الجمعة، 23 يناير 2015

عرفتك رجلاً صادقاً صدوقاً صديقاً لكل من حوله .



عرفتك رجلاً صادقاً صدوقاً

 صديقاً لكل من حوله .



المرحوم / الجالى مفتاح لياس

 

بقلم / فتح الله سرقيوه 

 

المرحوم الجالى مفتاح لياس من مواليد درنه فى 11/11/1942 م ولد فى بيت متواضع وأسرة درناوية محدودة الدخل  لم يكن يختلف عن باقى أطفال جيله  فكان مثله مثل أبناء  درنه البسطاء  الذين عاشوا فى بيوت متواضعة تلك البيوت العربية البسيطة التى يقيم بها افراد العائلة الواحدة فهى عبارة عن حجرات مسقوفة (من العود والجريد والطين  ) وأحياناً من (التفش) الذى ترميه أمواج البحر على الشواطئ .

وغالباً ما يكون فى البيت (بئر ماء) تشرب منه العائلة وبقية الجيران أحياناً والإنارة فى تلك الفترة لا تتعدى (لامبة قاز) أو شمعة حيث تستخدم للإضاءة لفترة محدودة والتلاميذ إذا ارادوا المذاكرة أيام الإمتحانات عليهم الذهاب إلى ميدان البلدية حيث توجد إنارة عن طريق مولد ديزل يتبع الحكومة . 

الجالى رحمه الله لم يكن من الأطفال المُرفهين ولم يكن فى شبابه يجد ما يطلبه فوالده رحمة الله عليه كان عاملاً بسيطاً  ودخله لا يفى سد حاجات العائلة ، ولهذا فقد كان مجتهداً فى دراسته يرضى بالقليل ولا يقبل على نفسه تحميل والده أعباء فوق إستطاعته ، أحبه الجيران وأبناء عمومته فهو صاحب مروءة وفزعة لكل من يلجأ إليه .

بعد حصوله على الشهادة الثانوية العامة من مدرسة درنه الثانوية فى 58/59 إلتحق بكلية الآداب بنغازى فى العام 59/1960.، ومن ذلك إلتحق بالكلية العسكرية باليونان وتحصل على بكالوريوس علوم عسكرية تخصص دفاع جوى ، حيث تم تعيينه بعد عودته لأرض الوطن برتبة ملازم ثان بالقوات المسلحة ، ثم تدرج فى الترقية للرتب العسكرية حتى رتبة عقيد ركن بتاريخ 1984 م.

أوفد فى عدة دورات متطورة لأمريكا وروسيا ويوغسلافيا ومصر والباكستان وتنقل فى الخدمة فى أكثر من مكان وحسب تعليمات القوات المسلحة العربية الليبية.

إستقال من عمله بتاريخ 1 /11 / 1994 بقناعة وأسباب خاصة به شخصياً بمرتب ضمانى بعد ربط معاشه بقيمة (429) دينار ليبى .

سبق وإن تم تكريمه من جهة عمله وتحصل على العديد من شهادات التكريم ورسائل الشكر لتفوقه  .

المرحوم الجالى كان أحد أعضاء فريق نادى دارنس لكرة القدم حيث كان (الجناح الأيمن) للفريق فى سنة 59/60م والجدير بالذكر فقد كان المرحوم الجالى لديه حرفة يدويه وهى (ترزى) عمل بها منذ 54 / إلى 1960م حيث كان يمد يد المساعدة لوالده الذى كان يعمل (خفير فى مديرية تعليم درنه) .

داهمه المرض العضال  فى سنة 2009م وتوفى تحديداً فى 29/11/2009 م ، والجدير بالذكر أنه يوم وفاته عندما ذهب أولاده للمصرف بطرابلس  ، لم يجدوا فى حسابه الجارى سوى (25) ديناراً فقط .

هكذا هم الرجال أصحاب الأيادى البيضاء النظيفة الذين عملوا بكل نزاهة وشرف وعمل متواصل من أجل الوطن لم يقبلوا على أنفسهم المال الحرام كغيرهم من أشباه الرجال ، فشتان بين هؤلاء وأولئك ، فإلى جنة الخلد يا جالى يا من عشت نظيفاً عفيفاًً ، فلقد تركت لأولادك رصيداً من الصيت الطيب ً والسمعة الحسنة ،  ستكون زاد الأبناء والأحفاد  يفتخرون بك يوم يذكر الشرفاء والرجال فى ميادين وساحات  خلت من الرجال  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق