الاثنين، 12 مايو 2014

ساسة تسوّل الكراسى !! بحكومات إنتقالية ومجلس فاقد الشرعية.

ساسة تسوّل الكراسى !!

بحكومات إنتقالية ومجلس

فاقد الشرعية.


 12/5/2014
فتح الله 1

المهندس / فتح الله سرقيوه


بداية أود القول .. الحمد لله تعالى أن إنتفاضة فبراير لم تكن بجميل أحد أو خطط لها أحد من الإنتهازيين والوصُوليين والمُزايدين والتبّع بالدوائر الغربية والعربية وعملائهم من خونة الشعب الليبى ، بل كانت إنتفاضة شعبية بإقتدار ، وخصوصاً  البعض ممن ظهروا على الشاشات المرئية بعد التحرير أسماء وليس أفعال ، يدعون بطولات خيالية ووهمية !! ، الذين نشاهدهم اليوم فى الصفوف الأمامية وعلى كراسى المجلس والحكومة المؤقتة وممن نهبوا أموال الشعب الليبى وتمترسوا فى السفارات الليبية والمؤسسات العربية والدولية كذباً وخداعاً ونهبوا لأبنائهم قرارات الإيفاد بالغش والتزوير على حساب أبناء فقراء الشعب الليبى ومن تم ضخهم فى الشركات والمؤسسات الإستثمارية عن طريق الإيدولوجيات الوافدة النتنة فكراً وأسلوباً وتعاملاً.

 يقال …(الغربال الجديد له تعليقا)…  لطالما إستمعنا إلى تصريحات وكلمات من الساسة الجدد مجلساً وحكومة وغيرهم ،  آمال ووعود وإيحاءات وتجهيز ومليارات وإشاعات لتخصيص  أربعة شقق لكل مواطن لتطبيق الشريعة فى الزواج من أربعة  كما وعد السيد رئيس المجلس الإنتقالى يومها ، وأعلن ذلك وكأن الحرية لا تعنى لنا سوى الزواج من أربعة والمثل يقول (إللى فى عقلك أتخرب وجابك) يا سيادة المستشار !!، ناهيك عن التطمينات والبشارات بمستقبل لا مثيل له فى الدنيا حتى أنك تنام فى أحلام وردية  يمكن أن تتحقق فى اليوم التالى ولكن عندما تفيق من نومك تتذكر المثل القائل (كلام الليل مدهون بزبده) .

صحيح أنها تصريحات جوفاء ووعود من وراء حجاب لا تُسمن ولا تغنى من جوع تتمثل فى لقاءات على قنوات فضائيه وهذه اللقاءات غالباً ما تكون ممزوجة بتلعثم وأخطاء نحوية وإملائية وعدم ترابط ، ولكنها تظل وعود لا غير ، ولا قيمة لها وهذا ناتج عن عدم إكتساب الخبرة السياسية والإجتماعية التى تؤهل المسؤول عن كيفية التعامل مع من ليسوا من النخبة التى تعودوا أن يتحاوروا معها ، فمعظم أبناء شعبنا الذين عاصروا فترة نظام أمعمر القذافى درسوا فى مدراس وجامعات فى الثمانينات والتسعينات لا يمكن أن نطلق عليها دور للعلم فهى عبارة عن تجمعات بشرية يتم تحريكها بالريموت كونترول لترسيخ وتجذير نظام هيمن على كل شئ فى الوطن فكل من تحصّل على شهادة متوسطة أو جامعية منذ الثمانينات  يحتاج إلى تطوير وإعادة تأهيل وإستيعاب لكى يُمكنه فهم ما يدور حوله !!!  ويُمكن وصفهم بحاملى الشهادات بدون مضمون ولا خلفيات علمية مع إحترامى للبعض فهم لا يقرأون ولا يطلعون وإكتفوا بورقات تحصلوا عليها من الداخل أو بشرائها من الخارج وهذا ليس سراً بحيث يضعوا أنفسهم فى قائمة صرف الرواتب حتى ولو كانت زهيدة لا قيمة لها.

 

 المهم بشأن  مجلسنا (مجلس الخير جايكم ) وحكومتنا  (حكومة توزيع المصالح) وما يصدر عنهما من قرارات وبيانات وتصريحات ووعودهما الجوفاء التى لا تختلف عن وعود النظام السابق … يمكننا أن  نقول أن أعضاء المجلس والحكومة فى حقيقة الأمر  لم يختارهم الشعب الليبى حتى ولو جاءوا عن طريق صناديق الإنتخابات والضحك على الذقون لأن الشعب لا زال جديداً على هذه التجرية ، ولكن (مرحله وتعدى بخيرها وبسوها) ) وربما يكون المستقبل أفضل ، والذى يستغرب له البعض ويشددون عليه لماذا لم نشاهدوا على مدى أشهر من تحرير ليبيا لقاء قوى بين أى من الساسة والشعب ؟؟ وهى جرعات من التلاحم تزيد من رفع الروح المعنوية وتُجسد التقارب بين الراعى والرعية ، فكم  كنا نحتاج فى تلك الفترة ولا زلنا  إلى سماع  ساستنا على الملأ وهم يخاطبون  العالم ويُشعرونه بأن ليبيا دولة قوية بشعبها وساستها الأقوياء الأشداء الذين لا يمكن أن  يفرطوا فى شبر منها ، وأن يتوعدوا كل من يُهدد أمنها من الخارج أو أن تُسوّل له نفسه بالإعتداء على أرضها وأن يترفعوا عن إستجداء هذه الدولة أو تلك .

 لا شك أنه قد حدثت  إنتهاكات ولا زالت تحدث بمدننا وقرانا ونواجعنا وحدودنا وكنا ننتظر على مدار الساعه لكى يخرج علينا مسؤول كبير ويقول (راح سوكم لا تنزعجوا على أهلكم فى الكفرة مثلاً ، (فنحن متواجدون) ولا على أهلكم فى بنغازى فالأمور تحت السيطرة !! وعلى أهلكم فى ورشفانه والعجيلات فنحن نتابع كل صغيرة وكبيرة ، ولكن فيك يا وادى ولم يستفيق الساسة للأسف إلا بعد أيام ! بتصريحات متناقضة حتى أن الظنون أخذتنا إلى بعيد واقتربنا من تخوين البعض .

أيها السادة … فى بعض الأحيان نبتعد بتفكيرنا  حول ما حدث بالكفرة  والتقاتل الذى نشب إن لم يكن شبه حرب طاحنة والكل يتفرج ويُفسّر كما يشاء فى ظل إختفاء الساسة ( مجلس وحكومة ) فهم لا يخرجون بتلقائية وعفوية ولا بأسلوب سياسى متفق عليه من أجل مصلحة المواطن ولكن خروجهم يأتى  بعد فوات الأوان ، فربما كانوا يحتاجون إلى من يُفكّر بالنيابة عنهم  أو يعطيهم خط السير أو كيفية إصدار البيان أو التصريح من الداخل أو الخارج والله أعلم ، ولا شك أن التأخير فى الخروج على الشعب الليبى وتطمينه فى الوقت المناسب يُشكّل تساؤلات  ومُساءلات  لهؤلاء الذين نجهل معظم أسمائهم لدرجة أننا لا نفرق بين هذا وذاك  .

 وهنا لا يسعنى إلا أن أقول وهو رأى الشخصى أن ليبيا تستحق الكثير من ساستنا وأن أى تقاعص أو فزعة فى حينها من الساسة  تُعطى إنطباعاً للخارج عربى كان أم غربى بأن الساسه فى ليبيا ليسوا جديرين بالجلوس على كراسى إصدار القرارات والأوامر وليسوا أهلاً لقيادة ليبيا فى هذه المرحلة حتى ولو كانت مؤقتة ، فليبيا أكبر وأوسع وأعلى شأناً ، لذلك لم يستطعيوا الوصول إلى قممها ولم يتمكنوا من أخذ زمام المبادرة فى أى موضوع مُفاجئ  أو طارئ يتطلب السيطرة عليه كحادث (الكفرة) بالرغم من أن أغلبهم من ما يُطلق عليهم التكنوقراط من أصحاب الشهادات العليا التى تحصلوا عليها فى زمن معاناة وحرمان الشعب الليبى أيام القذافى ولا ينكر أحدهم أنه تم الصرف عليه من  أموال الليبيين مهما كانت المبررات ما عدا القليل والقليل جداً الذى لديه الإمكانيات المادية للصرف على دراسته وأسرته.

  فعندما يتواجدون اليوم فى خدمة الشعب الليبى فى حكومة مؤقته فمن حقنا عليهم وليس تطوعاً ولا جميلاً ولا تبجحاً ولا موقفاً بطولياً  وهو من واجب تسديد الديون التى فى ذمتهم وأعناقهم لشعبهم الطيب بالرغم من انه ليس كل من حمل شهادات أي كان مستواها ، لا يمكن أن نعتبره قادراً على تسيير إدارة  أو لديه القدرة الإبداعية لنقل مجتمع من حالة إلى حالة ، فنحن فى أمس الحاجة إلى عقول تُفكر وقادرة على رأب الصدع حالة وقوعه والخوض فى مشاكلنا المُستعصية والمتأزمة وهى الأمور التى لا تُدرّس فى الجامعات ولكن يكتسبها الأستاذ والخبير من واقع الحياة والإحتكاك بمجتمعه عن قرب  ، وهنا أود أن أشير إلى  قول ذلك الشيخ الذى لم يتعلم القراءة والكتابة عندما حاوره أستاذاً يحمل شهادة الدكتوراه فى القانون وبعد أن أفحم ذلك الشيخ صاحب المعاناة و الخبرة فى الحياة والذى أعطاه الله تعالى رجاحة العقل الفطرية وهى المواصفات التى لم يستطع حامل الشهادة العليا معه صبرأ قال الشيخ ( لا بد أن تعلم أيها الدكتور أن الجامعات التى درست فيها تمنح ورقه ولا تمنح عقولاً)  .

وأود أن أضيف أنه عندما كنا ندرس فى جامعة طرابلس / كلية الهندسة والتى درس وتخرج منها الأستاذ / عبدالرحيم الكيب رئيس الوزراء المؤقت السابق وبوشاقور وغيرهم والبعض من رفاقهم من وكلاء الوزارات فى تلك الكلية كان لدينا أستاذاُ على درجة عالية من العلم والثقافة والتاريخ والأدب  وهو الدكتور / محمدى صقر من صعيد مصر العربية وهو رئيس قسم الهندسة الكهربائية حيث كان يُردد دائماً فى حوارنا معه ويقول … يا أبنائى إن الشهادة سهل أن تتحصل عليها وليست بالصعوبة التى يظنها البعض متى توفرت له الظروف ولكن خذوا حذركم أن الشهادة إما أن تُشرّف صاحبها ويمتطيها لبلوغ غاياته لأنه ليس أهلاً لها  وأما أن يُشرّفها بما يقدمه لأهله وأمته ويُجندها لخدمتهم فهذا نال ثواب الدنيا والآخرة . رحمة الله على ذلك الأستاذ الفاضل .

هل تتوقعوا أيها الليبيون ؟؟ أن عضو فى مؤتمر الكوارث أو وزيراً أو وكيل وزارة  لهث وراء الكرسى وأستخدم جميع وسائل التدليس والغش وغيّر ملامحه ليُقال عنه انه (من أولياء الله الصالحين) واستجدى وإنبطح أمام رئيس الوزراء أو مجموعات تزوير الإنتخابات فى المؤتمر أو  إحدى الوزارات المؤقته ؟؟ هل هذا النوع من البشر بإستطاعته تقديم شئ للوطن !! لا وألف لا ، لقد  كان همهم أن يخرجوا مُستفيدين  بأكبر قيمة مالية تأتيهم من المرتب الخيالى والمزايا والصفقات وحبذا لو كانت هناك (تعويضات) وتذاكر السفر والمهمات الرسمية والنسب المئوية وعدد من السيارات  لكى يُؤمنوا مستقبل أسرهم أولاً ويُقدموا خدمات لقبائلهم حتى ولو كانت تُغضب الله ، فهم (لا  حياء ولا خجل ) وأن يضخوا أسماء بناتهم وأولادهم (الفاشلين فى الدراسة ) والمتواجدين فى الخارج ولم يشاهدوا وطنهم أبداً !! بقرارات الإيفاد للخارج على حساب أبناء فقراء الشعب الليبى وكأن ليبيا بقرة حلوب ، فهل ستنجُون من الحساب الإلهى والدنيوى والإجتماعى .. لن يكون ذلك لأن الله تعالى عادل ولا يقبل الظلم على نفسه ولا على عباده ، فأبشروا بغضب من الله يا سُرّاق الثورة ولصوص أرزاق الشعب …وغداً لناظره قريب .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق