رجال كان لهم دوراً مشرفاً
فى الدعم اللوجستى
لحركة الجهاد
الشيخ المجاهد/ عبدالوهاب بن مفتاح
بن عمر الشريف الطرابلسى
بداية
أود أن أخذكم معى فى رحاب منطقة المغار (درنه) حيث كان لى موضوعاً حول
المجلس العسكرى الذى قاده أنور باشا بتكليف من المجاهد أحمد الشريف السنوسى
، ولذلك رأيت أن ابدا بتلك المقالة علّها تكون فاتحة لهذا الموضوع
التاريخى ولسيرة شيخنا ومجاهدنا المرحوم / عبدالوهاب مفتاع عمر
الشريف الطرابلسى . كما لا يسعنى إلا أن أتوجه بالشكر والتقدير لحفيد
المجاهد الأستاذ/ عبدالمنعم فرج بدر الذى كان له الدور الكبير فى تجميع
المادة التاريخية فجزاه الله خيراً ونسأل الله أن تكون فى ميزان حسناته .
فتح الله سرقيوه
مسطبة الرشيد والتواصل
بين الماضى والحاضر
حكابات الماضي المشرف لمسطبة الرشيد لا تنقطع .. تتواصل بأفراحها وأحزانها ، جلس أجدادنا ما بين صلاة العصر والمغرب في نهاية شهر الكانون 1912 يتجاذبون أطراف الحديث ، يتساءلون عن أعضاء المجلس العسكري برئاسة (أنور باشا) وما هي أخبار الاستعدادات للتصدي للاستعمار الإيطالي وذلك في ظل الفارق في القوة العسكرية والتقنية ما بين الطرفين ، قال أحدهم
(صلوا على النبي يا جماعه ، إن الله يدافع عن الذين آمنوا ، واللي فيها حليب أتصيح).
تحدث
الجميع عن دور الضباط الشباب الأتراك الذين قاموا بتنظيم حركة الجهاد ضد
الغزو الإيطالي والتي كانت في نهايتها وتبادر إلى الأذهان كيف سيكون الأمر
بعد مغادرة هؤلاء الضباط الذين على رأسهم أنور باشا ، قال أحدهم البلاد
فيها إرجال ، حيث كان السيد / أحمد الشريف يعد العدة لتكوين الأدوار وبداية
المعارك الشرسة مع العدو المستعمر ومنها معركة سيدي إكريم القرباع التي
دارت رحاها يوم 16/5/1913 مسيحي بمنطقة الظهر الحمر وسميت كذلك بمعركة يوم
الجمعة والتي تكبد فيها العدو خسائر فادحة ، وهذه المعركة كان لها دوراً
عظيماً في تقاطر المجاهدين على أدوار الجهاد التي تكونت بفضل السياسة
الحكيمة للسيد أحمد الشريف .
وهنا أود الإشارة إلى المجلس العسكري الذي تكون برئاسة أنور باشا من كل من ::
1 ـ السيد / أنور باشا 2 ـ القائم مقام / محمد الجيبانى
3 ـ المجاهد / محمد فركـاش
4 ـ المجاهد / صالح محمد سرقيوه
5 ـ المجاهد / عبدالوهاب الطرابلسى
هؤلاء جميعاً تحصلت على صورة فوتوغرافية لهم يتوسطهم أنور باشا ، علماً بأن كل من :
1 ـ المجاهد / يونس بوعيشه الغيثى
2 ـ المجاهد / المبروك بومازق البرعصى
3 ـ المجاهد / سليمان القضائنى الشاعرى
من
ضمن المجلس العسكري غير أنني حاولت الاتصال بذويهم للحصول على أي معلومات
عنهم ولكنني لم أجد من يسعفني بأي معلومة أو وثيقة بالخصوص.
وباشتداد المعارك وضراوتها بدأ الاستعمار الإيطالي يتعقب في كل من شارك أو
حرض أو ساند أو تصدى له بأي وسيلة كانت ،، فقد كان المجلس العسكري
مستهدفاً من المستعمر وأعوانه الخونة فهاجر المجاهد / محمد الجيبانى وهو
يحمل رتبة قائمقام إلى إسطنبول حيث حارب مع الجيش التركي وأستشهد هناك ،
أما المجاهد / عبد الوهاب الطرابلسى والد الأستاذ والفنان / أنور الطرابلسى
الذي هاجر إلى الشام واستقر به المقام هناك . وقد حاولت أن أجد المعلومات
الكافية لنشرها حول بقية أعضاء المجلس فلم أجد شيئاً وأن المعلومات التي
لدى فهي حول المرحوم / صالح محمد سالم سرقيوه القزيرى الذي شد الرحال إلى
(مطروح) وإنني استميح القراء بأن أكتب القليل عن تواجده بمطروح من تاريخ
1913 وحتى 1918 وهو تاريخ وفاته بعد رجوعه إلى مدينة درنة.
المرحوم الأستاذ الفنان / أنور الطرابلسي
فمن
حكايات مسطبة الرشيد ومن خلال الوثائق المتوفرة لدى ، أن المرحوم صالح
محمد سرقيوه قد تزوج من (قبيلة الجميعات ـ القواسم ) وكذلك زوجة أخرى من
(قبيلة القناشات ـ عيت العاصي) وأنجب خمس بنات .. تزوجن جميعهن من أبناء
أخوالهن بمطروح
وذلك
لعدم قدرتهن على العودة إلى أرض الوطن نظراً لاشتداد المعارك وصعوبة السفر
ومخاطره .ومن المعروف أن العمدة / غيث بوراغب عمدة الجميعات هو ابن
المرحومة /حاكمه صالح محمد سرقيوه وكذلك عائلة العاصي (المجاهدة) بمطروح هم
أحفاده من ابنته (غزاله). وكنت أتمنى أن أجد أي معلومات عن باقي أعضاء
المجلس لنشرها من خلال مسطبة الرشيد .
وهنا أود أن أذكر حقيقة رواها لنا الأجداد بأن الفضل في عودة المرحوم /
صالح محمد سرقيوه كان (لعائلة عبد الله) قبيلة غيث بالعزيات وهى القبيلة
التي اشتهرت بالكرم والحكمة ورجاحة العقل واحترام الجار والفزعة ومن
المعروف أن عائلة عبد الله تربطها علاقات طيبة وروابط دم بقبيلة الجميعات
والقطعان كما حدثني العمدة / غيث بوراغب عمدة الجميعات والأستاذ / فتح الله
بوجويفه الرحمانى ابن العمدة / بوجويفه القطعانى بمنطقة سيدي برانى حيث
وجدت مطلع قصيدة يقول :
الجود غيث وعيت عبدالله بزايد
كسابة أكحيله
فراجة الكرب والشدائد.
وللأسف لم أجد باقي القصيدة في الوثائق المتوفرة
لدى .. وإلى لقاء آخر مع مسطبة الرشيد.
سيرة الشيخ المجاهد
عبدالوهاب الطرابلسى
بقلم // عبد المنعم فرج بدر
( سبط من أسباط المجاهد ):
(عبد الوهاب مفتاح بن عمر الشريف الطرابلسي ) ...
حفيد المجاهد / خير خلف لخير سلف
ولادته و نشأته
***….. ولد هذا الرجل عام 1870 م وذلك حسب ما ورد من أحاديث للأم وتردد على
لسانها بثقةٍ بالغةٍ أنه ولد بعد افتتاح قناة السويس ، و كانت تقول على حد تعبيرها بأنه ولد بعد مرور أول باخرة من البحر الأبيض إلى البحر الأحمر كما أننا قارنا ما ورد على حد قولها من أقاويل من الذاكرة و استعملنا أسلوب الاستنتاج التاريخي على هذه المعلومات ،،، فوجدنا صحة ما ذكر حيث يؤكد حديثها ما تردد على لسانها كثيراً على فترات من الزمن بالمقارنة هو حدث افتتاح قناة السويس في أواخر نوفمبر عام 1869 م وذلك قربنا بشكل جلي على تحديد السنة التي ولد فيها والدها المجاهد ( عبد الوهاب الطرابلسي ) ، حيث كانت تقول أنه ولد بعدها بشهور بثلاثة أو أربعة أشهر تقريباً ،،، أما عن نسب أم المناضل ( عبد الوهاب ) فهي زوجة والده الأخيرة من سكان مدينة بنغازي من عائلة ( المهدوي ) . *** حيث تتكون أسرته الكبيرة من الأخ الأكبر ( عمر و شقيقته عائشة ) وهما من زوجة أبيه الأولى من طرابلس الغرب و أخاه (السنوسي و محمد ) من زوجة أبيه الثانية التي يعود نسبها إلى عائلة ( الجباني ) من سكان مدينة درنه ،،، حيث كان عبد الوهاب الأصغر سناً في عائلته الشريفة .
*** لقد نشأ في وسط عائلة عريقة النسب و الشرف تعمل على التجارة و الحرف التقليدية الهامة آنذاك .
كما أتقن في صغره صناعة السروج المطرزة بخيوط الفضة الثمينة التي لها رواج كبير في تلك الفترة ،،، لقد توسع أيضاً في النشاط التجاري في مدينة درنه ، في المكان الذي أسسه والده ،،، ( مفتاح بن عمر الشريف الطرابلسي ) ، في وسط السوق ،،، و الذي يعرف حتى تاريخنا الحاضر باسم وكالة الطرابلسي .
*** إن المجاهد ( عبد الوهاب مفتاح بن عمر الشريف الطرابلسي ) كان من صغره يشتهر بحسن الخلق و التقوى وهو شديد الكرم وكان نشطاً وناجحاً و الأوفر حظاً من بين أخوته في حياته العملية و التجارية و العلمية .
*** لهذا الرجل بعد أن حقق نجاحات كبيرة و توسع موفق في تجارته ، مركبان بحريتان تجاريتان لنقل البضائع من و إلى شواطئ درنه و تركيا و الأقاليم التابعة للخلافة العثمانية ،،، كما تاجر أيضاً في الغنم التي تصدر من ليبيا إلى مصر في ذلك العهد فهو يشتريها من الموالة ثم يبيعها في مطروح بمصر برفقة أشخاص يكلفهم بهذه الأعمال لحسابه و إنه على حد علمنا من الوالدة و الذين عرفوا عنه القليل من سيرة حياته في هذه الجزئية من القصة ، يقولون أنه كان الذين يرسل معهم الماشية عن طريق البر هم : ـــ الأول يدعى ( عبد الحميد الحصادي ) و الثاني من عائلة ( عزوز ) من سكان مدينة درنه حيث كانت مصر في ذاك الزمان تحتاج إلى الماشية و ليبيا في تلك الحقبة تعتمد على الرعي و كانت غنية بالثروة الحيوانية .
*** لقد تتلمذ المذكور على أيدي الزوايا السنوسية من نشأته الأولى ،،، و كان أحد رفاق أحمد الشريف السنوسي وهو يكبر هذا الأخير سناً بفارق ثلاثة سنوات وهما من نفس الجيل ومن نفس المنبت من حيث النسب الشريف .


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق