الجمعة، 19 أغسطس 2016

محمد صوان.. السير على حافة الهاوية

محمد صوان.. السير على حافة الهاوية

 بوابة الوسط |

وجه في الاحداث (photo: )

وجه في الاحداث

أثار اقتراح رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان تشكيل قوة عسكرية محايدة للفصل بين المتقاتلين في بنغازي الكثير من الجدل، وكان قبلها قد دعا «سرايا الدفاع عن بنغازي» لاقتحام المدينة، مما جعل الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية التابعة للحكومة الموقتة تندد بتصريح صوان، وتعتبر حزبه منظمة إرهابية وتطالب بملاحقته قانونيًا.

لا يخفي صوان موقفه من الفريق حفتر منذ انطلاق عملية الكرامة، ويصفه بأنه انقلابي وحليف لأنصار النظام السابق، وبالرغم من نفيه دائمًا أن حزبه لا علاقة له بجماعة الإخوان المسلمين، إلا أنه في مقابلة مع «رويترز» خلال انتخابات 2012 قال: «جبريل لم يقدم نفسه للشعب الليبي على أنه ليبرالي. قدم نفسه على أن له مرجعية إسلامية. استفادت التيارات العلمانية من ثورات الربيع العربي ورفعت راية المرجعية الإسلامية. صوت الليبيون لجبريل باعتبار أنه إسلامي أيضًا».

الفريق أول ركن خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي (أرشيفية: الإنترنت)
الفريق أول ركن خليفة حفتر
القائد العام للجيش الليبي .

في حين يذكر الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا التي يقودها بشير الكبتي أن حزب العدالة والبناء هو أول حزب للجماعة في ليبيا. وكان صوان المولود في مصراتة العام 1959 قد سجن ثماني سنوات بتهمة انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين وأطلق سراحه العام 2006.

بعد ثورة فبراير انتقلت القيادة في تنظيم الإخوان من الخارج إلى الداخل، فانتخب محمد صوان رئيسا لـ «حزب العدالة والبناء» ثم أعيد انتخابه العام 2014، بينما انتخب بشير الكبتي مراقبًا عامًا لجماعة الإخوان المسلمين خلفًا لسليمان عبدالقادر المقيم في سويسرا.

أيد صوان بقوة قانون العزل السياسي ليتخلص من منافسه محمود جبريل وكل المنافسين المحتملين، كما أيد «فجر ليبيا» وأيد قصف مطار طرابلس ردًا على الحرب التي يقودها حفتر في بنغازي، وهو يرى أنه لا يوجد إرهابيون في بنغازي وإنما فرقاء سياسيون، وكانت علاقته ممتازة بالمؤتمر الوطني العام ورئيسه نوري أبوسهمين، وفجأة قرر المشاركة في حوار الصخيرات واعترف من جديد بشرعية مجلس النواب، الأمر الذي جعل أبوسهمين يرفض مقابلته.

رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان. (أرشيفية: الإنترنت)
رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان.

ربما أدت التغييرات التي شهدتها مصر إلى تغير موقف صوان، الذي كان يعول كثيرًا على سيطرة الإخوان على مصر، باعتبار أن إخوان ليبيا هم مجرد فرع صغير لإخوان مصر، ولم ينتبه صوان ولا الكبتي إلى التجربة التونسية، وقدرة زعيم «حركة النهضة» راشد الغنوشي على التكيف مع المستجدات، بعد إعلانه الفصل بين الجانب الدعوي والسياسي لحركته، وفي الانتخابات القادمة سيحتاج إخوان ليبيا إلى الكثير من العمل لإقناع الناخب بأنهم فعلا قوة وطنية، وليسوا مجرد صدى لقوة خارجية.

المرة الوحيدة التي تحدث فيها صوان بوضوح كانت في لقاء عقد بمدينة مصراتة، دافع فيه عن مسودة الاتفاق السياسي، وقال بشكل واضح إما أن نقبل هذا الاتفاق وإما سنجد أنفسنا في وضع ضعيف أمام المجتمع الدولي، الذي سينحاز إلى الطرف الآخر، وعندها سنرى السيناريو المصري يطبق في ليبيا أي الحل العسكري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق