الخميس، 18 أغسطس 2016

أفاعى سامة رؤوسها بالخارج وذيولها بالداخل .. تحكم ليبيا !!

أفاعى سامة

رؤوسها بالخارج وذيولها

بالداخل .. تحكم ليبيا  !!





بقلم / فتح الله سرقيوه

إننى أتذكر يوم 7/7/ 2012م (يوم الضحك على الذقون) وهى التسمية التى إتفق عليها الوطنيون الشرفاء  .. قال لى أحد التُبع لهذه الكيانات ، باشمهندس أتريد أن تنتخب ؟؟ فقلت له ولما لا فعندى بطاقة إنتخاب ! فرد علىّ بقوله لمن تود إعطاؤه صوتك ؟ فقلت له أحد الإخوة من أعضاء لجنة العرف القبلى لأننى أعرفه صادقاً ومحبوباً وشجاعاً وقادراً على التأثير فى الرأى العام بالرغم من أنه لا يحمل أى مؤهل علمى …فقال لى هناك شخص كان فى السجن ومؤهل وطيب وقالها لى باللهجة العامية (لا إطيرها لا إطير عليها) فهو من أولياء الله الصالحين ولو ذهبت ورائه ستكون من أهل الجنة ،، أنظروا يا سادة كيف هيمنة تلك الذيول المؤدلجة على المواطن البسيط إلى هذه الدرجة ،، لا حول ولا قوة إلا بالله !!!.

فقلت له هذا لا ينفعكم فى هذه المرحلة الراهنة فأنتم تحتاجون إلى رجالاً أشداءاً يستطيعون نزع مصلحة مدنهم ومواطنيهم وشعبهم من فم الأسد وليس مصالحهم الشخصية ،،  يا سيد لا تنجروا وراء عواطفكم فنحن نريد أن نصنع دولة قوية والجبناء والإمعات لا يصنعون تاريخاً ولا دولة … وللأسف بعد سنة أو يزيد إلتقيت ذلك الشخص وقال لى وأقسم على ذلك ، والله لقد صدقت يا با شمهندس فيما قلت لقد خدعونا وكانت مصالحهم أهم منا ألف مرة فالخزى والعار عليهم ووالله لن أنتخبهم مرة أخرى ولو كانت عندهم كرامات الصالحين .

فى شهر مارس 2011م وحرب التحرير على أشدها والشهداء يسقطون فى جبهات القتال فى مناطق البريقه ورأس لانوف ومنطقة بن جواد وخياناتها التى أودّت بالعديد من أبناء المنطقة الشرقية الذين أستشهدوا فى بن جواد فى خيانات ثلاثة لا زال القاصى والدانى يتحدث عنها فالتاريخ لا يرحم ولن يرحم الخونة والعملاء أينما كانوا وحيثما وجدوا ، فبينما مؤسسات المجتمع المدنى بكافة أنواعها تعمل ليل نهار لتوفير الدعم اللوجستى لأبطال الجبهات ، فمنهم من يُتابع حركة هذا الدعم من وراء الحدود الشرقية ومتابعة الجرحى وتوفير العلاج لهم ومنهم من كانوا يتابعون حركة أتباع النظام الخطرين فى منطقة الصحراء الغربية المصرية ، كانت هناك عيون غادرة من عيون أصحاب الأجندات الخفية الذين لا هم لهم إلا الخطابات الرنانة فى الساحات يجتمعون على (خبزة التنور والشاهى بالنعناع الدرناوى واللوز والكاكاويا) يتآمرون على إعاقة أى عمل وطنى يشعرون بأنه سيعيقهم فى الوصول إلى السلطة وأعنى بهم أولئك الحزبيبن الجدد وذيول الأيدولوجيات المشبوهة الذين لم يتواجدوا أبداً فى جبهات القتال لاهم ولا أبنائهم  ومنهم من كان يرفع شعار (الخروج على ولى الأمر حرام)!! .

ومنهم من عاهد النظام السابق على الولاء والطاعة وأودع فى حساباته مئات الآلاف تعويضاً وتطيب خاطر إستلمها بإرادته من قبل النظام  ومنهم من كان يتردد على ما يُسمى القيادة الشعبية ويطالب ويستجدى بنقل تحياته (للحاج) على حد قوله وهو يقصد بذلك عبدالله السنوسى مطالباً بزيادة قيمة التعويض !!! ، واليوم يجلسون على كراسى المؤتمر الوطنى (لا حشم ولا إجعره) كما يقول المثل الشعبى  فهذه هى أيدولوجية أحزابهم  البغيضة الإنتهازية  ومرجعيتهم الشهيرة (الغاية تبرر الوسيلة) أفلا لعنة الله عليكم إلى يوم يبعثون .

أقول … لقد كانت إدارة جمعية عمر المختار فى مدينة درنه لا زالت تناضل من أجل الحصول على إشهارها القانونى الذى حُرمت منه منذ 2004م نظراً للمعوقات التى تعيقها من العمل حسب قوانين النظام السابق والذى يرفض أى مؤسسة وطنية يشعر من خلال أهدافها أن لديها أجندة لتحريض المواطنيين على إحياء العمل الوطنى والسياسى ومحاربة الفساد والفاسدين ولهذا فقد أستُبعد ملف هذه الجمعية من أجهزة النظام  ولم يخرج إلى النور إلا بعد إنتفاضة فبراير 2011م ، حيث إستطاعت إدارة الجمعية من الحصول على إشهار للعمل وهى من أولويات الجمعيات التى خرجت للنور بعد إقصاء  ملفاتها ووثائقها فى عتمة الرفض والملاحقات الشخصية لسنوات.

 وما أن تحصّلت إدارة الجمعية على إشهارها حتى بدأت فى تطبيق أهدافها الوطنية والسياسية والتى كان  أولها طرح خارطة طريق على المجلس الإنتقالى توضح الكيفية التى تتطلبها المرحلة الإنتقالية  لتتمكن من تقديم ما لديها من مقترحات وطنية وسياسية ولا شك أن هذه الجمعية النضالية تحمل بين صفحاتها مرجعية وطنية وسياسية ونضالية تركها لنا الآباء المؤسسون الذين كان لهم دوراً مُشرفاً فى إستقلال ليبيا ووضع دستورها والمشاركة فى بناء الدولة الديمقراطية البرلمانية الدستورية .

لقد كان أول إهتمامات جمعية عمر المختار هو إحياء دستور 1951م كمرجعية دستورية يمكن الأخذ به وتطويره إضافة إلى شكل الدولة الليبية الجديدة وما يتماشى مع المجتمع الليبى مع رفض أى برامج حزبيه تطفو فوق السطح السياسى فى المرحلة الإنتقالية … ولقد كانت كلمة السيد المستشار مصطفى عبدالجليل فى مؤتمر مؤسسات المجتمع المدنى والذى إنعقد فى مدينة البيضاء برعاية جمعية عمر المختار وإشرافها فى قاعة البرلمان لهو رسالة للشعب الليبى واضحة حيث تحدث رئيس المؤتمر الوطنى وقال بالحرف الواحد ( لقد دُعيت من أكثر من حزب بالمنطقة لزيارته والتحدث معه ولكننى رفضت ولم أقبل أى دعوة سوى دعوة جمعية عمر المختار لأننى أعلم مدى وطنيتها ومرجعيتها النضالية والتاريخية والسياسة .. فهل أوضح من ذلك دليل ؟؟ مع أن الكلمة كانت موجهة للداخل والخارج … ولكن الأيدى الحزبيه المشبوهة والآثمة إستطاعت عن طريق مجرميها وأحبارها وأتباعها وذيولها  من الوصول إلى بنود الإعلان الدستورى لكى تتغلغل تلك الأحزاب الممولة من الخارج من خلال الإعلان الدستورى وتخرج برؤوسها من جحورها التى ظلت بها لعقود وهى رؤوس لا مثيل لها إلا رؤوس الأفاعى السامة فما بالك لو وصلت هذه الرؤوس إلى مصدر إصدارالقرار .

وما أن إنتهى ذلك اللقاء التاريخى فى 19/5/2011م بقاعة البرلمان بمدينة البيضاء حتى بدأت رؤوس الأفاعى فى العمل الخفى وإفراز سمومها من خلال أتباعها وباشروا فى إعاقة وشد  جمعية الآباء والآجداد للخلف فتارة يعرقلون مسيرتها عن طريق ما يُسمى اللجنة الإستشارية بمدينة درنه وتارة يغيرون قرار حصولها على مقر إقامة الملك إدريس السنوسى فى مدينة درنه ويحولون ذلك إلى مكتبة بقرار من المجلس المحلى الذى يهيمن عليه مجموعة من الإخونجية المشبوهين حيث يُذكرنى هذا التآمر على الجمعية بالذى تم تسميته (حزب السطاش) وهم مجموعة من الخونة والعملاء  تآمرت على عمل الحمعية فى سنة 1950م ، ونسوا أن التاريخ يُسجل كل كبيرة وصغيرة وسوف يُواجهون بما فعلوا يوم تتجلى الغمة ويرجع كل واحد إلى حجمه الطبيعى يوم لا يصح إلا الصحيح ، وبالرغم من ذلك لم تتوقف جمعية عمر المختار وكان لها لقاءات أخرى وأخرى حتى باشرت أعمالها من خلال مقرها الرئيسى فى مدينة بنغازى الأم التى إنطلقت منها هذه الجمعية العريقة فى 1942م برئاسة المرحوم أسعد عرابى بن عمران ورفاقه رحمهم الله جميعاً .

الحمد الله تعالى … أن ما طرحناه وأشرنا إليه وتوقعناه فى بداية إنتفاضة فبراير  2011م ها هو اليوم يحدث على الساحة السياسية الليبية وها هى أشباه الأحزاب التى خرجت من رحم العمالة والخيانة لمجرد أنهم سمعوا أن الوطن وخصوصاً منطقة برقه قد تحررت فأسرعوا يحملون أحزابهم على ظهورهم كالحمار يحمل أسفاراً  من أجل المال والكراسى والمناصب وها هم اليوم يتطاحون ولا زالوا بعد أكثر من عام كامل لم يحققوا فيه إنجازاً واحداً سوى (الكروش التى تدلت على أركابهم) وأرصدة مالية تجاوزت مئات الآلاف وسفريات ومهمات إلى دول لم يحلموا يوماً أن يروها حتى فى الأحلام وصفقات ونسب مئوية وقرارات لإيفاد أبنائهم الفاشلين للدراسة بالخارج .. هاذا ما ناله المواطن الليبى المخدوع والمضحوك عليه من تلك الدكاكين التى تعرض البضاعة الفاسدة والمنتهية الصلاحية ، أفلم يحن الموعد لرمى هذه البضاعة فى صناديق القمامة ويا حبذا لو تُحرق وتصبح رماداً ، فأتباعها بدأوا يشدون الرحيل إلى الخارج بعد أن إمتلئت حساباتهم بالمال الحرام  فأختاروا  الهروب  من حساب الشعب لهم قريباً..

ما جعلنى أكتب هذه المقالة هى ندوة كنت قد تابعتها  على قناة مصراته حول الأحزاب الليبية وقد حضر منهم البعض وتغيب البعض الآخر وكم تأسفت لعدم وجود المصداقية والشفافية والتى إنعدمت عندهم جميعاً حيث سأل المُذيع عن مصدر تمويلهم (فكذبوا جميعاً) وهو الشئ الذى إتفقوا فيه بينما قال أحدهم تمويلنا من رؤوس الأموال الليبية وهى حلال .؟؟!!! أقول له يا عجبى !! هل هناك رؤوس أموال ليبية حلال ؟؟ فإذا كانت رؤوس أموال ما قبل إنتفاضة فبراير فهى ورب الكعبة حرام فى حرام .. أما إذا كانت رؤوس أموال ما بعد إنتفاضة  فبراير فهى ألعن وألعن !! ولذلك أقول لك يا أحد رؤوس هذه  الأحزاب إن رؤوس الأموال التى  موّلتك ولعمرى أنها أموال حرام بإمتياز فهل يمكنك أن تقول لى أين الميزانيات ؟؟ لسنوات  2011م 2012م 2013م التى تعدت 130 مليار دينار بالله عليكم لا تخدعوا الشعب الطيب مرتين وأغربوا عن وجوهنا قبل أن يخرج عليكم الطيبون فى هذا الوطن يحملون أسلحة الإيمان  التى أقوى منكم ومن أسيادكم الذين جاءوا بكم لتُطردوا إلى غير رجعة فأحفظوا ماء وجوهكم أفضل لكم ومن طردتكم بكل مهانة ولكم فى الدول العربية المجاورة  عبرة لمن يعتبر .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق