السبت، 17 مايو 2014

سؤال كبير يبحث عن إجابة !..

سؤال كبير يبحث عن إجابة !..


(1)


                                                         فتح الله ساسى

بقلم الكاتب / فتح الله ساسى

              

 أمام مايحدث الآن في وطننا من فوضى عارمة وفساد مسّ كل مفاصل ماتبقى من الدولة ، وإنفلات أمني تجاوز كل حد ، وقتل للأبرياء والتمثيل بجثثهم " ذبحا وحرقا بالنار " ! .. وترك حدود الوطن مُخترقة وسيادته مُنتهكلة ، وإنتشار مكثف مخيف وغير معهود للجماعات التكفيرية المتشددّة التي تفرض فكرها بحدّة السيف وزخّات الرصاص : أين الثوار ؟! هذا هو السؤال الكبير الذى يبحث عن إجابة ؟أين الثوار الذين تجاوز عددهم مئات الآلاف الذين يتقاضون معاشاتهم ومكافآتهم من خزانة الشعب ؟! ..

أين كتائب الدروع التي اقتحمت بني وليد ؟! أين اللجنة الأمنية العليا التي يُعد أعضاؤها بالآلاف إزاء مايحدث في مدننا التي لم تعد آمنة ؟! أم أن هؤلاء جميعا أبحروا في الإتجاه المعاكس لوجهة الشعب الليبي ؟! أم أن لهؤلاء مهمة أخرى لا نعرفها ؟! .. لم نرى في الشارع المرعوب وساحات القتال إلآّ عناصر " قوة الصاعقة " الأبطال الذين يُقاتِلون ويقُتَلون بوحشيّة ويُمثّل بجثثهم وهم يُدافعون عن الوطن والمواطن !! اليسوا هؤلاء من يستحقون مكافآت ومزايا ورواتب تشبع حاجاتهم وتُميّزهم عن غيرهم ؟ ! أم أن من يملكون القرار لايرُيدون ذلك ؟! ..

لابدّ وأن يكون للثائر مبدأ يُناضل من أجله وهدفا ساميا يسعى لتحقيقه وقيمة أخلاقية نبيلة تضبطه .. أم أننا نتحدث عن شيء نتمناه ولكنه غير موجود ؟! هل كل من ارتدى بدلة " صاعقة " وحذاء عارضات وأطلق لحيته ولطّخ سيارته بالوحل هو من الثوار ؟! ..

 (2)

لازلت أقول إنني افكر في وطني الذى لم يعد وطن !..

 ليبيا ليست حرّة ! أقولها بمرارة .. ولن تكون حرّة في وجود الميلشيات المسلحة مهما كانت مسمياتها التي تعرقل قيام الدولة وبناء الجيش وفي وجود الجماعات التكفيرية المتشددة التي أبتلينا بها والتي تقتل وتسفك دماء الليبيين !! وطالما أنه لا توجد حكومة يمكن التعويل عليها في التصدى لهذه الميليشيات والجماعات التكفيرية الخارجة عن الدين والقانون .. ولايوجد ثوارحقيقيون في مواقع الفعل حيث يقتل الأبرياء وتقطع رقابهم وتحرق جثثهم بالنار على مرآي ومسمع منهم ..

 إذن : ما هو الحل الذى يُخرجنا من هذا المأزق اللعين الذى وضعنا فيه ؟!..

 إن وطننا يمر بمنعطف خطير ويعيش فيه الليبيون أزمة خانقة بكل معنى الكلمة ، بلغت حدّاً أصبح السكوت عليها أو تجاهلها أو محاولة التخفيف من حدتّها بالكلمات الناعمة والمُطَمْئِنة نوعا من الخيانة لهذا الوطن !!.. إن الذين يلتحفون برداء الدين ويعرقلون قيام الدولة وبناء جيشها وأمنها ويغتالون رجالاتها ويبثون الرعب والهلع في النفوس .. يزدادون قبحاً وخبثاً وإثماً يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة وسيلعنهم التاريخ ويلعنهم اللاّعنون !!..

 (3)


على ضوء الاتهامات المغرضة التي توُجّه للواء " خليفه حفتر" ورفاقه الشرفاء والتشكيك في ما قاموا به في " جمعة الكرامة " دفاعا عن أهل بنغازى وتجريّمه ! .. ولكن ؛

لو افترضنا جدلاً أن أهل بنغازى الذين تُسفك دماء أبناؤهم أمام أعينهم قتلا بالرصاص وقطعا للأعناق ! وأمام ضعف الحكومة وفشلها وتواطؤ المؤتمر العام ورغبة الإثنان في عدم بناء الجيش الوطني .. وأمام إستمرار مسلسل القتل وسفك الدماء .. قسّم أهل بنغازى أنفسهم إلى جماعات مسلحة وشرَعت في دكّ معاقل وأوكار الجماعات التكفيرية المتشدّدة المارقة والخارجة عن القانون دفاعا عن النفس ..

هل سيقوم المؤتمر العام والحكومة ومن يدور في فلكهما من المحللين السياسيين والإعلاميين وفرسان الفضائيات : بإتهام أهل بنغازى - أيضا - بالخروج " عن الشرعية " ؟! يبدو أن الشرعية في نظر هؤلاء أن تكون خاضعا خانعا لسلطة المؤتمر العام وسلطة الإخوان والجماعات المتشددة حتى وإن قُتِلْتَ بدمٍ بارد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق