الخميس، 29 مايو 2014

إختزلوا الثورة وغنموا الوطن .

إختزلوا الثورة وغنموا الوطن .


29/5/2014
فتح الله ساسى

الكاتب / فتح الله ساسى




     إن إنتفاضة السابع عشر من فبراير الشعبية سرقها الإخوان والجماعات المتشددة ومن يُسمون أنفسهم بالثوار وأشباه الثوار واللصوص والفارين من السجون ! ووزعوها حصّصا بينهم ! كل منهم أخذ حصته .. وجعلوا من الوطن غنيمة !! .. فقد كان الوطن غنيمة حين استولوا على السلاح وجعلوا منه سلاحا خاصا ومؤدلجا  ! .. وكان الوطن غنيمة أيضا حين أتاحوا لأنفسهم الإستئثار بالوظائف القيادية والبعثات الخارجية للعمل والدراسة .. وكانوا أكثر استغلالا وقهراً حين إختزلوا إنتفاضة الشعب الليبي  في شخوصهم ! وحين سلبوا أحلام الناس في إقامة دولة القانون والحرية .. لقد تكشّفت حقيقة هؤلاء حين أبدوا معارضتهم الشديدة " لكرامة ليبيا " بل إن بعضهم هدّد باستخدام السلاح وبتحويل ليبيا إلى عراق جديد !! إذ يبدو إن ما يحدث في العراق من إرهاب وقتل وترويع أصبح مستحباً عند هؤلاء الذين لا يُريدون ليبيا دولة مدنية ديمقراطية يسودها القانون والحرية .. وإنما يُريدونها دولة تحكمها الميلشيات المسلحة وتصبح مرتعاً خصباً للإرهاب !..

     لا أبالغ حين أقول .. إن هؤلاء يُريدونها دولة دكتاتورية يُحكم فيها المواطن الليبي بقوة السلاح .. وهناك من لا يُريدها دولة بالمطلق ! وانما يُريدها فوضى عارمة يسودها التوتر والإنفلات الأمني وعدم الاستقرار ليكون لهم فيها وجوداً وسطوة ً !..

     أمّا الذين يُتاجرون بالدين من المتشدّدين والتكفيرييّن ، وجدوا أن الإتجار بالدين لا يحتاج إلى رأس مال ! سوى الشعار الزائف الذى يرفعونه والحرص الكاذب الذى يبُدونه ! .. وأنه من خلال الدين والمتاجرة به استغفلوا  الكثيرين من الشباب وشحنوهم بالخرافات والأساطير ودعموهم  بالمال والسلاح ! إعتقادا منهم أنهم سيصلون عن طريقهم إلى مُبتغاهم ! .. هؤلاء الشباب هم مُغيبّون بالجهل أولاً وبإغراء المال ثانياً .. فضلا عن كونهم ينتمون إلى شريحة لم يحصل أفرادها على قدر من التعليم وربما كان بعضهم يعيش حياة إجتماعية قاسية ، فوجدوا أنفسهم التائهة في هذه العصابات حيث المال والسلاح !!.

     ولكن يجب أن نضع في الحسبان أن هؤلاء المستَغْفَلين من الشباب الذين أهملناهم وانشغلنا عنهم حتى استغلهم الآخرون .. يحتاجون منا أن نُساعدهم لكي نُخرجهم من المأزق الذى وضعوا فيه ليعودوا إلى حضن الوطن وأحضان أسرهم .. إن إنتفاضة " رجال الجيش الوطني " كانت بالمرصاد (!) .. جاءت من أجل - كرامة الوطن - المنتهكة ! وتخليص أهل بنغازى من جماعات الكفر التي تخطف و تقتل وتسفك الدماء ! وسيستعيد الشعب الليبي كرامته التي سُلبت منه وسيتحقق له أمنه وإستقراره .

       ما تكبده الشعب الليبي من خسائر فادحة في الأرواح وفي الأموال ومانتج عن إنتفاضته من نزوح وتهجير لمواطنيه وتخريب لمؤسّساته العسكرية والأمنية وتصفية عناصرهما  - قتلا - ! ..لا يمكن أن يكون  كل ذلك  من أجل أن تحكمه أجندة خارجية من خلال أدواتها المتمثلة : في المؤتمر العام والمفتي والإخوان والقاعدة والجماعات التكفيرية المتشددّة وأشباه الثوار! ومن يدور في فلكهم وتذهب دماء الليبيين وتضحياتهم هباءً منثوراً !! ..

      تذكرت الواقعة التي سردتها الكاتبة الاستاذة " وفاء البوعيسي " في مقالتها " دكتاتور وشمّاعة ".. وهي إن رجلا بوليفيا قال " لسيمون بوليفار " الجنرال الفنزويلي الأصل الذى حرّر : " فنزويلا وبوليفيا والبيرو والإكوادور وكولومبيا وبنما " من الإستعمار الإسباني قال صائحا : ( ها نحن قد نلنا الحرية ياجنرال .. فقل لنا ماذا نفعل بها  ) ؟! .. ونحن نقول ها نحن قد اسقطنا النظام وأعلنا التحرير .. ماذا فعلنا بهما ؟! .. ألم نكن في وضع الآن أسوأ مما كنا فيه ؟! ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق