الاثنين، 29 فبراير 2016

دور كلينتون في ليبيا بين الحقيقة وعرقلة ترشحها للرئاسة



  دور كلينتون في ليبيا بين الحقيقة وعرقلة ترشحها للرئاسة

29/2/2016 
 
إرم نيوز:

 يبدو أن الحرب ضد ترشح هيلاري كلينتون للرئاسة في أمريكا، لا تهدأ، حيث كشفت صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير لها عن دور وزيرة خارجية أمريكا السابقة، هيلاري كلينتون عام 2011 في ليبيا، ومساهمتها في اسقاط نظام القذافي، وبكل تأكيد فإن التقرير، وإن كان ظاهره البحث في حقيقة دور كلينتون في أحداث ليبيا، إلا أن الهدف غير الظاهر، هو محاولة عرقلة ترشحها للرئاسة في أمريكا. جاء في تقرير الصحيفة الذي عنونته "بالقوة الذكية لهيلاري كلينتون وسقوط الديكتاتور"، أن الرئيس باراك أوباما كان يشعر بقلق شديد من القيام بمغامرة عسكرية أخرى في بلد مسلم، بعد حرب أمريكا في أفغانستان والعراق".

وأشار التقرير إلى أن "أغلب مستشاريه ينصحونه بالابتعاد، إلا أنه أرسل كلينتون للقاء محمود جبريل رئيس الوزراء في المجلس الانتقالي عام 2011، حين كانت قوات القذافي تقترب من بنغازي، ويهدد بحمام دم، وحثت فيه كلينتون بريطانيا وفرنسا، واشنطن على الانضمام لهما في حملة لوقف قوات القذافي. وجاء في الصحيفة، أن لقاء كلينتون وجبريل في 14 مارس – آذار عام 2011، كان أول فرصة لمسؤول أمريكي رفيع المستوى ليتعرف عن قرب على الطرف الذي يطلب من الولايات المتحدة أن تدعمه.

وبين التقرير أن جبريل قال"إن كلينتون خلال هذه المقابلة كانت تسأل كل سؤال يمكن تخيله، مثل: هل يمثل المجلس الوطني الانتقالي كل البلاد المنقسمة بشدة؟ ولو تنحى القذافي أو هرب أو قتل، هل لديهم خطة لما سيأتي بعد ذلك؟".  

كما جاء في التقرير أن فيليب جوردون، أحد مساعدي كلينتون في الخارجية، أوضح بأن كلينتون سمعت كل الأمور الصائبة عن دعم الديمقراطية، والحكم الشامل وبناء المؤسسات الليبية، وقدموا لنا ما أردنا سماعه وتصديقه، وأضاف: كان اقتناع كلينتون حاسما في إقناع أوباما بالانضمام للحلفاء في ضرب قوات القذافي.

وأشار التقرير إلى ما قاله وزير دفاع أوباما في ذلك الوقت، روبرت جيتس،"إن القرار تم حسمه بـ51 صوتاً مقابل 49، كان دعم كلينتون هو المحدد لخطة الرئيس، لكن التداعيات، وكما تقول نيويورك تايمز، كانت أكثر مما يتخيل أي شخص، وتُركت ليبيا دولة فاشلة وملاذا للإرهابيين. وتؤكد نيويورك تايمز أن هذه قصة امرأة ربما أدى تصويتها في مجلس الشيوخ لصالح شن الحرب في العراق، إلى فشل محاولتها الأولى للترشح للرئاسة، لكنها مع هذا سعت لشن عمل عسكري في بلد إسلامي آخر.

ومع سعيها مجددا للترشح للرئاسة والوصول إلى البيت الأبيض، واستناد إلى حملتها جزئياً على خبرتها في وزارة الخارجية، فإن مراجعة التدخل العسكري الذي لعبت دورا أساسيا فيه يظهرها فيما يوصف بأنه أعظم لحظات نفوذها كوزيرة للخارجية. غير أنه من الملاحظ أن الفقرة التي وردت في التقرير بخصوص تدخل أمريكا وضرب قوات القذافي الآتية صوب بنغازي تجانب الحقيقة، فمن المعروف أن القوة الوحيدة الأجنبية التي تدخلت بعد ساعات من تصدي الطيران الليبي في برقة لرتل قوات القذافي، كانت من فرنسا عبر غارات جوية دمرت وسط ومؤخرة الرتل الذي كان على أبواب بنغازي حينها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق