الجمعة، 19 أغسطس 2016

الزبالة.. تهزم الحكومة!

الزبالة.. تهزم الحكومة!

 Thursday, 18 August 2016 

هل نحن شعب يهد الجبال.. ولكن تهزمه الصغائر؟! نشق الجبال لنفتح الطرق ونقيم الكبارى.. وننشئ آلاف المساكن.. ثم نعجز عن التخلص من زبالتنا.. ولهذا تشاركنا تلالها كل حياتنا.. فى الشوارع الواسعة، قبل الأزقة.. وفى أشهر الميادين، التى كانت.. إلى العشوائيات التى تعددت.. فهل نحن فعلاً  عاجزون  عن مواجهة الزبالة، التى هى ـ فى الأصل ـ زبالتنا؟!

لقد أعلنت الدولة استسلامها.. ورفعت الراية البيضاء.. من قمتها.. إلى أصغر مسئول فى أصغر حى، أو أكثر القرى فقراً.. والحكومة ـ مركزية فى المحروسة.. وفى عواصم المحافظات، وفى كل المحليات تقف الآن عاجزة.. وربما هذا ما دفع القوات المسلحة أن تمد يدها.. وتساهم.. ولكن ماذا عن الشعب؟.

** كان عندناـ زمان ـ نظام الزبال.. يدق باب كل شقة.. يحمل الزبالة، التى هى كنز لا يفنى.. بل هو فعلاً مصدر للثروة، وتذكروا فيلم حسين فهمى إياه الذى استطاع الزبال أن يهزم أستاذ الجامعة.. وها نحن الآن نرى ما حذرنا منه هذا الفيلم.

وتدخلت الدولة.. فرضت على كل شقة، من خلال فاتورة الكهرباء، رسماً للنظافة واعتبرها الناس مقابل رفع الزبالة من الشقق.. ولم يحدث لك! وحاولت وزارة التضامن الاجتماعى، مع وزارة البيئة من عامين تنفيذ نظام لجمع القمامة يساهم فيه المواطن ـ من المنبع ـ فصل القمامة تخفيفاً من عملية الإنقاذ.. وتغيرت الوزارة.. فمات المشروع، رغم الأعباء التى تحملتها الدولة من خلال حملات إعلانية ضخمة وتكلفت الكثير.. ومات المشروع.

** ولقد فشلت كل عمليات رفع الزبالة من التعاقد مع شركات بعضها مصرى.. وأكثرها أجنبى.. وجاء الكل بمعدات وعربات حديثة.. وتحديد مدافن خارج الكتل السكنية.. وفشلت هذه المحاولة أيضاً! واللافت للنظر أننا نتحدث كثيراً.. ولا نعمل إلا أقل القليل.. رغم أن الزبالة مصدر غني للربح.. إذ يمكن أن يتكسب منها فئات عديدة من الناس.. حتى الخنازير، تستفيد منها.. وللأسف حاربناها  مدعين مرة تحت مسمى إنفلونزا الطيور.. ومرة تحت مسمى إنفلونزا الخنازير.. ولا يتم دفن باقى المخلفات ـ بعد الفرز ـ إلا بعد استخلاص كل ما فيها مما يمكن الاستفادة منه.

** وتاهت المسئولية بين الوزارة المركزية.. وبين المحافظين.. وانتقلت إلى المحليات ولكن: هل تتوقف المسئولية هنا عند الجهاز الحكومى.. أم أننا نحن ـ كل الشعب ـ مسئولون؟ ربما بنسب أعلى من مسئولية الجهاز الحكومى.. وإذا كنا عجزنا عن التخلص من القمامة.. فلا أقل من أن نعيد النظام القديم للزبالين إذ كانوا هم الأفضل فى التخلص منها.. ومعالجتها.. وكان يعمل فيها عدد كبير من البشر.

وعلينا أن ندرس، كيف تتعامل المدن الكبرى ـ فى العالم ـ من قمامتها.. وبطرق صحية سليمة.. تنتهى بنظام علمى لإحراق ما بقى بعد الفرز، فى محارق صحية. فإذا لم يكن هدفنا الاستفادة من هذه القمامة وما فيها من ثروة.. فلا أقل من أن نتخلص منها ولا نتركها فى الشوارع ـ تلالاً ـ ترعى فيها الحشرات والقوارض.

** ولكن ماذا نقول إذا كان هذا الملف ذا رائحة كريهة.. وأن القمامة أصبحت مصدراً للمال والربح.. فهل تتصارع عليها كل الجهات.. طمعاً مما فيها من ثروة.. أم نعترف أن القمامة بانت نموذجاً للفساد الحكومى وهو فساد بات ذا رائحة؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق