسلامية لن يكون لها حضور في المستقبل. ولفت
زيدان في حديث لجريدة "الرياض" إلى أن الفرق الجهادية تجوب ليبيا، وأن
وجودها أصبح أمراً واقعاً. مشيراً إلى قدومها من الحدود الشرقية والغربية
والبحر. وأوضح رئيس الوزراء الليبي أن عرقلة المسار
السياسي تأتي من انتشار السلاح الذي وصف انتشاره في البلاد بالمرعب، موضحاً
أن الكتائب المسلحة تمتلك أسلحة لا توجد لدى الجيش. فإلى نص الحوار:
*حوالي ثلاثة أعوام على الثورة الليبية، أين تقف ليبيا اليوم؟
-
تقف في مسار ما بعد اندلاع الثورة في بداية بناء الدولة وتوطيد أركانها
وإعادة بناء الجيش ومؤسسات الدولة ونحن اليوم في المرحلة الانتقالية وبدأنا
في انتخابات البلدية ونحن على أبواب انتخاب لجنة الدستور والتي ستصيغه
ويعرض فيما بعد للاستفتاء ومن ثم قانون الانتخابات وإقامتها ومن ثم تشكيل
حكومة.
* المسار واضح ولكن هناك كثير من العراقيل وهذه ستؤثر في الوصول إلى خط النهاية أليس كذلك ؟
-
طبيعة ما حدث تقتضي ذلك لأن ما حدث زلزال بكل ما تعنيه الكلمة وبقدر ما
حقق النتيجة الايجابية في نهاية النظام الدكتاتوري .. أوجد آثاراً سلبية
كثيرة على المواطنين، وعلى مؤسسات الدولة التي دمرت، وهذا جعل الأمور أكثر
صعوبة، ولكن المسار يمضي ببطء ودون مطمح الجمهور، الذي يرى الأمر من جانب
أنه يريد ممارسة هذا العمل من كافة جوانبه، وبالتالي فإن قضية البطء من هذا
الجانب والعرقلة أمر متوقع، ولا يمكن لأحد أن يتفاده.
* العرقلة تأتي من أي جانب؟
-
تأتي من انتشار السلاح في البلد بطريقة مرعبة، وفي كل المناطق، السلاح نهب
من مخازن النظام السابق واحتفظ به، الأمر الآخر أن الناس تعرضوا لهزة
كبيرة يحتاجوا لوقت حتى يستفيقوا من صدمتها وينطلقوا، والشيء الثالث أن
كوادر الدولة وأطرها قد استبعد كثير منها بحكم ارتباطها بالحكم السابق وصار
هناك فراغ في الدولة لا يساعد على انجاز الأعمال بسرعة، الأمر الآخر أن
الناس توقعوا أنهم إذا نالوا الحرية فستأتيهم بكل ما يتمنون أو ما يودون
ولا يفكرون أن هذه المسألة تحتاج لوقت طويل حتى الناس تنعم بما تريد من
الحكومة أو من البلاد.
* بعد مجيئكم إلى السلطة قلتم إن لديكم القدرة على إنهاء مظاهر التسلح وجمع السلاح؟
-
لم نقل أن لدينا القدرة على ذلك، ولكن قلنا إن من سياستنا وخطتنا إنهاء
هذا الأمر، وسرنا فيه الآن وصدرت قوانين بإخلاء المدن من الكتائب المسلحة،
وبإلغاء كافة الكتائب ماعدا الجيش والشرطة، وتراجعت الدروع وابتعدت عن
ممارسة الشأن العام وتكونت الشرطة والجيش وبدأ تدريجياً يمارس أعماله، ولا
شك أن الجيش يمارس عمله في محيط تتحكم فيه أسلحة ثقيلة ومتوسطة وربما أقوى
حتى من الجيش، ومع هذا كثير من الأحداث تم تلافيها والوضع الآن من الناحية
الأمنية أقوى كثير من ما مضى، رغم وجود اغتيالات تأتي من فرق نعتقد أنها
فرق إرهابية جاءت من الخارج متخفية بحكم أن أجهزتنا الأمنية في طور إعادة
التأهيل مثل الأجهزة الإستخبارية السرية، ولم يكتمل بناؤها بعد وهي نتيجة
طبيعية لما حدث، وللثورة التي قلبت الأمور رأساً على عقب، وبالرغم من بطء
التطور إلا أنه ايجابي وواضح لمن يراه.
* أشرتم إلى جهات خارجية تقف وراء عمليات الاغتيال، من أي جهة؟
-
نحن الآن عندنا ظنون أن هذه الفرق الجهادية التي جاءت من مناطق مختلفة
وتجوب ليبيا قد يكون لها ارتباط بمثل هذه الأعمال، ونرى أن عناصر القذافي
أصبحت ربما تتحرك من أجل تصفية من قاموا بالثورة وإرجاع الأمر للمربع
الأول، ولكن كل هذه الأمور ستوضحها الأيام القادمة .. الدولة ستلتفت إليها
وتضع لها حداً.
* ما مدى حضور الاعيان والقبائل في المشهد السياسي الليبي؟
-
هناك ملتقيات كبرى في مختلف مناطق ليبيا ومختلف فئات قبلية من اجل تدعيم
الشرعية والمحافظة عليها من اجل عدم السماح للمجموعات المتطرفة والمجموعات
المؤدلجة كي تسيطر على المشهد الليبي، وهناك تعاون بين الحكومة وبين العديد
من القبائل ومؤسسات المجتمع المدني في مختلف المناطق.
* ألا تخشى أن تعزيز التجمعات القبلية والمناطقية والإقليمية من شأنه تعزيز النزعة الانفصالية ؟
-
أبداً، القبائل ضمان لوحدة الدولة جميع القبائل تؤكد على الشرعية والوحدة
الوطنية وعدم التسليم لأي مجموعة سياسية ذات طابع ايديولجي وترفض أدلجة
السياسة وترفض استعمال الدين كمطية للوصول إلى الحكم.
* لكن ما حدث في اقليم برقة يشير إلى وجود نزعة لإيجاد شكل لحكم ذاتي ..؟
-
هذه فئة قليلة تقدمت بحكم أن الإعلام أصبح متاحاً لأي شخص والإذاعات فاتحة
أبوابها لمن يريد أن يتحدث .. وهذا أمر قليل جداً، وأؤكد لك أن من يقومون
بهذا الأمر ليسوا إلا فئة محدودة جداً من الأشخاص في برقة.
* تمدد الجماعات الجهادية الليبية، هل أصبح أمر واقع؟
-
نعم أصبح أمراً واقعاً، لأنه بعد الثورة دخلت مجموعة من الأفراد وانتشروا
ونحن بصدد متابعتهم، وأصبحوا واقعاً لا يستطيع الشخص إغفاله.
* دخلوا من أين؟
-
من الحدود الشرقية والغربية والبحر، وبعضهم كان مسجوناً في مناطق أخرى أو
يعاني من الإقامة في مناطق أخرى، ووجد النصرة من بعض الليبيين الذين
طبيعتهم طبيعة سهلة وبسيطة وأدخلوهم لنصرتهم والمعونة، ولكن الآن أصبحوا
يشكلون خطراً على البلد والأجهزة الأمنية تتابعهم عن كثب.
* هل التحدي السياسي بين المكونات الليبية من شأنه أن يكون تحدي آخر للدولة ؟
-
يكفي التنافس أن يكون بين سياسيين أكفاء، النخبة السياسية بما فيها
الأحزاب استعجلوا في التنافس على المكاسب، وأدى هذا إلى فزع لدى الشعب الذي
أصبح يرفض الحزبية كليةً وهو أمر نراه غير ايجابي ولكن هذا ما حدث.
* هل تقصدون التحزبات السياسية؟
- نعم أو حتى التحزبات الدينية في شكل مجموعات معينة.
* ولكن الأحزاب السياسية طبيعة من طبيعة المجتمعات الديموقراطية؟
-
صحيح لكن ليبيا لم تر الحزبية في حياتها بالمطلق، ففي فترات وجيزة جداً في
بداية الاستقلال بعدها انتهت، ولم يعد توجد أحزاب، والقذافي لمدة 42 عاماً
كان يردد لا حزبية بعد اليوم ومن تحزب خان ، وفي الأنا لدى كثير من الناس
هذه الكلمة على أساس الحزبية سلبية ، وفي الواقع نعم نحن في حاجة لتكوين
أحزاب ومنظمات سياسية، لكن إذا كانت في بداية عملها لم تقدم وتسوق نفسها
على الوجه الأمثل وفهموها الناس خطأ أو أفهمتهم بالشكل الخطأ فتولد لدى
الناس هذا الإحساس الخاطئ وأصبحت ردة الفعل السلبية موجودة، الشعب الليبي
يرى أن الأحزاب لا ضرورة لها.
* وهل هذا يفسر دخولكم كمستقل في العملية السياسية الليبية؟
-
لا أبداً، بالنسبة لي دخلت كمستقل لأن أريد ذلك لكن لو اتيحت لي الفرصة
عندما انتخبت ان ادخل بحزب لدخلت في حال توفر الشروط الموضوعية المناسبة.
*
ألا تخشون أنكم لو أكملتم في مسار بناء الدولة كما هو مخطط أن يكون الحضور
الإسلامي في العملية السياسية أكبر بمعنى استحواذ الأحزاب والتيارات ذات
الخلفية الدينية على البرلمان والحكومة كما حدث في عدد من الدول؟
-
الأحزاب الدينية لم يكن لديها حضور في الانتخابات، كان حضوراً محدوداً
وحسب التوقعات أن لا يكون لها حضور في المستقبل، ونحن ليس لدينا مانع من
حيث المبدأ أن تكون الأحزاب الدينية موجودة لكن على الجميع أن يحترم قواعد
الديموقراطية من تداول السلطة وانتقالها واحترام الخصم والقبول بالهزيمة
لأن هذا هو المسار الديموقراطي.
* هل هذه العناصر التي عددتموها للتّو موجودة في المشهد السياسي ؟
-
لا للأسف ليست موجودة، ولكن عدم وجدها لا يعني أنها مستحيلة، لأن في بعض
الأحيان الأمر الواقع يفرض نفسه، فعندما ينتخب الإنسان ولا ينجح فيجب أن
يكون جهازاً لهذا الأمر وهذا ينطبق في حال نجاحه أيضاً.
*
في علاقاتكم مع الدول الغربية التي تعرضت لهزة بعد اغتيال السفير الأميركي
وبعض الاغتيالات، إلى أين وصلت هذه العلاقة هل ما زال الارتباك والارتياب
موجوداً؟
-
في بلد مثل ليبيا لابد أن تتفهم تخوف الناس من هذا الوضع، ولابد أن نسعى
بدبلوماسيتنا وبإقناعنا للآخرين لإجلاء هذا الأمر وطمأنتهم عن الأوضاع في
ليبيا، كزيارتنا لتركيا وكذلك المملكة التي بقدر ما هي زيارة لدولة شقيقة
فهي ايضاً فرصة لإجلاء كثير من اللبس الذي قد يكون عند الأصدقاء والأشقاء
حول ما يجري في ليبيا والمرحلة الانتقالية التي تمر بها، وكل هذه الأشياء
يجب أن يتم الحديث عنها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق