الأحد، 25 مايو 2014

فعّل القانون يا رجل القانون قبل أن تغرق السفينة بك وبمن حولك وبنا جميعاً

فعّل القانون يا رجل القانون


قبل أن تغرق

السفينة بك وبمن حولك وبنا جميعاً

2012م

فتح الله 1

 المهندس / فتح الله سرقيوه

 

 (هذه المقالة رأيت إعادة نشرها 
مرة أخرى لتعم الفائدة لمن لا زالوا يعيشون
 فى أوهام)

لقد كان السيد مصطفى عبدالجليل فى زمن الطاغيه أميناً للعدل (وزير العدل) والكل يعلم أنه لم يكن هناك ديمقراطية واضحة تسود نظام القذافى بل ديكتاتورية مطلقة ، حيث يتم تشكيل الحكومة آن ذاك من وراء الكواليس فى ما يسمى مؤتمر الشعب العام (البرلمان الليبى) الذى أُختير هو كذلك  بطريقة عشوائية من الموالين وما يسمون أمناء المؤتمرات الشعبية والنقابات التى لا وجود لها أساساً بالمدن والقرى والذين كان يطلق عليهم ( أصحاب اللوحات ) داخل القاعة ثم يتم إختيار رئاسة المؤتمر من أشخاص يوافق عليهم القذافى الذى غالباً ما يكون متواجداً بمقر إقامة خاصة به بالقرب من القاعة ليكون قريباً  لعل وعسى تحدث أى خلافات أو إعتراضات على تشكيل الحكومة الموالية وهو بعيد الإحتمال ، السيد مصطفى عبدالجليل كان أميناً للعدل فى حكومة البغدادى ولا شك أن الإختيار لم يكن يخضع إلى  أى معايير واضحة المعالم فلو قلنا الكفاءة فهناك المئات وربما الآلاف من حملة الدكتوراه فى القانون الدولى والجنائى وغيرها من التخصصات القانونية والسياسية تفوق شهادة السيد عبدالجليل ، ولو قلنا معايير المناطقية والجهوية فربما يكون ذلك وإذا قلنا ربما علاقات إجتماعية أو قبلية ، ربما لا نستبعد هذا الأمر ... 

 المهم أن السيد رئيس المجلس الإنتقالى الحالى كان من ضمن مجموعة من الوزراء فى حكومة البغدادى الموالية للقذافى شئنا أو أبينا ولا يمكننا أن نجد لأحد منهم المبرر ونقول أنه جلس على الكرسى غصباً عنه وخصوصاً إذا طالت المدة لسنوات ، هنا لا أنتقد بل لأوضح أن البعض من المسؤولين فى تلك الحكومة أو الحكومات المتعاقبة كانوا متعاطفين مع الشعب الليبى لما يشاهدوه يومياً من قرارات تستخف بمشاعر المواطنين وتهين أبناء الشعب الليبى دون رادع أو قانون أو قضاء يلجئون إليه من أجل الحصول على حقوقهم .

فى زمن الطاغيه ربما نجد المبرر لأى مسؤول وزيراً كان أو مديراً أو حتى موظفاً عادياً لأن إعتراضه وإصراره على نشر العدل والمساواة  وإحقاق الحق  بين أبناء الشعب الليبى قد يُعرضه للمساءلة وربما السجن فالإستقالة ليست فى عُرف القذافى أمراً سهلاً بل ملاحقة دائمة لأن القذافى لا يقر إلا  بمبدأ (إما معنا أو ضدنا) .... 

فى شهر نوفمبر 2009م تعرضت إحدى العائلات بمنطقة بن غشير (بئر التوته) بطرابلس ، حيث تعرض المواطن محمد فرج الكبير وعائلته القاطنة بتلك المنطقة لمجرد أنه دافع هو أبناء عمومته عن حقهم المشروع فى الإحتفاظ  بأرضه التى كادت أن تُسلب منه ظلماً وعدواناً من قبل زبانية البغدادى (رئيس الوزراء فى تلك الفترة)  وقد كان لى مدونة تحت إسم (ليبيا الجديده) وقد تفاعلت مع ذلك الموقف الظالم من قبل رجال الدعم المركزى وزبانية البغدادى بالإعتداء على تلك الأسرة التى كانت تُطالب بحقها وقد سجلت تعليقاً فى مدونتى حول الموضوع بقولى ....

(تعليق المدونة …(ليبيا الجديدة) / مدونة سرقيوه.

(يقول المثل الشعبى الليبى ((ما ياكلك الذيب إلا من الطرّاى العطيب))  والطراى هنا تعنى الحارس الذى يتقى الله تعالى . ما هكذا يعامل المواطن الليبى … والله لو تعرضت ليبيا إلى أى خطر (لا قدر الله) سنجد هؤلاء أول من يهب ويفزع لحمايتها بينما يهرب أصحاب الكروش آكلى السحت لصوص الميزانيات يهربون ويتركون الوطن ولنا فى التاريخ عبرة).

 وأعتقد أننى أصبت  فى قولى وتأكد للجميع ما أشرت إليه يوم خرج أهلنا فى بئر التوته ضد القذافى وزبانيته ، وكنت أقصد هنا حكومة الظلم والعدوان (حكومة البغدادى) ، كنا نكتب مقالاتنا وتعليقاتنا  يوم كان هناك العديد من الإعلاميين والكتاب والصحفيين  يلهوثون وراء الإقامة فى فنادق خمسة نجوم وحضور الملتقيات الدولية والعربية والمكافآت والهبات ولا شك أنكم تعلمون ذلك يا سيادة المستشار  ... اليوم نفس الأشخاص لم يتغير شئ حيث إطلعت على بعض الأسماء التى حضرت الملتقيات الأخيرة خارج الوطن إلا القليل ولا أود أن أضيف أكثر من ذلك منعاً للإحراج.

ويعلم الله تعالى كم تأذينا من وراء إحقاق الحق فى عملنا وإستهدافنا فى أرزاقنا من وراء ما ننشره إلى جانب الحق ، المهم  فى يناير 2012 م بعث لى ذلك المواطن السيد / محمد فرج الكبير الذى تعرض للإهانة والضرب من قبل زبانية القذافى والبغدادى ، يُسجل رسالة صادقة نابعة من القلب  فيها كلمة حق فى حق السيد / مصطفى عبدالجليل الذى قال له عندما طلب مقابلته بصفته وزيراً للعدل وحسب رواية السيد محمد فرج (ولكني ذهبت إلى سيادة وزير العدل سابقاً الأستاذ الفاضل مصطفى عبد الجليل .

وأكد لي بأن الدولة قائمة على الظلم وعليكم بالمقاومة حتى تُحافضوا على أرضكم أو تستشهدوا فأنتم لستم أحسن من الفلسطينين وأنا أمرت النيابة العامة بأن يساعدوا الناس ويطلقوا سراح كل ما يتم القبض عليه) ، هذا الكلام قاله السيد المستشار فى نوفمبر /2009م  فماذا يقول السيد المستشار اليوم ؟؟!! عندما يصله من يتظلم ويستنجد به وماذا يكون رده ؟؟!! وقد ولى حكم القذافى ...!!

هنا ومن خلال هذه الواقعة ربما نجد للسيد المستشار/ مصطفى عبدالجليل المبرر والعُذر فى عدم تطبيق القانون حيث لم يكن هناك قانوناً إلا على البسطاء الذين لا يتمتعون بالحماية من قبل أحد الكبار ولآن القذافى طاغية بأمره ، ولكن اليوم لقد أصبح السيد المستشار مسؤولاُ مسئولية مباشرة عن الشأن الليبى وعن كل الإختراقات والتجاوزات التى حدثت منذ أن تواجد على رأس المجلس الوطنى الإنتقالى فقضية إغتيال اللواء الشهيد عبدالفتاح يونس لا زالت معلقة !! وقضية الإستحواذ على المال العام الذى وعد المستشار بكشف مرتكبيها لا زالت معلقة !! وقضية إغتصاب الحرائر بالمدن والقرى الليبية لا زالت معلقة !! وقضية تسليم السلاح لا زالت معلقة !!! وقضية علاج الجرحى لا زالت تشوبها الشوائب !! وقضية المفقودين حدث ولا حرج !! وقضية الجيش الوطنى تتأرجح بين هذا وذاك !! وقضية الأمن والأمان لا زالت بعيدة المنال !! و . ,و. ,و... ، اليوم يا سيادة المسشتار بدأنا نسمع ونشاهد ظُلماً غير مسبوق يقع بحجة الإنتقام أو تصفية الحسابات أو القتل فى السجون أو نهب المال العام أو الوساطة والمحسوبية أو حتى القرارات التى تصدر عنكم بالتحيز لهذا أو ذاك وتكليف ضعاف الشخصية غير القادرين على أداء العمل المطلوب منهم ولدى أمثلة كثيرة ، يومها قلنا شكراً للمستشار على موقفه وأنصفناك بأن الأمر لم يكن فى يدك وهناك من يرفض تطبيق العدالة بين الناس ، اليوم لا يوجد سواك قادراً على تفعيل القانون ونشر العدل والمساواة .

لقد ناشدت شخصياً من خلال مقالاتى المجلس الإنتقالى والحكومة فى أكثر من مقالة أن يكون خطاب الذكرى الأولى للثورة مدوياً ومزلزلاً وموجهاً للداخل والخارج وكنت أقصد من وراء ذلك أن ترتعد فرائص كل من تُسول له نفسه المساس بأمن ليبيا أو الإعتداء على القانون الذى لا زال غير مُفعلاً , وللأسف كانت كلمة الحكومة عبارة عن تهنئة عن طريق الهواتف المحمولة أما كلمة سيادتكم كانت من وراء حجاب بغرفة البث المغلق.!!!! يقول المثل (حُمرة فى الوجه ولا غصة فى الخاطر) ... وأنا لم أجامل أحداً مع إحترامى لك وتقديرى ، فما أوده أن تخاطبوا الشعب بكل صراحة وشفافية وأن تكشفوا له العراقيل التى تشدكم للخلف وتمنعكم من تفعيل القانون فهذا الشعب العظيم هو من إلتف حول المجلس الإنتقالى وبخاصة سيادتكم لأنه رأى فيكم الصدق والمصداقية فى اليوم الأول فلا تخيبوا ظنه ،.

والإعلام المغرض هذه الأيام قد عد العدة لحرب إعلامية طاحنة وقد بدأت فعلاً بمهاجمة المواقع الإلكترونية بالداخل لتوجيه الشعب إلى وجهات غير واضحة تستهدف أمن وإستقرار ليبيا ، اليوم ليبيا فى أمس الحاجة لهيئة إعلامية للتصدى لهذه الهجمات الإعلامية الممنهجة ، فإنشاء هيئة إعلامية وطنية تساعدكم فى الإطلاع أول بأول عن ما يدور حول ليبيا وما تكتبه المواقع المضادة للنيل من ليبيا وسيادتها.

سيادة المستشار .. أتمنى أن تكون متابعاً لما نكتبه قبل أن تقع الواقعة ولا تعتمد على دعم سياسى داخلى أو خارجى فإعتمادك على الله تعالى وعلى الشعب الليبى فقط ، وقد ناشدتك يوماُ وقلت لك غناوة علم وأنت لاشك تفهم فى ذلك أكثر منى (عليكن إن ضاك الحال .. إطرن عزير يا تيكن فرج) وقلت لك العزيز هو شعب ليبيا العظيم ، حاول مناشدته وجهاً لوجه وليس من وراء حجاب فقد بدأ البعض يوجه لك إنتقادات مباشرة على درجة عالية من الخطورة ،  نحن لم نبخل بآرائنا منذ اليوم الأول للثورة وأنت تعلم ذلك وكم يؤسفنى ما حدث للمجتمع المدنى الذى تقلّص بقدرة قادر ولم يكن له رأياً قوياً كما وعدت دعمه ومساندته  فى شهر 5/2011م فى ملتقى مؤسسات المجتمع المدنى بالجبل الأخضر تحت رعاية جمعية عمر المختار وفى أول لقاء كان بمدينة البيضاء .

اليوم أصبحت مؤسسات المجتمع المدنى غير مؤثرة فى القرار السياسى حيث تم إحتضانها من قبل وزارة لا تمت لها بأى صلة للهيمنة والسيطرة عليها .

سيادة المستشار نحن ليس أكثر منك معرفة ولا حكمة أو دراية ولكن حبانا الله تعالى بأن نقول الحق من أجل الحق ورد المظالم ، قلناه  فى زمن الظلم والطغيان والنهب والتجاوزات وكان سيادتك من اوائل المطلعين على ما يكتبه شرفاء ليبيا  وكم كان يسعدنا إطلاعكم فى تلك الفترة على ما يكتبه الشرفاء بالداخل والخارج  فى زمن الطاغية مع العلم بأن جميع المسئولين المشتبه فى إنحيازهم للشعب كانوا مُلاحقين من قبل أجهزة الأمن والإستخبارات وأؤكد لكم  أن أبناء الوطن الحقيقيون لن يتوقفوا عن إنتقادهم لأى إنحرافات بالمسار المنشود الذى يسعى إليه الشعب الليبى العظيم  ، تلك الإنحرافات التى إستشرت فى الزمن الماضى فأحذر سيادة المستشار ممن إلتصقوا بك من أجل المناصب والكراسى والمكاسب الشخصية من الإنتهازيين ، ليبيا اليوم فى عنقك فإما أن تعبر بها بر الأمان أو أن تغرق بك وبمن حولك وبالليبيين جميعاً وستحاسب عليها أمام الله ... والله من وراء القصد .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق