الخميس، 20 نوفمبر 2014

ليبيا لن تكون إلا واحدة مهما حاول البعض من الجهلة والمغرضين تقسيمها أوتجزئتها




ليبيا لن تكون إلا واحدة
 مهما حاول البعض من الجهلة والمُغرضين 
تقسيمها أوتجزأتها 



بقلم / فتح الله سرقيوه 


 بسم الله الرحمن الرحيم .

(لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) صدق الله العظيم .




أيها السادة الكرام .. إننى لأعجب ممن يفصلون ويفرّقون بين أبناء الوطن الواحد بقولهم (هذا غرباوى وهذا شرقاوى وهذا جنوبى ) ولو أن جنوبى لا تُذكر كثيراُ فى خضم هذه الهجمة الجهوية والقبلية والعنصرية التى رفع شعارها خونة وعملاء ومندسين من دول الغرب المتآمرة على وطننا  ومجموعة من ربوا فى أحضانهم حتى يصلوا إلى أهدافهم فى التفرقة بين القبائل والعائلات الليبية .. غير أننى أود أن أوضح هذا الأمر بكل تواضع ونية حسنة لعل البعض ممن يتقون الله أن يرجعوا إلى رشدهم وألا يزعلوا من الحقيقة التاريخية التى سأتحدث عنها بعد أن تجولت كثيراً فى كتب التاريخ .

أقول ... أن أول من وطأ أرض ما يُسمى ليبيا ونزل على أهلها (سكانها الأصليين البربر ــ ألأمازيغ ) فى الشرق والغرب ، والتبو والطوارق فى الجنوب هم قبائل المرابطين منذ 1400 سنة قبائل الفتح الإسلامى ومنهم من أدرك سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام (صحابة رسول إلله فى درنه) يحملون كلمة لا إله إلا ألله محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم وينشرون الدعوة الإسلامية بالحق والكلمة الطيبة بين السكان الأصليين كما فى مصر وكما فى ليبيا وأُطلق عليهم يومها (مرابطوا الثغور الإسلامية) الذين وصلوا حتى جنوب ليبيا فزان وإتجهوا إلى أفريقيا وأدغالها لنشر الدين الإسلامى .

وإستمرت الأمورعلى ذلك مرة يقومون بإرجاع من يرتد عن الدين الإسلامى بالنصيحة ومرة بالسيف ولكن غالباً ما تكون الأموربالمجادلة والإقناع حفاظاً على القيم الإسلامية الثابتة والرسالة المحمدية على يد عمر بن العاص فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب ، حتى سيّطر ما يُسمى (الفاطميون) على شمال أفريقيا ونشروا فيها المذهب الشيعى الذى أضاق به المسلمون والسكان الأصليون ذرعاً وهو ما دعى حكام تلك الفترة من إبعاد أولى الأمر من الفاطميين ومن يتبعهم وطردهم على يد الصنهاجيين.

 ومن هنا كان ما يُسمى (تجريدة الفاطميين) فى سنة 1051م التى دعتهم للإستنجاد بقبائل عربية من نجد والحجاز لكى يضربوا عصفورين بحجر واحد أولها ،القضاء على حكم (الصنهاجيين ــ البربر فى شمال أفريقيا بالرغم من أنهم مسلمون) ولكنهم يطالبون بالمذهب السنى ، والثانية التخلص من تلك القبائل وهى بنى سليم وبنى هلال لكثرة مشاكلهم فى العهد الفاطمى وخطورتهم على الدولة الفاطميه فى مصر آن ذاك ، وفعلاً كان لهم ذلك حيث تم تجريد حملة تُقدر بأكثر من (400) ألف فارس لكى يجتازوا وادى النيل إلى  شمال أفريقيا ليصلوا حتى تونس الخضراء ، وللأسف هذه القبائل لم تتقى فى إلله لا إنسان ولا حيوان ولا نبات ولا مبنى قائم ، فهم قبائل صحراوية تعودت على القتال ولم تعرف للحضارة  ولا التنمية والمعمار  طريقاً .

المهم تقول الكُتب التاريخية أن قبائل (بنى هلال) كانت أكثر حضارة من بنى سليم حيث إستطوطنوا غرب ليبيا وتونس وتجانسوا مع القبائل الأمازيغية (الصنهاجيين) وتصاهروا معهم وكونوا مزيجاً من البربر والعرب فى نسيج إجتماعى جديد وإمتزجت لغتهم العربية مع اللجهة المحلية لتكّون لهجة جديدة لا زالوا يتحدثون بها إلى يومنا هذا ،، علماً بأن قبائل بنى هلال هم (أخوال بنى سليم) حيث يفتخرون بذلك بقولهم أنهم السعادى نسبة إلى سعدة الهلالية لأن نسل بنى هلال كان له قيمة عالية بين العرب.

أما قبائل بنى سليم وهى القبائل المقاتلة لم تستطيع التجانس مع القبائل والسكان المحليين فقد كانت الحروب الطاحنة لسنوات حتى إستقرت الأمور وقامت قبائل بنى سليم بتوزيع أرض برقه بينهم بعد طرد سكانها الأصليين من البربر ولم يبقى سوى القليل منها ، إضافة إلى أنهم إعتبروا من وجدوه من السكان العرب الناطقين بالعربية والذين  تواجدوا قبلهم بما يقرب من (400) سنة سكان من الدرجة الثانية وللأسف لا زالت هذه النعرة والعقلية القبلية هناك من يرددها إلى يومنا هذا .

ما أود قوله كيف بالله عليكم أن نقول هذا (شرقاوى وهذا غرباوى) فى وطن تواجدنا فيه مع بعضنا ونسينا أن بنى هلال (القبائل التى تقطن الغرب) هم أخوال (بنى سليم التى تقطن الشرق) إلى جانب أنهم ينحدرون من أصل واحد ناهيك عن باقى القبائل المرابطة (مرابطو الثغور) وفضلهم فى نشر الدين الإسلامى وتعليم السكان الأصليين القرآن الكريم.

 وأختم بالحديث الشريف قول سيد الخلق (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَىوأدعوا كل من يحاول ممن أخذتهم العزة بالإثم التطاول على أحد من القبائل والعائلات والأفراد فى وطننا فربما يكون المُتطاول عليه أفضل عند ألله وعند الناس ممن يتطاول على غيره ، ولنا فى التاريخ عبرة .

 من يريد أن يضيف أو يُصحح فأهلاً بتعليقه على الرحب والسعة إذا كان فى التعليق فائدة للجميع دون تحسس من الحقائق التاريخية ، ولن اقبل أى تعليق يدعوا للجهوية والقبلية ولن أسمح بنشره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق