رجال كان لهم دوراً مشرفاً
فى الدعم اللوجستى
لحركة الجهاد
الشيخ المجاهد/ عبدالوهاب بن مفتاح
بن عمر الشريف الطرابلسى
بداية أود أن أخذكم معى فى رحاب
منطقة المغار (درنه) حيث كان لى موضوعاً حول المجلس العسكرى الذى قاده أنور
باشا بتكليف من المجاهد أحمد الشريف السنوسى ، ولذلك رأيت أن ابدا بتلك
المقالة علّها تكون فاتحة لهذا الموضوع التاريخى ولسيرة
شيخنا ومجاهدنا المرحوم / عبدالوهاب مفتاع عمر الشريف الطرابلسى . كما لا
يسعنى إلا أن أتوجه بالشكر والتقدير لحفيد المجاهد الأستاذ/ عبدالمنعم فرج
بدر الذى كان له الدور الكبير فى تجميع المادة التاريخية فجزاه الله خيراً
ونسأل الله أن تكون فى ميزان حسناته .
فتح الله سرقيوه
مسطبة الرشيد والتواصل
بين الماضى والحاضر
حكابات الماضي المشرف لمسطبة الرشيد لا تنقطع .. تتواصل بأفراحها وأحزانها ، جلس أجدادنا ما بين صلاة العصر والمغرب في نهاية شهر الكانون 1912 يتجاذبون أطراف الحديث ، يتساءلون عن أعضاء المجلس العسكري برئاسة (أنور باشا) وما هي أخبار الاستعدادات للتصدي للاستعمار الإيطالي وذلك في ظل الفارق في القوة العسكرية والتقنية ما بين الطرفين ، قال أحدهم
(صلوا على النبي يا جماعه ، إن الله يدافع عن الذين آمنوا ، واللي فيها حليب أتصيح).
تحدث الجميع عن دور الضباط الشباب
الأتراك الذين قاموا بتنظيم حركة الجهاد ضد الغزو الإيطالي والتي كانت في
نهايتها وتبادر إلى الأذهان كيف سيكون الأمر بعد مغادرة هؤلاء الضباط الذين
على رأسهم أنور باشا ، قال أحدهم البلاد فيها إرجال ، حيث كان السيد /
أحمد الشريف يعد العدة لتكوين الأدوار وبداية المعارك الشرسة مع العدو
المستعمر ومنها معركة سيدي إكريم القرباع التي دارت رحاها يوم 16/5/1913
مسيحي بمنطقة الظهر الحمر وسميت كذلك بمعركة يوم الجمعة والتي تكبد فيها
العدو خسائر فادحة ، وهذه المعركة كان لها دوراً عظيماً في تقاطر المجاهدين
على أدوار الجهاد التي تكونت بفضل السياسة الحكيمة للسيد أحمد الشريف .
وهنا أود الإشارة إلى المجلس العسكري الذي تكون برئاسة أنور باشا من كل من ::
1 ـ السيد / أنور باشا
2 ـ القائم مقام / محمد الجيبانى
3 ـ المجاهد / محمد فركـاش
4 ـ المجاهد / صالح محمد سرقيوه
5 ـ المجاهد / عبدالوهاب الطرابلسى
هؤلاء جميعاً تحصلت على صورة فوتوغرافية لهم يتوسطهم أنور باشا ، علماً بأن كل من :
1 ـ المجاهد / يونس بوعيشه الغيثى
2 ـ المجاهد / المبروك بومازق البرعصى
3 ـ المجاهد / سليمان القضائنى الشاعرى
من ضمن المجلس العسكري غير أنني
حاولت الاتصال بذويهم للحصول على أي معلومات عنهم ولكنني لم أجد من يسعفني
بأي معلومة أو وثيقة بالخصوص.
وباشتداد المعارك وضراوتها بدأ
الاستعمار الإيطالي يتعقب في كل من شارك أو حرض أو ساند أو تصدى له بأي
وسيلة كانت ،، فقد كان المجلس العسكري مستهدفاً من المستعمر وأعوانه الخونة
فهاجر المجاهد / محمد الجيبانى وهو يحمل رتبة قائمقام إلى إسطنبول حيث
حارب مع الجيش التركي وأستشهد هناك ، أما المجاهد / عبد الوهاب الطرابلسى
والد الأستاذ والفنان / أنور الطرابلسى الذي هاجر إلى الشام واستقر به
المقام هناك . وقد حاولت أن أجد المعلومات الكافية لنشرها حول بقية أعضاء
المجلس فلم أجد شيئاً وأن المعلومات التي لدى فهي حول المرحوم / صالح محمد
سالم سرقيوه القزيرى الذي شد الرحال إلى (مطروح) وإنني استميح القراء بأن
أكتب القليل عن تواجده بمطروح من تاريخ 1913 وحتى 1918 وهو تاريخ وفاته بعد
رجوعه إلى مدينة درنة.
المرحوم الأستاذ الفنان / أنور الطرابلسي
فمن حكايات مسطبة الرشيد ومن خلال
الوثائق المتوفرة لدى ، أن المرحوم صالح محمد سرقيوه قد تزوج من (قبيلة
الجميعات ـ القواسم ) وكذلك زوجة أخرى من (قبيلة القناشات ـ عيت العاصي)
وأنجب خمس بنات .. تزوجن جميعهن من أبناء أخوالهن بمطروح
وذلك لعدم قدرتهن على العودة إلى
أرض الوطن نظراً لاشتداد المعارك وصعوبة السفر ومخاطره .ومن المعروف أن
العمدة / غيث بوراغب عمدة الجميعات هو ابن المرحومة /حاكمه صالح محمد
سرقيوه وكذلك عائلة العاصي (المجاهدة) بمطروح هم أحفاده من ابنته (غزاله).
وكنت أتمنى أن أجد أي معلومات عن باقي أعضاء المجلس لنشرها من خلال مسطبة
الرشيد .
وهنا أود أن أذكر حقيقة رواها
لنا الأجداد بأن الفضل في عودة المرحوم / صالح محمد سرقيوه كان (لعائلة عبد
الله) قبيلة غيث بالعزيات وهى القبيلة التي اشتهرت بالكرم والحكمة ورجاحة
العقل واحترام الجار والفزعة ومن المعروف أن عائلة عبد الله تربطها علاقات
طيبة وروابط دم بقبيلة الجميعات والقطعان كما حدثني العمدة / غيث بوراغب
عمدة الجميعات والأستاذ / فتح الله بوجويفه الرحمانى ابن العمدة / بوجويفه
القطعانى بمنطقة سيدي برانى حيث وجدت مطلع قصيدة يقول :
الجود غيث وعيت عبدالله بزايد
كسابة أكحيله
فراجة الكرب والشدائد.
وللأسف لم أجد باقي القصيدة في الوثائق المتوفرة
لدى .. وإلى لقاء آخر مع مسطبة الرشيد.
سيرة الشيخ المجاهد
عبدالوهاب الطرابلسى
بقلم // عبد المنعم فرج بدر
( سبط من أسباط المجاهد ):
(عبد الوهاب مفتاح بن عمر الشريف الطرابلسي ) ...
حفيد المجاهد / خير خلف لخير سلف
ولادته و نشأته
***….. ولد هذا الرجل عام 1870 م وذلك حسب ما ورد من أحاديث للأم وتردد على
لسانها بثقةٍ بالغةٍ أنه ولد بعد افتتاح قناة السويس ، و كانت تقول على حد تعبيرها بأنه ولد بعد مرور أول باخرة من البحر الأبيض إلى البحر الأحمر كما أننا قارنا ما ورد على حد قولها من أقاويل من الذاكرة و استعملنا أسلوب الاستنتاج التاريخي على هذه المعلومات ،،، فوجدنا صحة ما ذكر حيث يؤكد حديثها ما تردد على لسانها كثيراً على فترات من الزمن بالمقارنة هو حدث افتتاح قناة السويس في أواخر نوفمبر عام 1869 م وذلك قربنا بشكل جلي على تحديد السنة التي ولد فيها والدها المجاهد ( عبد الوهاب الطرابلسي ) ، حيث كانت تقول أنه ولد بعدها بشهور بثلاثة أو أربعة أشهر تقريباً ،،، أما عن نسب أم المناضل ( عبد الوهاب ) فهي زوجة والده الأخيرة من سكان مدينة بنغازي من عائلة ( المهدوي ) . *** حيث تتكون أسرته الكبيرة من الأخ الأكبر ( عمر و شقيقته عائشة ) وهما من زوجة أبيه الأولى من طرابلس الغرب و أخاه (السنوسي و محمد ) من زوجة أبيه الثانية التي يعود نسبها إلى عائلة ( الجباني ) من سكان مدينة درنه ،،، حيث كان عبد الوهاب الأصغر سناً في عائلته الشريفة .
*** لقد نشأ في وسط عائلة عريقة النسب و الشرف تعمل على التجارة و الحرف التقليدية الهامة آنذاك .
كما أتقن في صغره صناعة السروج المطرزة بخيوط الفضة الثمينة التي لها رواج كبير في تلك الفترة ،،، لقد توسع أيضاً في النشاط التجاري في مدينة درنه ، في المكان الذي أسسه والده ،،، ( مفتاح بن عمر الشريف الطرابلسي ) ، في وسط السوق ،،، و الذي يعرف حتى تاريخنا الحاضر باسم وكالة الطرابلسي .
*** إن المجاهد ( عبد الوهاب مفتاح بن عمر الشريف الطرابلسي ) كان من صغره يشتهر بحسن الخلق و التقوى وهو شديد الكرم وكان نشطاً وناجحاً و الأوفر حظاً من بين أخوته في حياته العملية و التجارية و العلمية .
*** لهذا الرجل بعد أن حقق نجاحات كبيرة و توسع موفق في تجارته ، مركبان بحريتان تجاريتان لنقل البضائع من و إلى شواطئ درنه و تركيا و الأقاليم التابعة للخلافة العثمانية ،،، كما تاجر أيضاً في الغنم التي تصدر من ليبيا إلى مصر في ذلك العهد فهو يشتريها من الموالة ثم يبيعها في مطروح بمصر برفقة أشخاص يكلفهم بهذه الأعمال لحسابه و إنه على حد علمنا من الوالدة و الذين عرفوا عنه القليل من سيرة حياته في هذه الجزئية من القصة ، يقولون أنه كان الذين يرسل معهم الماشية عن طريق البر هم : ـــ الأول يدعى ( عبد الحميد الحصادي ) و الثاني من عائلة ( عزوز ) من سكان مدينة درنه حيث كانت مصر في ذاك الزمان تحتاج إلى الماشية و ليبيا في تلك الحقبة تعتمد على الرعي و كانت غنية بالثروة الحيوانية .
*** لقد تتلمذ المذكور على أيدي الزوايا السنوسية من نشأته الأولى ،،، و كان أحد رفاق أحمد الشريف السنوسي وهو يكبر هذا الأخير سناً بفارق ثلاثة سنوات وهما من نفس الجيل ومن نفس المنبت من حيث النسب الشريف .
دوره الجهادي في سبيل الله
والدفاع عن الوطن
المجاهـد / عـبد الـوهاب مـفتاح الطـرابـلسي
*** نظراً للواعز الديني القوي في نفس هذا الرجل كغيره من الذين تحملوا على عاتقهم حرية هذا الوطن و الدفاع عنه وعن أبنائه و نسائه و شيوخه لقد بادر ومعه الكثير من شباب هذا الوطن قدر ما يستطيعون بالتصدي للعدوان الإيطالي في الاجتياح الأول لمدينة درنه و برفقته أبنه الكبير في ذريته ويدعى ( محمد عبد الوهاب الطرابلسي ) لقد كان ضمن الذين حفروا الخنادق على شواطئ درنه استعداداً لمواجهة العدوان البحري الإيطالي في أكتوبر عام 1911م .
*** كما أنه شارك في معركة القرقف الشهيرة عند مدخل مدينة درنه الشرقي بالفتائح ومعارك أخرى حول مدينة درنه لم يسعفني الحظ لتوثيقها بشكل دقيق لقد جاهد هذا الرجل بكل ما يملك من مال و بنفسه لم تغريه الدنيا بكل محاسنها و زينتها ، ترك كل ما يدخره من أموال خلفه في سبيل الله و الوطن الغالي .
*** هذا و بعد توقيع قادة الدولة العثمانية الأتراك معاهدة أوشي لوزان بمنح ليبيا استقلالها و إعطائها حق الدفاع عن نفسها و التخلي عنها عام 1912 م حينها لم يتخلى أنور باشا و القائد العسكري في درنه عن ليبيا و بعد محادثات و مراسلات جرت بينه وبين قادة الحركة السنوسية و على رأسهم السيد ( أحمد الشريف السنوسي ) الذي بدوره رفض الاستسلام و الرضوخ إلى تبعات تلك المعاهدة و بنودها فأسرع الضابط ( أنور باشا ) بتأسيس مجلس عسكري شرق ليبيا بمدينه درنه برئاسته يتكون من (( أحمد الشريف السنوسي ــ محمد الجيباني ــ صالح سرقيوه ــ عبد الوهاب الطرابلسي ــ محمد فركاش ــ يونس بو عيشه الغيثي ــ المبروك بو مازق البرعصي ــ سليمان القضائني الشاعري )) .
هذه صورة للمجلس العسكري الذي أسسه أنور باشا شرق ليبيا بمدينة درنه عام 1912م وفيها
( عبد الوهاب الطرابلسي ـ أنور باشا ـ محمد الجباني ـ محمد فركاش ـ صالح سرقيوة )
*** ثم أخذ القائد العسكري المناضل ، أنور باشا ، ينفق على الأهالي وعلى الجهاد
و يحرض القبائل العربية لتجنيد الشباب من درنه و ضواحيها ، كما أشرف على تدريبهم استعداداً لمواجهة الطليان بغية تحرير تراب الوطن الليبي ، حيث ساهم تجار هذه المدينة بما استطاعوا بتقديم المعونة للأهالي و للمتطوعين للكفاح جهد أيمانهم .
*** كما تولى المجاهد عبدالوهاب الطرابلسي قيادة معسكر المجاهدين في درنه بعد استشهاد رفيقهم ( يونس بوعيشة الغيثي ) ، في إحدى المعارك التي دار رحاها حول المدينة تلك الفترة العصيبة ضد الطليان .
***عندما زادت حدة المعارك بضراوة قصوى و القاسية على الجيش الإيطالي جند الطليان الكثير من الجواسيس ممن وجدوا في نفوسهم الضعيفة قدرة على الخيانة من أجل المال الزهيد للعيش المهين ،،، أستغل الطليان فقرهم ،،، فبدأ المخبرين يتعقبون تحركات المجاهدون و قياداتهم العسكرية من أعضاء المجلس العسكري ، و في تلك المرحلة من الجهاد و النضال تم اعتقال البعض منهم عام 1913 م و اشتدت على بقيتهم الرقابة خاصةً و أن شخصياتهم معروفة لدى المخابرات الإيطالية التي تتبع أخبارهم و تحركاتهم الأمر الذي أضطرهم إلى الهجرة فهاجر بعضهم مع أنور باشا إلى تركيا حيث شاركوا في حرب البلقان وهاجر ( عبد الوهاب الطرابلسي ) من ليبيا مع من هاجروا فكانت هجرته الأولى مع أسرته إلى الإسكندرية بمصر عام 1915 م ثم غادرها إلى القاهرة عام 1916 م حتى عام 1917 م ثم غادر إلى الفيوم في مطلع عام 1917 م حيث كان مع من هاجر معه يتابعون نشاطهم سراً ، و يتغيبون عن أسرهم فترات من الزمن ، كانوا يستقبلون الإمدادات
العسكرية التي ترسل إليهم من تركيا و يرسلونها إلى الجغبوب ومنها إلى معسكرات الجهاد في الجبل الأخضر .
*** و في بداية عام 1918 م عندما تم توقيع ألمانيا مع دول الوفاق في وثيقة معاهدة على الهدنة و التي بموجبها كانت نهاية الحرب العالمية الأولى ،،، حينها غادر المجاهد / عبد الوهاب الطرابلسي ، من مصر إلى ليبيا برفقة أسرته و في طريقه أثناء العودة وضعت له زوجته فأنجبت له بنت فسماها ( عزيزة ) و كان ذاك الحدث بمنطقة النجيلة بمصر ،،، ثم بعد ذلك تابع سيره حتى وصل مدينته درنه .
*** عند وصول المجاهد / عبد الوهاب مفتاح الطرابلسي ، إلى درنه كان قد عاد في ظل الهدنة العالمية ،،، حيث كان يخطط مع أحمد الشريف السنوسي في وسائل بديلة للإمداد العسكري الذي توقف من جانب تركيا بسبب الهدنة التي ألتزمت بها الدولة العثمانية مع حليفتها ألمانيا ،،، و بالفعل أتفق الرجلان ، على صفقة بالتعاون مع أصدقاء و حلفاء أنور باشا ، في تركيا تمكنهم من استجلاب السلاح و المؤن اللازمة للمجاهدين في ليبيا وباشروا العمل من فورهم .
*** لقد كان لعبد الوهاب مفتاح بن عمر الشريف الطرابلسي ، موقف مسئول تفرغ للجهاد وذاد عن نفسه بماله و روحه ، و لكونه كان يعد في تلك الفترة من أثرا أثرياء مدينة درنه و بصفته تاجراً قادراً دفع بسخاء كل ما أستطاع دفعه وهو بين المجاهدين في بلده و كذلك وهو خارج بلده ،،، فكان يراسل حراس ماله و تجارته ممن يعمل لحسابه من عائلة ( بن حليم ) بدرنه ، من أجل تقديم الدعم المادي لحركة الجهاد احتراماً و أجلالاً لقدسية تراب وطنه الطاهر .
مغادرة ، عبد الوهاب مفتاح بن عمر الشريف الطرابلسي أرض الوطن إلى المنفى ، وأسباب الرحيل إلى تركيا
*** لقد غادر المجاهد ،،، ( عبد الوهاب مفتاح الطرابلسي ) أرض الوطن مع رفاقه وهم ،،، ( أحمد الشريف السنوسي ) ،،، و ( نوري باشا ، وهو شقيق أنور باشا ) ،،، و ( صالح أبوعرقوب البرعصي ) ،،، و ( محمد صالح حرب ) ،،، إلى المنفى بتركيا بعد أن أذن لهم السلطان العثماني بالرحيل من ليبيا كلجؤ سياسي عام 1918م و ذلك بسبب أسر إيطاليا لمركبين بحريين ( أديرنا و مبروكة ) لصاحبهما عبد الوهاب الطرابلسي المحملتان بالأسلحة و المؤن أسرتا في ميناء جزيرة رودس اليونانية القريبة من الشواطئ التركية و اللاتي مولتا بدعم مادي من ،،، المجاهد عبد الوهاب الطرابلسي ،،، بالتعاون مع أصدقاء أنور باشا ، و حلفاءه بتركيا ،،، و كذلك كان للسيد أحمد الشريف السنوسي دور في هذا الدعم ،،، حيث كانتا تستعدا للسفر و كانتا متجهتا بالشحنة إلى مصر لكي يتم إدخالها سراً فيما بعد إلى ليبيا كأيسر وسيلة للدعم ،،، إلا أنه الأسر و البلاغ عنهما حال دون إتمام عملية تلك الحمولة و أُبْلِغَ عن الممولين لهاتين الباخرتين قبل أن تغادرا، و حكمت الحكومة الإيطالية على ( أحمد الشريف و أنور باشا و عبد الوهاب الطرابلسي ) بالإعدام غيابياً .
*** هذا هو الأمر الذي أضطر السلطان العثماني (( محمد السادس )) بإرسال غواصة ألمانية لتأخذهم من مرسى العقيلة في أوائل أغسطس عام 1918 م و منحهم اللجوء السياسي و أعانهم على الرحيل من ليبيا و الاستقرار في تركيا .
* كما ساهم رفاقه المجاهدون الذين غادروا معه إلى تركيا في دعم حركة الجهاد الليبي ضد الطليان بإرسال المساعدات المادية من المنفى و ساهموا أيضاً في نضالهم جنباً إلى جنب مع إخوانهم المجاهدين في سوريا وغيرها من المناطق العربية التي تعرضت للغزو الغربي من الفرنسيين و الإنجليز حيث كان لأحمد الشريف النفوذ السياسي الكبير لدى الخليفة العثماني وقتها وعلى مستوى نطاق الخلافة العثمانية ويحرض من جانبه ، بحث القيادات الإسلامية في الجوار على الجهاد ، حيث أستثمر مصطفى كمال أتتورك نفوذ هذا الرجل حتى في حروب البلقان ضد اليونانيون و التي شارك فيها الكثير من الليبيين بحكم انتمائهم للخلافة العثمانية وقتها تحت تأثير قائدهم الروحي ( السيد / أحمد الشريف السنوسي ) .
*** هذا كما استقرت إقامة ، عبد الوهاب الطرابلسي ، في مدينة ( مرسين ) التركــية الـواقـعة فـي الجنوب قـريبة مـن الحـدود الســورية ، و ذلك مـنذُُ هجـرتـه عام 1918 م و حتى عام 1927 م ، منذ تاريخ ذهابه إلى مدينة بنغاز و الالتحاق بالسيد ( أحمد الشريف السنوسي ) حينها انقطعت أخباره عن أسرته ولم يعلموا بأمر مغادرته إلى تركيا ، حتى ضنوا أنه قد أصابه مكروه ، إلا بعد أن بعث لهم برسالة في بداية عام 1922 م يطمئنهم و يخبرهم فيها بضرورة الالتحاق به في المنفى أوائل عام 1922 م على أن يقابلهم في مدينة الإسكندرية بمصر و بالفعل تقابل معهم هناك و تم نقلهم على ظهر باخرة تجارية حتى ميناء أزمير التركية و منها إلى مدينة مرسين ، و التأم شمل أسرته الكريمة الأسرة التي تضم كلاً من الزوجة مرزوقة الكاسح القاضي ) والتي أسم أمها ( منفورة بن فايد ) يعود نسبها الشريف إلى ( فاطمة الزهراء ) شرفها .. الله تعالى .. و أبنه : ( أنور ) سماه والده على أنور باشا الذي نصب بولاية درنه عام 1911 م تيمناً بقدومه ، و كذلك بناته الثلاثة ( غزالة ــ وعزيزة ــ ثم حميدة ، آخر العنقود التي ولدت في صيف عام 1919 م بعد مغادرة والدها أرض الوطن بعدة أشهر ) ،،، لقد دعاهم جميعاً للحضور و اللحاق به برفقة أحد أقاربه بالإضافة إلى الشاب الصغير الذي عاش مع أخته ( مرزوقة ) رحمها الله ، كان قد رافقها في الرحيل إلى تركيا وعاد معها في عودتهم الأخيرة إلى الوطن برفقة أسرة المجاهد : عبد الوهاب الطرابلسي ، وهو أخٌ لزوجته من أبيها ، حيث يعود نسب أمه إلى القبايل (( القبايلي )) و يدعى ( صالح القاضى)
والد الفنان الكوميدي المعروف ( رافع صالح الكاسح القاضي ) الذي هو أحد شهود هذا السرد التاريخي .
صورة لأسرة المجاهد / عبد الوهاب مفتاح الطرابلسي … التقطت هذه الصورة أوائل عام 1927 م لغرض استخراج وثيقة سفر جماعية و تضم كلاً من أبنه الفنان الراحل المعروف ( أنور عبد الوهاب الطرابلسي ،، برفقة والدته و شقيقاته الثلاثة ) . . . .
عودة المجاهد ، عبد الوهاب مفتاح بن عمر الشريف الطرابلسي ،، إلى أرض الوطن
————————————————-
*** عودة المجاهد ( عبد الوهاب الطرابلسي ) ،،، إلى أرض الوطن بعد رحلة شاقة و عناء في سبيل الله و الوطن الغالي ، مع أحمد الشريف السنوسي ،،، حيث لم يجدوا لهم موطأ قدم في تركيا بعد ثورة ( مصطفى كمال أتترك ) على الخلافة العثمانية و إعلان تركيا دولة علمانية في 3 / مارس عام 1924 م والتي حاول أحمد الشريف ، بشتى الوسائل الممكنة ، و استنفاذ كافة نفوذه لمنع حدوث عزلة تركيا عن العالم الإسلامي ، إلا أنه فشل أمام إصرار و تعنت مصطفى كمال أتترك الذي أستغل منصبه في قيادة الجيش التركي حيث قد أمهلتهم السلطة التركية عشرة أيام ليغادروا تركيا أو أن يفرض عليهم الإقامة الجبرية بإحدى القرى التركية ، و بالفعل لقد غادر أحمد الشريف السنوسي ذاهباً إلى الحجاز لأنه المعني على قائمة أمر الإبعاد ، فطلب من بعض رفاقه إذا لم يجدوا راحتهم في تركيا أو في أي مكان من الأقاليم العربية التابعة للخلافة في السابق بسبب الزحف الغربي على كافة أراضيها ، بأن يلحقوا به إلى أرض الحجاز ( الأرض الإسلامية المقدسة ) .
*** و بالفعل لقد غادر المجاهد عبد الوهاب الطرابلسي و أسرته مرغمين للمرة الثانية في أوائل عام 1927 م ،،، الأولى من ليبيا و الأخيرة من تركيا بعد ذهاب أحمد الشريف السنوسي للحجاز بثلاثة أعوام ،،، إذ لم ينعموا بالراحة و الاستقرار في معظم الأماكن التي مروا بها في البلدان العربية عند مغادرتهم تركيا و بعد أن فقدوا صديقهم أنور باشا ، باستشهاده في إحدى معارك الجيش التركي مع اليونانيين في بلدة تسمى ( بالجوان ) شرقي ( بخارى ) يوم ” 4 ” أغسطس عام 1922 م قبل أربعة أعوام و أشهر معدودة من مغادرتهم أرض الخلافة العثمانية المخلوعة و التي كان لها الأثر السلبي على دورهم السياسي في تركيا بالرغم من محاولاتهم المضنية للمحافظة على أسس الدولة الإسلامية التركية …
*** هذا ولقد ذهبوا في مغادرةٍ جديدةٍ بسبب آخر مختلف من مدينة مرسين التركية تاركاً عبد الوهاب مفتاح بن عمر الشريف الطرابلسي ممتلكاته هناك بيته و مزرعته ذاهباً إلى حلب ثم إلى بيروت ثم إلى حيفا و يافا ، و لكونه واحد من القيادات الإسلامية المعادية للغزو الغربي ، من بقايا الخلافة العثمانية لقد وجدوا أنفسهم أينما ذهبوا فهم مطاردون من الفرنسيين و الإنجليز ،،، ثم بعد حيفا و يافا نزل ضيفاً عند صديقٍ له من عائلة ( بن خيال ) يدعى ( أبو رمضان ) ، و لقبهم عائلة ( باني ) قاطن في غزة بفلسطين ، مكث عنده عدة أيام ،،، ثم تابع
( عبد الوهاب مفتاح الطرابلسي ) سيره بمشقة عبر المسالك البرية حتى وصل مصر ماراً بالعريش ، إلى أن أدرك القاهرة و حل بها عدة أيام بالقرب من مقام السيدة زينب ( رضي الله عنها و أرضاها ) ، ثم خشي على نفسه و أسرته من الإنجليز فذهب إلى الإسكندرية حل بها عدة أيام أخرى و أنتقل بعدها إلى منطقة ((حوش عيسى ، في البحيرة )) أحس بأنها أكثر أمناً ، فنزل بها ضيفاً لدى صديق عزيز على قلبه ( يدعى / حسين بن ناصر ) وهو ليبي الأصل ، كان قد هاجر إلى مصر في عهد الخلافة العثمانية ،،، هذا حسب ما علمنا من الوالدة و بعض أفراد أسرتها ،،، حيث كان المجاهد : عبد الوهاب الطرابلسي ، متخفياً و يراقب عن كثب أخبار ليبيا و بلدته درنه حتى تحصل على حصانة يدعونها حسب تعبيرهم وقتها بالحماية من القنصلية الألمانية من خلال نفوذ بعض أصدقائه المصريين واعتبروه أحد رعايا ألمانيا في مصر فعلوا له ذلك الإجراء لكي يسلم شر الإنجليز في ظل الهدنة التي تلت الحرب العالمية الأولى و لأن المصريون في تلك الفترة يتقربون من ألمانيا لعداوتها للإنجليز كما أستغل المجاهد : (عبد الوهاب الطرابلسي) مرحلة الهدنة تلك و كذلك لضمانات بأمان العودة نتيجة المفاوضات الليبية التي أجرتها الحركة السنوسية آنذاك والتي كان أحمد الشريف لم يوافق و لم يذعن و لم يرضخ لها …………………………………………………………………………….. *** كما كان ( عبد الوهاب مفتاح بن عمر الشريف الطرابلسي ) مع رفيقه على نفس الدرب إلا أن الأخير أشتد به المرض فأضطر إلى العودة بعد أن سنحت له الفرصة للذهاب على ظهر باخرة سياحية من ( الإسكندرية ) مارةً في رحلتها ( بباليرمو ) ومنها إلى عدة محطات حتى نزل على أرض الوطن و استقبلته الأهالي من مدينة درنه و ضواحيها فرحين بعودته عام 1927 م على أرض ميناء درنه ،،، فعند عودته كان يريد أن يصفي حساباته و تجارته في ليبيا وكان ينوي اللحاق بأحمد الشريف السنوسي ( بالحجاز ) ،،، و بدأ يعد العدة للرحيل و يتفقد في أمور تجارته و ممتلكاته ،،، و لكن كما يقول المثل ، ( تسير الرياح بما لا تشتهي السفن ) ،،، حينها لقد وجد معظم أملاكه و متاجره قد صودرت غصباً من قبل الطليان و بعضها قد تم بيعها في المزاد و كانت قد اغتصبت والمتفاوضين مع الغرب و إيطاليا مازالوا لم يحركوا ساكناً .
*** كما وجد مسجد الطرابلسي ،،، و يدعى أيضاً ( بمسجد الأجلاب ) الذي شيد على يديه و فيه ذكرياته حلوها و مرها ،،، لقد كان ذلك المسجد يشرف على وادي درنه ، حيث كان أحد منابر العلم لحفظة الكتاب ( القرآن الكريم ) ،،، في ذيل الوادي على ضفته الغربية ، وجده قد هدم بأيدي الطليان بعد رحيله ،،، لأن هذا
المسجد كان مركز علم و فيه إدارة عمل من خلاله يتم جلب الغنم و الصوف في موسم زج الصوف لكي تنقل فيما بعد إلى مراكبه البحرية بمرسى السلوم و تساق
الأغنام وقتها إلى مطروح ، لغرض التجارة من ناحية و لجلب السلاح للمجاهدين من ناحية أخرى ، لذلك يدعوه باسم الأجلاب .
*** وإضافة إلى ما سبق لقد خدع وخذل في البعض ممن خانه في أماناته التي كانت وديعة عنده ضناً منهم أنه سوف لن يعود من المنفى . *** كما أنه هناك من الناس من تآمر عليه مع الطليان من الخونة و العملاء فأعانوا الطليان على نهب أمواله و أراضيه ومسكنه و جردوه من كل ما يملك و منحت إيطاليا الذين تآمروا عليه ثمن ممتلكاته بعد بيعها في المزاد كمكافأة و كجائزة على تعاونهم و مكرهم .
*** كما كانت تنوي إيطاليا إعدامه بتدبير مكيدة جديدة قاضية ، فهو ضمن أهدافهم السابقة و يحسبون له حسابه فدبروا له المكائد حتى لا تحسب عليهم أية خروق للهدنة الدولية بعد نهاية الحرب العالمية الأولى ، و لكن ساعة المنية سبقت ساعة الإعدام التي كان يخطط لها الاستعمار الإيطالي .
إن تلك الأحداث الأخيرة المؤلمة كانت هي التي أحزنت الكثير من أحبابه و أصدقائه و ذويه وأفطرت قلوبهم من شدة الحزن ،،، حتى أنها لازالت تؤلم من عرف عنه بقليل من المعرفة عن سيرته ممن هم أسباطه و أحفاده ،،، عندما يتذكرون نهايته المؤلمة والمهينة بطرد أسرته من مسكنهم و مصادرة أملاكه دون وجه حق بمكيدة و تزوير و بإجرام بلا شفقة و لا رحمة ،،،،،،، فيتساءلون لماذا ؟ لأنه دافع عن وطنه أم ماذا ؟ ….. (( الكل يعرف أنه ما قتلته إلا خيانة )) …..
** لقد توفي في نفس العام الذي عاد فيه عندما أكمل رحلته النضالية بوفاء أجله ،،، حيث قد توفي على عمر ناهز السبعة و خمسين سنة ، و خرجت جنازة هذا المناضل من بيت أحد جيرانه ، بسبب فقدانه ممتلكاته و كذلك لمخاوف أقاربه من الطليان ، حيث نقل إلى جوار ربه و إلى مثواه الأخير بمقبرة درنه الغربية أواخر عام 1927 م .
ملاحظة /
نأمل من الإخوة الذين لديهم وثائق أو مستندات للشيخ المجاهد/ عبدالوهاب الطرابلسى أن يتصل بنا .. ويصحح الخطأ إن وجد . كما نود الإفادة من أننا لم نحصل على صورة شخصية للمجاهد مما إضطرنا إلى أخذ صورة له من وسط المجموعة المجاهدة ، وإعذرونا إذا كانت غير واضحة .
ملاحظة /
نأمل
من الإخوة الذين لديهم وثائق أو مستندات للشيخ المجاهد/ عبدالوهاب
الطرابلسى أن يتصل بنا .. ويصحح الخطأ إن وجد . كما نود الإفادة من أننا لم
نحصل على صورة شخصية للمجاهد مما إضطرنا إلى أخذ صورة له من وسط المجموعة
المجاهدة ، وإعذرونا إذا كانت غير واضحة .
هههههه عن أي جهاد تتحدث التاريخ يعاد من جديد 1911 / 2011
ردحذفعلى قول الشاعر (( هما هما نفس الوجه اللي تجيب الغما ))
للاسف عندما فتح الارشيف الإيطالي إلا من رحم ربي