الأحد، 9 نوفمبر 2014

عمائم فوق رؤوس فهايم



عمائم فوق رؤوس فهايم



 
فتح الله 1 

المهندس / فتح الله سرقيوه

 

نحن فى أمس الحاجة إلى عواقل ومن يملكون رجاحة العقل

 ليعبروا بنا إلى بر الأمان ولسنا فى حاجة إلى شهادات عليا  

تخطط للوصول إلى الكراسى عبر أجندات مشبوهة  للعبور 

بما ينهبونه من وطننا  إلى ما وراء البحار هم وعائلاتهم . 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

المتتبع لتاريخ مجتمعنا الليبى يجد فى عاداته وتقاليده وحياته اليومية أمثالاً شعبيه وحكم وتجارب إكتسبها من معاناته على مر السنين وما تعرّض له من هيمنة وإستبداد منذ أن إستعمر هذا الوطن فرسان القديس يوحنا حيث إستنجد الليبيون بالعثمانيين الذين كانوا يرفعون شعار الإسلام والدفاع عنه ، وعلى عجل رحبوا بتلك النجدة وجهزوا أنفسهم وشدوا الرحال إلى الشواطئ الليبيه من تاجوراء وحتى طرابلس وما هى إلا سنوات حتى هيمّنوا على الأرض الليبية وأهلها شرقها وغربها وشمالها وجنوبها وإستقروا فى ليبيا بخيرهم وشرهم لمدة ما يقرب من 400 سنه .

عانت فيها العشائر والقبائل الليبية مدنها وقراها ونواجعها من الظلم ونهب الأرزاق وإثقال كاهل الناس بالضرائب (الميرى) وإستباحت الحرمات ، فحللوا ما حرم الله ونشروا الفتن بين القبائل بحجة هذه القبيلة مواليه وهذه مُعاديه وجعلوا من الليبيين أعداءً يتقاتلون ، ، هذه المعاناة أثّرت فى حياة الشعب الليبى تأثيراً جوهرياً فى نمط حياته ، فلم يشعر شعبنا بالراحة والتخلص من الهيمنة والإستبداد وسفك الدماء إلا بعد أن نال حريته بعد أن خاض حرب لا هوادة فيها ولمدة ما يقرب من 20 سنه ضد الإستعمار الإيطالى ، وفُقد فى هذه الحرب من فُقد وتعرّض شعبنا للجوع والمرض والتهجير والبؤس والشقاء حتى منّ الله عليه بالإستقلال فى 24 ديسمبر 1951 فعمت الفرحة وإستبّشر الجميع وباشر أبناء ليبيا الأحرار فى بناء الدولة الليبية فى حكومة وحدة فى ظل الدستور الليبى الذى يضمن الديمقراطية والعدالة والمساواة بمرجعية صناديق الإقتراع لإختيار الأفضل دونما جهوية ولا قبلية ولا مناطقية ولا مكانية . وما هى إلا سنوات معدودة من العمل والتجهيز لمستقبل الأجيال القادمة حتى كان إنقلاب 1969 م الذى إستمر 42 سنه من الظلم للبعض من أبناء الشعب الليبى والإستخفاف بكرامة الليبيين .

إننى أعتبر معكم هذه الأسطر عبارة عن  مقدمة لما أردت الوصول إليه وآخذكم معى فى رحاب ذلك التاريخ الذى برز فيه مشائخ وحكماء ووجاهات إجتماعيه إستطاعت مسك زمام الأمور قدر المستطاع ، لأن الفتنه فى تلك الفترة يمكن أن تُثار وما أسهل نشرها فى إطار الإحتقان المتأزم والضغوطات النفسيه ، ولكن بقدرة أولئك الرجال وحفاظهم على الوطن وأهله تم تفويت الفُرص على الإنتهازيين من النيل من هذا الشعب الصابر …. 

وقبل ذلك لا يفوتنى إلا أن  أترحم على شهائنا الأبرار الذين ناضلوا من أجل إستقلال ليبيا منذ 1911م وضحوا بحياتهم رخصية فداءً للوطن فقد تصدوا لإيطاليا فى جميع أرجاء الوطن وإستمر النضال من أجل تحرير ليبيا لسنوات ولهذا عندما تحررت ليبيا فى 1951م وأُعتمد دستورها وشكلها السياسى لم ينسى الملك محمد إدريس السنوسى أبناء ليبيا الأوفياء وما قدمه الآباء والأجداد ولم يتنكر لهم أحد بالرغم من أن الملك رحمه الله تعالى قضى معظم حياته فى مصر ولكن الوفاء من شيم الأوفياء ، فكان مجلس النواب والشيوخ وبعض الوزراء من أولئك الرجال الأبطال الذين حملوا السلاح دفاعاً عن ليبيا وإعتبر الملك أن هذا الأمر أقل ما يمكن فى حق هؤلاء الرجال إنه حق وليس مكافأة .

 اليوم نجد ثوارنا وخصوصاً الذين يحملون المؤهلات العليا والشهادات المتميزه والذين هبوا من الداخل والخارج للدفاع عن وطنهم خارج دائرة السلطة المؤقته ولا يستعان بهم ،  بينما من يتم تكليفهم لم يُشاهد منهم أحد على الجبهات القتالية ومنهم من لم يكن له أى دور يُذكر سواءً فى معارضة النظام  فى السابق أو بعد إنتفاضة  17 فبراير 2011م ، وكأن هناك وصاية على هذه الإنتفاضة التى لم يكن الفضل فيها لأحد سواء من خرجوا يوم 17 فبراير  .

وإلى اللقاء فى الجزء الثانى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق