الأحد، 18 يناير 2015

ظلمناك ليبيا ... سامحينا ما ينفع فى البايد ترقيع :: بقلم / فتح الله سرقيوه




ظلمناك ليبيا  ... سامحينا

ما ينفع فى البايد ترقيع 




المهندس/ فتح الله سرقيوه


لقد كان أهلنا فى الماضى يختارون أسماءٌ لأبنائهم تدعو للإستغراب لأنهم يعتقدون أن الإسم كلما كان غريباً يُبعد  صاحبه  عن الحسد ويمنحه طول العمر وهى معتقدات كانت فى الزمن الماضى ؟

 يُحكى أنه  كانت هناك أسرة لم يمنحها ألله الكثير من الأبناء ولم يعش لها إلا القليل ولهذا إختارت لأحد أبنائها إسم (البايد) ،  ويُحكى أن البايد بعد أن كُبر تزوج من إمرأة جميلة ذات حسب ونسب وتملك شخصية قوية يُضرب بها الأمثال  فى محيطها حتى أن وصل صيتها إلى كل المدن والقرى والنواجع .

 ومن المعروف عند أهلنا فى البادية أن المرأة  لا تختار زوجها إلا نادراً ، فقد إبتلاها الله سبحانه وتعالى بذلك (البايد) لأنه من أبناء عمومتها  وقد أدت تربية البايد المُدللة إلى  ضعف شخصيتة وإعتماده على غيره فهو لا يليق بها ولا بقوة شخصيتها لا شكلاً ولا موضوعاً ، ولكن لحياء المرأة عندنا فى البادية ولإعتبارات إجتماعية يجعلها ألا ترفض الزواج من إبن عمها مهما كانت نواقصه أو عدم قناعتها به  إحتراماً وتقديراً لولى الأمر والمتمثل فى والدها وإخوتها وعشيرتها وخصوصاً إذا كان أحد منهم من مشائخ النجع .

الأمر الذى جعلها تقبل الزواج على مضض ، وبالرغم من ذلك كانت تُحاول أن ترفع من شأن ذلك الزوج لكى تجعل منه (شيخ ميعاد) يشار إليه بالبنان ويشارك فى حل مشاكل النجع ولكى يكون له إسماً وصيتاً تُفاخر به أمام اهل النجع  جميعاً... 

المهم فى يوم من الأيام  عُقد إجتماع عام على مستوى القبيله لأمر طارئ ، فقالت لزوجها (البايد) لا بد أن يكون لك دوراً مميزاً فى هذا اليوم لترفع به من شأنك ويقولون (دارها البايد) ، وهنا تحمّس صاحبنا ودخل على الميعاد وقال بصوت مجلل إسمعوا (إذا قلتم نرحل نرحل وإذا  قلتم نقعد نقعد ، والأمر فى أيديكم  وتبقوا على خير) أى بمعنى أنا لا نهش ولا ننش !!! فشهقت تلك الزوجه شهقة  فى ألم وحسرة حتى سمعها من فى الميعاد وقالت (ما ينفع فى البايد ترقيع) .!!! 

وما هى إلا أيام حتى إنتشر هذا المثل بين القبائل وتغيرت الأمور وأصبحت المرأة لا  تتزوج إلا بعد أخذ رأيها ، وهى شريعة الله تعالى الذى أعطى للمرأة حقها فى إختيار شريك حياتها ولكن مجتمعنا قديماً كان يعتبر ذلك نوعاً من المهانة والإستخفاف بولى الأمر إذا شاركت المرأة فى إختيار زوجها ... مثل شعبى من موروثنا قيل والكلام له معنى ولا  يفهم المعنى إلا أؤلى الألباب. 

ليبيا اليوم فى حاجة إلى رجال يُشار إليهم بالبنان أشداء يحمونها من كل من يُحاول التطاول عليها وحماية أجوائها وحدودها التى أصبحت مرتعاً لكل من هب ودب ، ويهاب العدو بأسهم وليسوا هلافيت إمعات همهم المال والمكاسب على حساب سمعة هذه العفيفة الشريفة (ليبيا) كل من جاءت بهم الأقدار والصُدف أو التآمر أو ضختهم المخابرات العالمية أو أيدولوجيات بائدة ومهترية فوق صدرها بالقوة وغصباً عنها بعد ما يُسمى ثورة  فبراير ، لا يستحقون أن يكونوا فى الصدارة ولا فى الصفوف الأمامية لقيادة هذه الحرة التى بدأت تستحى على أصالتها وتاريخها بما يفعلونه بها من أفعال يندى لها الجبين ، ليبيا لا تريد (البائد ولا  الضال ولا الجاسوس ولا المُخبر ولا المنافق ولا العميل الذى تربى فى أحضان المخابرات العالمية) بل تريد من يليق بوجاهتها وتاريخها ... فأغربوا عنها أيها اللصوص ، فقد إلتهبت مآقيها الجميلة من البكاء وهى تنتظر المناسب فأنتم لستم لها مهما بقيتم على الكراسى غصباً عنها.. حيث تقول غناوة العلم (غيابك إللى ما جوّك ** عليهم إبكى نين تنعمى).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق