الاثنين، 22 أغسطس 2016

تركيا: هجوم انتحاري يحصد 51 قتيلاً و100 جريح

تركيا: هجوم انتحاري يحصد 51 قتيلاً و100 جريح

ومخاوف من دخول البلاد مرحلة «الفوضى المنظمة»

اتهامات لتنظيم «الدولة» وشكوك حول

دور لحزب العمال الكردستاني

 

Aug 22, 2016

إسطنبول ـ «القدس العربي» 

من جمال اسماعيل: قتل ما لا يقل عن 51 شخصا، وأصيب بجروح ما يقارب 100 آخرين، عندما فجر مهاجم انتحاري متفجراته فيما يبدو وسط مدعوين يرقصون في الشارع خلال حفل زفاف في مدينة غازي عنتاب، التي تقع على بعد نحو 40 كيلومترا من الحدود السورية، السبت، فيما وجه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أصابع الاتهام لتنظيم «الدولة»، مؤكداً أن عمر المهاجم فيما بين الثانية عشرة والرابعة عشرة، حسب تصريحات لأردوغان أمس الأحد.
ورجح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن مقاتلين من تنظيم «الدولة الإسلامية» نفذوا التفجير الذي وقع في ساعة متأخرة من مساء السبت، وهو واحد من أدمى الهجمات التي شهدتها تركيا هذا العام.
وحذر العديد من زعماء الحزب الحاكم والمعارضة التركية من موجة تفجيرات واغتيالات قد تضرب البلاد أطلق عليها البعض مرحلة «الفوضى المنظمة»، وذلك في محاولة لاستغلال الظروف لخلق حالة من عدم الاستقرار والفوضى العارمة.
وحمل تفجير غازي عنتاب الأخير الكثير من التعقيدات التي تدعو إلى التوجس من المرحلة التي وصلت إليها الأوضاع الأمنية في تركيا، والخوف من المرحلة المقبلة التي ربما تشهد مزيدا من التفجيرات التي تهدف إلى زرع مزيد من الفوضى والصراعات الداخلية.
فالتفجير استهدف أحد الأفراح الشعبية في أحد الأحياء الفقيرة التي تحوي أغلبية كردية نازحة من مناطق الاشتباكات بين الجيش والمتمردين الأكراد، فيما أوضحت وسائل إعلام تركية أن الفرح كان لإحدى العشائر الكردية الكبيرة الموالية للحكومة والتي تمتلك مئات المسلحين المتعاقدين مع الحكومة لمحاربة عناصر حزب العمال الكردستاني.
ويبدو من الصعوبة بمكان التكهن بهوية الجهة التي نفذت الهجوم الذي قالت النيابة العامة في المدينة إنها حصلت على أدلة ترجح إلى حد كبير أنه نُفذ بواسطة انتحاري كان يحمل حزاما ناسفا شديد الانفجار.
هذا النوع من التفجيرات يحمل للوهلة الأولى بصمات تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، لكن طبيعة الهدف «فرح شعبي» وكون العشيرة المستهدفة من المحاربين لحزب العمال الكردستاني فتحت الباب مجدداً أمام التكهنات بإمكانية تنفيذه من قبل المتمردين الأكراد الذين أعلنوا مسؤوليتهم عن هجمات بسيارات مفخخة استهدفت مراكز أمنية قبل أيام، فيما رأى فريق ثالث أن الهجوم نفذته جهات خارجية في محاولة لخلق فتنة واسعة في البلاد، حتى ولو كان الهجوم نفذ بواسطة جماعات إرهابية أو عناصر محلية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأحد إن الهجوم يحمل على الأغلب بصمات تنظيم «الدولة» ولاحقاً قال إن الانتحاري يبلغ من العمر 12-14 عاماً، إلا أن إمكانية التأكد من ذلك تبدو صعبة خاصة وأن التنظيم لم يسبق له أن تبنى الهجمات الانتحارية المتعددة التي نسبت إليه طوال السنوات الماضية في تركيا.
ومنذ اللحظات الأولى للهجوم بادر آلاف المغردين الأتراك للتحذير من فتنة عرقية يهدف منفذو الهجوم إلى إشعالها في البلاد من أجل إدخالها في نفق من الفوضى، وهو ما ألمح إليه أردوغان في بيانه عقب التفجير بالقول: «إن القوى (لم يسمها) التي فشلت في إخضاع تركيا وهزيمتها، تحاول هذه المرة تفعيل سيناريوهات تحريض قائمة على أساس عرقي ومذهبي، بهدف ضرب وحدة الشعب وتكاتفه».
ودعا رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، الشعب التركي إلى «الحفاظ على وحدته وتكاتفه لإفشال كافة المحاولات الإرهابية الشيطانية في الداخل والخارج التي تحاك ضد البلاد».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق