الجمعة، 9 يناير 2015

من إحتفالية تأبين المرحوم عبدالسلام مازق المريمى مدينة طبرق




من إحتفالية تأبين


المرحوم عبدالسلام مازق المريمى 

مدينة طبرق

 

كلمة المهندس / فتح الله سرقيوه

10/11/2010


كازق

المرحوم/ عبدالسلام مازق .

بسم الله الرحمن الرحيم


يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك

راضية مرضية فأدخلي في عبادي

وأدخلي جنتي

صدق الله العظيم


الحمـــــد لله في الســراء والضـــراء

والحمد لله على كل حال


ان العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإن على فراقك يا بومازق  لمحزونون

يقول الإمام الجليل  محمد بن إدريس الشافعى

رضى ألله عنه


إذا جار الزمان عليك فاصبر     فإن الصبر أحسن ما يكون

فإن اليسر يأتى بعد عسر          ومـــــا من شدة إلا تهون


مهما قلنا فى صديقنا وأخينا المرحوم / عبدالسلام مازق فلا يمكن أن نفيه حقه فهو رجل المروءات والمواساة ورجل الفزعه ، رجل تسبقه مواقفه فما من مكان يذكر فيه إلا وتُذكر إنسانيته وتنقله بين الناس لنشر المحبة وتقريب وجهات النظر ، أحبه الناس لذلك فأحبه ألله تعالى ولا شك أن حب ألله من حب الناس ، لا يسعى وراء مال ولا جاه ولا كراسى هدفه أن تعيش شرائح منطقتنا فى وئام وإستقرار وتواصل ، لقد كانت أحلامنا كبيرة من أجل هذه المنطقة التى تقطنها العديد من الشرائح الإجتماعية  ،، حيث تواصلنا معاً فى رسم برنامج أهلى متكامل وبدأنا فى حوار ونقاش لوضع أسس الترابط الإجتماعى وتقويته فى  مدينة  طبرق ومدينة درنه نظراً لصلة الرحم التى جسدها الأجداد وتعايشوا معها فى ظل الإخوة الصادقة ، فى زيارتنا الأخيرة  له كان معى أخى الحاج / فضل ألله الخجخاج وأخى إمراجع بوجميله ،، قال موجهاً كلامه لى … افتوحه (وهذه طريقته فى الكلام ورقته فى الحديث) إنشاء ألله كل إللى حكينا فيه فى إيطاليا وطبرق ودرنه  إنديروه إذا كان فى العمر بقية ، لقد كان وقع  تلك العبارة كالصاعقة وشعرت  بأن المرحوم / عبدالسلام يرى فى أمور لا نراها نحن (لا إله إلا ألله ) .

هكذا هو الإنسان الصادق المؤمن يرى ما لايراه من حوله فهو اقرب إلى ألله من الاخرين ، فإلى جنة الخلد يا بومازق ،، ايها الرجل الذى لم تمتد يده على مال حرام عاش شريفاً عصراناً ورحل عن هذه الدنيا بصيت طيب وهو زاده فى الدنيا والآخرة ولا شك أن هذا الزاد هو ما تركه لأبنائه من بعده وأقول لهم فى هذه الساعة المباركة إنشاءألله ، إرفعوا رؤوسكم عالية فقد كان والدكم عفيفاً شريفاً نقياً ،، صحيح أنه لم يبنى لكم قصوراً ولم ينشأ لكم شركات ولم يترك لكم أرصدة فى البنوك ولكن ترك لكم ما هو أعظم من ذلك (الصيت الطيب) والعلاقات الطيبة فى كل مكان .

 لقد كان مشهود له بقول الحق وإنتهاج الصدق مهما كانت المواقف وخطورتها … لقد كانت كلمته الصادقة الجريئة نيابة عن الوفد الليبى فى وزارة الخارجية الإيطالية فى عام 2005 م بالعاصمة روما رداً على المسؤول الإيطالى الذى حاول أن يقلل من ما إقترفته أيدى الإستعمار الإيطالى بليبيا الغالية ، فقد إشتد عضباً والغضب ليس من شيمه ولكن التطاول على الوطن وأهله يجعل الحليم ينطق حيث قال لقد فقدنا أجدادنا وأهلنا فى معسكرات الإبادة وإنتهكت حرماتنا وعُلّق مجاهدينا على المشانق وتقول لى أن جميع الدول أستعمرت وهذا ملف لا بد ان يطوى .

 أعلم بأن هذا الملف لن يطوى إلا بتعويض معنوى ومادى لأهلنا ولن ننسى أبداً ما فعل بنا أجدادكم … هذه الكلمات جعلت ذلك المسؤول الإيطالى يعتذر ويغير لهجته ، إنه حقاً لدليل على إلإنتماء الوطنى للمرحوم عبدالسلام  وحبه للوطن الذى عشقه حتى النخاخ ، هكذا هم الرجال الذين نحزن على فراقهم لأنه ليس من السهل تعويضهم فى هذا الزمن الردئ ، زمن التفكك الأسرى والقبلى ، زمن الإبتعاد عن الحق والحياد عن الطريق السوى .

أختم بقول إمامنا الشافعى .

الدهر يومان ذا أمن وذا خطر.. والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر


أما ترى البحر تعلو فوقه جيف        وتستقر باقصى قاعه الدرر


وفى السماء نجوم لا عداد لها…وليس يكسف إلا الشمس والقمر

فعلاً لقد كنت با بومازق شمساً وقمراً ، تضئ فى زمن العتمة ليتحسس هذا الجيل طريقه الذى إنحرف عنه وتاه فى كل مكان وهو فى امس الحاجة لمن يأخذ بيده ، ولكن نسأل الله تعالى أن يعوضنا فيك خيراً وأن يلهم اسرتك وأبنائك وأصدقائك ومعارفك الصبر والسلون وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق