الخميس، 29 يناير 2015

الطوفان قادم .. لا محالة :: بقلم / فتح الله سرقيوه





الطوفان قادم .. لا محالة



 بقلم م/ فتح الله سرقيوه 


(مقالة كتبتها قبل عقد من الزمن أو يزيد) 


ما إن إنتهت قوى الشر الأمريكية من إحتلال العراق حتى بدأت بتوجيه الإتهامات إلى سوريا ، مرة برعاية الإرهاب ومرة بإمتلاك أسلحة الدمار الشامل ومرة أخرى بتوفير الملاذ للمسؤولين العراقيين ، ناهيك عن الإتهامات التى تُطلقها من حين لآخر لكل من  إيران الإسلامية  وليبيا وغيرها من الدول العربية التى لا تجرى فى فلك السياسة الأمريكية .. كل ذلك يأتى فى إطار الإعداد للهجمة الشرسة من قبل أمريكا للتسريع والتعجيل فى تنفيذ البروتوكلات الصهيونية العالمية لتحقيق أحلام إسرائيل الكيرى .



وعليه فإن شعوبنا العربية التى تُواجه العدوان لا بد أن تبدأ فى الإستعداد النفسى والمادى وحتى لا تُفاجأ بالعدوان كما حصل فى العراق الذى كان يُراهن على فرق التفتيش وتواجدها بالعراق حيث كان يفتح لهم جميع مواقعه على أمل تفادى الضربة العسكرية والتى للأسف تحوّلت إلى إحتلال كامل ، يعلم ألله متى يتخلص منه العراق الشقيق .



وما أود التنبيه إليه أن العراق كان يتوقع الضربة العسكرية أن تأتى من الخارج أى من أمريكا وبريطانيا وأذنابهم من الخونة والعملاء .. ولم يتوقع أحد أن تكون هناك هجمة من الداخل من الفئات التى كانت تضمر الشر والكراهية وتنخر فى جسم المجتمع العراقى وهم أخطر على الشعب العراقى من أمريكا وعملائها ، حيث قاموا فى ظل غفلة ممن يدافعون عن الأرض من نهب كل ما وصلت إليه أيديهم من أموال المصارف والمؤسسات والمتاحف والمقتنيات التراثية والثقافية ، ناهيك عن قيامهم بحرق المكتبات العامة والجامعات والإرشاد عن العلماء العراقيين لفرق الموت لتصفيتهم ،،، ولولا قلة من الوطنيين لقامت هذه الفئات بتدمير كل شئ ، ولا شك بأن ما حدث كان مخطط له سلفاً بدعم أمريكى وإقليمى .



وهنا أود القول .. ها هى الهجمة الأمريكية المُعلنة على الأمة العربية قد تحققت فعلاً ، الأمر الذى يتطلب منا مراجعة تنظيم صفوفنا من خلال وحدتنا الوطنية التى لا مثيل لها وعدم السماح لأى كان من المساس بها وهى التى حاربنا بها قوى الشر الإيطالية يوم كنا لا نملك شيئاً على الإطلاق .. 

ولا بد أن نعى خطورة المرحلة القادمة بتنظيف وغربلة واقعنا الداخلى من السوس ووضع الشرفاء والوطنيين فى أماكنهم الحقيقية وأن يتم الفرز لإبعاد كل من تهاونوا فى خدمة المواطنين ونهبوا الميزانيات مما تسبب فى تأخير تنفيذ المشاريع العامة وإنهاك البينية التحتية لدرجة الدمار وأن لا تُوضع الثقة فى غير أهلها وأن يتولى أمور الناس أهل الثقة الذين يراعون ألله والوطن . 

أى أنه لا بد من إعادة البناء على أسس سليمة ومتينة لضمان الجبهة الداخلية وهى الحصن المنيع يوم يُنادى المنادى وليس كمن يهربون بما خف وزنه وغلا سعره الذين رأيناهم يوماً ما فى الكثير من الدول العربية عندما تتعرض بلدانهم للخطر.



أقول .... إنه لا يمكن الوثوق بأمريكا على الإطلاق ولا بد أن تكون العلاقة معها بكل حيطة وحذر فهى إن لم تُدبر المؤامرات للغير تُسخّر عملائها لذلك .. هنا لا بد أن نأخذ الأمور بجدية وبكل ما يصدر عن أعدائنا من إتهامات .. فقد تعلمنا من التاريخ أن لا تثق بعدوك حتى لو أكل معك فى طبق واحد فربما يكون قد وضع السم فى الجهة التى تأكل منها ، والمثل الشعبى يقول (إللى يكرهك ما يحبك) حتى ولو كان أقرب الناس إليك . 

هناك تعليقان (2):