الأحد، 4 مايو 2014

مصر: انتشار العنف والتوقيف وتهم الارهاب ضد الملتحين. . وشيوخ يفتون بجواز حلقها

مصر: انتشار العنف

 والتوقيف وتهم الارهاب ضد الملتحين.

. وشيوخ يفتون بجواز حلقها

 
 
القاهره  القدس  العربي:
 
 ادت عوامل الإحتقان السياسي والتوتر الامني في ظل اجواء من الشحن الاعلامي ضد الاسلاميين بشكل عام الى انتشار ظاهرة العنف اللفظي والمادي ضد الملتحين بشكل خاص في الشارع المصري.

وأصبح السؤال الرئيسي الذي يواجهه الملتحي حاليا: هل أنت إخواني؟ أم مجرد (سني) مقتد بالشريعة؟ ام ‘سايبها عياقة وروشنة’ اي تاركها كنوع من الشياكة والتقليد للغرب؟

واصدر بعض الشيوخ فتاوى بحلق اللحية ‘إذا كانت مصدر ضرر لصاحبها في هذه الظروف استنادا الى القاعدة  الشرعية لا ضرر ولا ضرار’، بعد ان تعرض بعض الملتحين لاعتداءات في الشارع الى جانب التوقيف والاحتجاز فى أقسام الشرطة فقط بسبب مظهرهم، بينما هم غالبا لا ينتمون لأي جماعة أو حزب سياسي.

ومع تداعيات الوضع الامني، واعمال التفجير والإرهاب التي باتت متكررة في جميع محافظات الجمهورية، انتشرت اتهامات الارهاب ضد الملتحين، ولم يقتصر هذا السلوك على فئة عمرية معينة بل أصبح حتى الأطفال في الشارع ينادون بعض الملتحين بـ’الإرهابي أهو الإرهابي أهو’.

وهذه إحدى قصص الشارع التي كانت القدس العربى ’ بالمصادفة شاهدا عليها في إحدى إشارات المرور المزدحمة، حيث كان شيخ مسن ذو لحية يستقل سيارته منتظرا الضوء الاخضر مثل باقي السائقين، وإذا بسائق إحدى سيارات الميكروباص (حافلات صغيرة للنقل العام) ينادي عليه وهو يسبه بأبشع الشتائم بأسوء العبارات منها ‘يالا يا راجل يا إرهابي يا كافر إمشي من هنا ولو ما مشتش هنزل أموتك يا كافر يا بتاع الإخوان’.

وما ان رد عليه الشيخ بالقول ‘حسبي الله ونعم الوكيل’ حتى نزل السائق ووجه اليه لطمة فجرت دموع بعض من شاهد الموقف، حتى نزل بعض ركاب الميكروباص، وقاموا بسحب السائق لسيارته وهم يقولون له ‘حرام عليك ده قد أبوك هو كان عملك إيه يا مفتري’.

ومن القصص التي تلقى رواجا على مواقع التواصل الاجتماعي ان شابا ملتحيا من إحدى القرى التابعة لمركز دهشور التابع لمحافظة الجيزة، والمتخرج من جامعة الأزهر ويعمل إمام مسجد بالقرية توجه الى مشرحة زينهم في القاهرة لاستلام جثة اخيه الذي لقي مصرعه اثر حادث سير، لكنه فوجئ بمجموعة من الاشخاص ينهالون بالضرب عليه دون سبب، وهم يسبونه ويتهمونه بالارهاب، حتى سال دمه وهو يبكي ويقول ‘حرام عليكم أنا جاي أخد جثة أخويا والله العظيم أنا مش إخوان’، واتضح لاحقا انهم أهالي إحد ضحايا الهجمات الارهابية الذي تصادف أيضا وجود جثته بنفس المشرحة.

ولم تنج اللحية من سخرية االمصريين المشهورة، إذا انه اذا أهمل شاب لفترة من الوقت تهذيب لحيته يضحك عليه رفاقه ويداعبونه بألفاظ العصر الجاهلي مثل ‘خسئت أيها الفتى وأغرب عن وجهي’ أو’ثكلتك امك يا إبن أبي جهل’.

وتساءل احد الشباب الملتحين الذين تضرروا من هذه الظاهرة: أين المسؤولون عن أمن كل مواطن يمشي على أرض هذا الوطن؟ وإلى متى هذا الإنقسام وهذا الصراع الدامي بين المواطنين هل سنسير لسيل أكبر من الدماء؟ أم هل سنجد من يحسن هذه الحالة المزرية من الأخلاقيات التي أصبحت مثل الطاعون؟
اسئلة ملحة تحتاج الى اجابة. فهل من مجيب؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق