الجمعة، 23 يناير 2015

رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ... بقلم المهندس / فتح الله سرقيوه


رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .

 

بقلم المهندس / فتح الله سرقيوه



المرحوم المناضل / عبدالرازاق شقلوف 



المرحوم / فؤاد أسعد بن عمران 

إبن صاحب فكرة إنشاء جمعية عمر المختار

 فى مصر 1942م 

 

فى بعض الأحيان يجد المهتم بالتاريخ والسياسة صعوبة فى تفسير الإختلاف بين الروايات الشفهية  التاريخية التى رافقت تاريخنا الليبى وأبطالها الذين ضحوا من أجل الوطن الغالى وخصوصاً فى المراحل المتعاقبة التاريخ فمن العهد العثانى الأول ثم القرمانلى والعهد العثانى الثانى ثم الإستعمار الإيطالى والعهد الملكى وصولاً لسبتمبر 69م وحتى فبرابر  ، هذه الفترات المتلاحقة تحتاج إلى مؤرخين شرفاء يحترمون التاريخ وكلمة الحق والإبتعاد على التشويه والمغالطات التى لا يغفرها الله للمؤرخ لآنها تعتبر نوع من التزوير فى حركة التاريخ وسيرة الأبطال وحياتهم وهم  الذين أعطوا الوطن بصدق ، فينالهم البعض من المغرضين والحاقدين محاولة لطمسهم وطمس ما قدموه إما حقداً وغيرة أو إظهار غيرهم بمظهر غير حقيقى تحيزاً أو جهوية أو قبلية ، فأللهم إجعلنا ممن يدافعون عن الحق ولا يقولون غيره وممن يرفعون الظلم على من ُظلموا من الأبطال الشرفاء الذين صنعوا التاريخ الليبى قديماً وحديثاً إنك سميع عليم .

لا شك أن التاريخ الليبى ملحمة من ملاحم البطولات صنعوه رجال ورحلوا عنا فى صمت ، لم يسمع بهم أحداُ ولم ينصفهم إلا القليل فجزاءهم  عند الله تعالى الذى لن  يظلم عنده بشر ، أولئك الرجال لم ينتظروا الشكر والثناء من أحد ولكن من حقهم علينا على الأقل أن ندعوا لهم بالرحمة وألا نتطاول عليهم ولا نشوه تاريخهم ،  فهم قمم يصعب على الكائدين والحاقدين النيل من تاريخهم المشرّف  ظلماً وعدوانا.

لقد كانت لى مقالة سابقة قبل فبراير  بسنوات ، تحدثت فيها عن علم من أعلام الجهاد والإنتماء الوطنى والنزاهة والشجاعة  فى تاريخ حركة المقاومة الليبية إبان الإستعمار الإيطالى ، حيث كان ذلك البطل أول من إتصل بحركة المقاومة وقابل شيخ الشهداء عمر المختار فى مرتفعات الجبل الأخضر وكان عمره فى تلك الفترة لا يتجاوز السادسة عشر وهو دليل على شجاعته  وقد كان له دوراً سياسياً فى تحريض البعض من المواطنيين فى مدينتى درنه على التصدى لمخططات الإستعمار الإيطالى من خلال خلايا وطنيه كانت تجتمع بحى المغار بدرنه وذلك لتجميع الدعم اللوجستى من الأهالى الذين آمنوا بمقاومة الطليان .

 ولا شك أن دور ذلك البطل مع رفاقه فى جلب الإستقلال كان من الأدوار التاريخية التى سُجلت فى التاريخ الليبى غصباً عن أى مُغرض أو حاقد أو حاسد لهذا البطل فى  تاريخه النضالى ولهذا أود التوقف عند هذا الدور الذى شارك فيه مع بعض من أبطال ليبيا وهو ما أُريد الوصول إليه فى تصحيح التاريخ حتى ننصف هذا البطل ومن معه من التشويه الذى تعرض له من قبل المغرضين الحاقدين الذين كانوا يعملون مع الإستعمار الإيطالى !! ….

(سى عبدالرازق شقلوف ) بطل من أبطال حركة المقاومة الليبية والإستقلال  رحمة الله عليك لقد كنت شجاعاً تقول كلمة الحق ولو على نفسك … سألته يوماً ونحن نقوم كمجموعة وطنيه متكاملة نعمل فى صمت من أجل إحياء التاريخ الليبى وما رافقه من بطولات لا تتسع الصحفات البيضاء لها والتعريف بها …

 وقد كان  أول عمل  لنا هو إحياء ذكرى أحد أبطال الجهاد وهو (الشهيد / الفضيل بوعمر الأوجلى ) بعد سبعين سنة من النسيان والجحود والنكران لمن قدموا أرواحهم من أجل ليبيا وهو الشهيد الذى أستشهد بالقرب من مدينة درنه ولم يُذكر أبداً على مدى عقود من الزمن مما جعل أجهزة النظام فى تلك الفترة 2003م تتوقف عند ذلك وتفتح ملف لرصد كل من تعاون فى إحياء تلك الذكرى حيث كنا نسعى حقيقة إلى إعادة الروح فى جمعية عمر المختار ، قلت له حينها  سى عبدالرازق ما رأيك فيما نقوم به.
  

رد علىّ بعد أن صمت بعض الشئ وقال لى (بوبناخى) موفقين ولكن إحذروا فهناك من لا يعجبه العجب ولا الصيام فى رجب كما يُقال ، فقلت له  لابد أن تُوضح لى ذلك ، قال هناك من سينظر لهذا العمل الإيجابى فى حق أبطال الجهاد الليبى بأنه نوع من الفراغ ولا قيمة له ، وهناك من سيعتبر أن وراء ذلك إستفادة مالية أو مخصصات من الدولة وبتوجيه منها … وهناك من سيُحاول عرقلتكم والطعن فيكم ولا يُصدق أن أهدافكم سامية ووطنية …. وهناك من المخبرين من سيتقرب لأجهزة الدولة بتقرير كيدى قد يعرضكم للملاحقة. وهذا ما حدث فعلاً.

وهنا لا يسعنى إلا أن أترحم على مرجعيتنا التاريخية ومُوجهنا فى ذلك العمل والداعم لنا طول الوقت ، ذلك المؤرخ المناضل المرحوم  أحمد الغزوانى إبن البطل (مفتاح الغزوانى) الذى حُكم عليه بالإعدام بوشاية كيديه وكنا كلما نسأله فى لقاءاتنا يقول ، والدى رحمه الله طلب منى قبل وفاته عدم الإفصاح عن من أوشى به وترك ذلك لله تعالى فهو من يأخذ الحق ، ولكن الله حفظه من تلك المؤامرة  وأطال الله فى عمره سنوات ، ثم لم يتركوه فى حاله بل توصلوا بوشاية أخرى إلى نفيه إلى إحدى الجزر الإيطالية وعان المرض والفقر والعوز !! حتى كتب الله له السلامة والعودة لأرض الوطن .

المهم أن تلك المجموعة لم تتوقف وكانت إحتفالية (يوسف بورحيل (سنة 2004م) وغيرها من اللقاءات والندوات التاريخية وتقدمت الجمعية بأوراقها من أجل الإشهار للجهات المختصة آن ذاك ، فكانت المماطلة مُستمرة حتى الأسابيع الأولى من فبراير التى تحصّلنا فيها على الإشهار عن طريق المجلس الإنتقالى ، وأصحبت الجمعية اليوم بمركزها الرئيسى فى مدينة ينغازى المجاهدة بعد حوار ونقاش مع الزملاء فى الجمعية هناك ليكون مقرها الدائم كما بدأت فى 1942م تلك الفكرة التى بدأها المرحوم أسعد عرابى بن عمران من (مصر) الكنانة الداعمة لحركة الجهاد فى تلك الفترة والحاضنة للمجاهدين والمُهجّرين الليبيين .. رحم الله جميع من كان داعماً لتلك الفكرة ورحم جميع أعضاء الجمعية أينما كانوا وحيثما وجدوا .

 

 

فرسان الإستقلال .


(أميل سان لو) وزوجته  الداعم لإستقلاق ليبيا 

فى ضيافة مدير معهد العويله الزراعى 

1957م بالمرج المرحوم/  أحمد الغزوانى .  


 

تكريم الرعيل الأول بالجمعية فى مدينة بنغازى

ويظهر الدكتور / عمران بورويس الرئيس 

والأستاذ /عمر بوشويشينه عن فرع درنه 

 

هناك تعليق واحد:

  1. اللهم اغفر لهم وارحمهم و أن يدخلهم فسيح جناته وأن يرحم كل من ناضل ودافع عن الوطن بنفسه أو بماله أو بكلمته .

    ردحذف