الأحد، 26 يناير 2014

سحقا لأيدي العابثين

سحقا لأيدي العابثين




هديجه العمامى

بقلم / خديجة العمامي


بنغازي.. تنزف من الوريد إلى الوريد.. كنا نعلم تمام العلم بأن الشرفاء سوف يطالهم العقاب.. وخصوصا بعد تقديم وجبة المصالحة الوطنية بطريقة هزلية..

فقد قدمت المنتصر على هيئة الذليل إعتقاداً منه بأن إظهار حسن النوايا يكون هكذا.. يستجدي المنهزم صك المصالحة.. ويمنح حقوق ذبحه بدون رحمة..

في الوقت الذي تُركت فيه أيادي المليشيات تجتث في أحشاء الوطن.. بحُجة البحث عن بقايا النظام.. ألم يسلمك الأشراف من بلدي أوتاد النظام فأين اخفيتموهم؟؟ أوبكم بعتموهم؟؟

تغلغل الصمت في أعماق المسؤولين.. فصار لزاماً علينا أن نقدم أعناقنا الي مقصلة القصاص الغير شرعي.. وننتظر الفتاوي... عصابات لفت علي البلاد من شِعاب المجهول.. وحرقنا تاريخ المناضلين.. وشوهنا أبناء الثورة الحقيقيين.. وتزعّم من كان مختبأً أيام المحنة.. وصار هوالحارس الأمين..

لم يسلم في مدينتي.. لا طفل ولا امرأة.. ليس إذا الضباط فقط هم المستهدفين... الصلوات الاساسية التي أقرها الإسلام..((خمسة)).. ولكن في مدينتي بنغازي... صارت ((ستة)) لأن صلاة الجنازة تم إدرجها لازاماً من ضمن الأساسيات...

ليست المأساة أن نموت من أجل الوطن... ولكن المأساة أن نحيى أموات في الوطن.. فهذا مصير النبوة بالحريات.. وإعتناق الوطن وإنتشال الكرامة من الأيدي المرتعشة الجبانه.. فعلينا أن ندفع الثمن!!

هل قست قلوب أبناءكِ يا مدينتي فصارت كالحجارة أواشد قسوة بعد ما كنتِ مثلاً للمحبين.. ولكنّ من الحجارة لما يتفجر منها الماء.. فهل لي أن أكون من الأملين بأصوات تعلومن أجل الدفاع عن أُناسٍ كانوا يوماً جلاديك يا وطني.. وتناسوا بأنك لازلت إلى الأن تآن من جراح لأن يشفيها عبور السنين..

هل غادرك النورس والعصافير.. ورحل قوس قزح وأعلن عدم العودة!!.. يا مدينة الشتاء المميز..؟؟

صحيح في مدينتي.. لا يوجد حرب.. ولا يوجد سلام..!! ولكن..؟ هل أستطاعت الغربان.. أن تبني أعشاش في شوارعكِ اللا أمنة.. وأن تجعل من أصوات عويل نساءكِ غذاءً لها.. هل تعمّلق الخوف في أعماقنا فإغتال النخوة في عُروقنا.. فصِرنا لا نُبالي بإرتداء الأكفان.. ورائحة المقابر..

هل أغتسلتى يا بنغازي بدموع القهر.. فصارت الشفقة أقصي ردت فعلٍ لدينا..

ولكن... يا من تمتطون جيادا من خشب.. لستم أنتم فرسان هذا الزمان.. يا من تستبيحون أرواح البشر.. أُخرجوا علينا إن كنتم أصحاب مبدأ ورجال.. يا جبناء ويا أبناء الحُفر يا أبناء الخفاء.. تدعو عليكم كل ثكلى وأرملة ويتيم.. يا أيتام الدين يا عُصارة الكهوف.. ويا عقلية الجاهلية.. لعنة الله عليكم.. هل بعد كل اغتيالٍ تقومون به.. لكم بيوت ترتدونها..ولكم أمهات تستقبلكم بالرضا والدعوات.. وهل لكم أطفالٌ وزوجات أنتم لهم الأمن والأمان.. سوف تُعاقبوا أيتها الثعابين السامة

لقد شغلتُم البلاد والعباد.. فأعطيتم الفرصة للصوص بأن يكونوا قاده..!! فيا من تبقى من الوطنيين.. هل لكم وقفه أم أنكم مللتم الوقوف.. وإجتاح زمن الثورة الخوف.. وقررتم الاستسلام والعودة للكهوف وإلى الظلام.. ولكن! يا نساء بنغازي المتمردات.. يا من كنتنّ البداية.. عليكن بالخروج مجدداً لإستكمال النهاية.. فبنغازي تغرق في بركة دم..

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق