الأحد، 26 يناير 2014

بنغازي تحتوي الجميع بالجميع

بنغازي تحتوي الجميع بالجميع


مريم العجيلى

بقلم /  مريم العجيلي


سأبدأ كلماتي التي لا انسجها هنا كمقال يصفق له البعض، او يبعده الاخر، لا اريد توجيه كلماتي إلى ابناء مدينتي بنغازي لاني اعرفهم جيداً، اعرف من كانوا يتزاحمون حولنا لحمايتنا دائماً، اعرف من كانوا يصرخون دون هوادة بداية فبراير (شن اديري هنا روحي راك تموتي) لن اوجه كلماتي إلى ابناء مدينتي بنغازي الحبيبة لاني أعرفهم حق المعرفة، فمن ولد وعاش ببنغازي قطعاً لن يفعل مانراه ونسمعه بشكل يومي ومتكرر، من ولد بمدينتي رباية الذائح لن يجعل من اطفالها (ذوائح) اؤمن بحبهم لها كما اؤمن بأن الله واحداً لا شريك له.

انا اكتب كلماتي لأشخاص اخذوا من الرصاص صوتهم، ومن المتفجرات حياتهم، ومن الدماء اكسجين يعيشون ويقتاتون منه... انا اوجه كلماتي لمن اعتقدوا بأن موت الاخر حياة لهم، سواء كانت حياة الدنيا او الاخرة والله برئ منهم.

اختلط علينا الحابل بالنابل، ولم نعد نستطيع تمييز الغث من السمين، فالأزلام، والإرهاب، والأنصار، والمشاكل الشخصية، والمخابرات الاجنبية، ووووو كلهم تعمل لصالح عزرائيل، كلها تؤدي الى الموت، ولكن هل سنموت؟؟

سأجيب بكل صدق، لن نموت وإن متنا لن نصمت وان حاولوا اسكاتنا بسلاحهم، لن نخضع ونترك مدينتنا، اتعلمون لماذا؟؟ لأنه لا توجد مدينة اخرى بكل بقاع المعمورة يطلق عليها (رباية الذايح) لن نجد مدينة اخرى تحتوينا بحب رغم الدم، بنغازي، لكل حرف بها نغمة خاصة بقلوبنا، لصدى صوت اسمها نغما بخاطري.

سنكتفي الان من الدموع وسنكتفي بتكرار السؤال كلما سمعنا خبر قتل احدهم سواء من الصاعقة او الجيش او او او او، لن نكرر مافعلناه سابقا ولن نسأل (ليش باهي) او (من هم) فالإجابة عن (ليش باهي) معدومة ولم نعد نهتم بها، أما من هم (بكل تأكيد هم كارهي لمدينتي ومن فيها).

ربما تنتابنا لحظات وهن، فما نحن إلا بشر، خلقنا الله لكي نرهق ولكن بكل تأكيد نستعيد قوتنا وإصرارا على ان هذه البلد وهذه المدينة لن تركع لغير الله، الله الذي نعرفه نحن، الله الذي يُحرم القتل، الله الذي راهن على بني البشر وفضلهم.. لن نركع لغير الله، ولن نتمنى عودة الماضي.

سنستمر في المطالبة بحريتنا فقد خلقنا الله احرارا، وسنستمر في حياتنا دون ارهاب وإن كان واقعاً نعيشه، وإن كانت دموع الامهات غمرت مدينتي، وإن كان بكاء الاطفال نسمع صداه عبر جدران وشوارع بنغازي الثكلى.

بنغازي لن تنتهي، بنغازي ليست مجرد بشر (نحن) ولا (هم) بنغازي هي القلب النابض بالجميع.. وستحتوي الجميع دائماً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق