السبت، 28 سبتمبر 2013

المجاهد / عبد النبي بالخير عبدالنبى




المجاهد / عبد النبي بالخير عبدالنبى 

 

 

عبد النبى 1

 عبدالنبي بالخير عبد النبي بلخير من مواليد (1880) (9)، ويعد أحد كبار زعماء الحركة الوطنية في الجهاد ضد الغزو الإيطالي لليبيا كما كانت له العديد من المواقف الوطنية النضالية المشرفة، فقد كان أحد أبرزأعضاء مجلس الجمهورية الطرابلسية التي تأسست عام 1918، ورغم ما كتب عنه من اتخاده لمواقف لم تكن على وفاق مع مواقف بعض زعماء الجهاد والحركة الوطنية الأخرىن، إلا أن دوره في الجهاد الليبي لاينكر، وزعامته ودهائه السياسي يحسب لهما العدو والصديق ألف حساب.

هجرته حينما ضيق الغزاة الإيطاليون الخناق على المجاهدين الليبين وحاصروهم في العديد من المدن والمناطق وطاردوهم من مكان إلى أخر إلى أن أشرفت حركة المقاومة الليبية في طرابلس على الانتهاء في أواخر العشرينيات من القرن الماضى وتم احتلالهم (لفزان) بجنوب ليبيا في أخر شهر من عام 1929 والتي كانت أخر معقل للمجاهدين، لم يجد زعماء المقاومة بدا من الانسحاب بدويهم ورفاقهم والهجرة إلى بعض الدول المجاورة لليبيا مثل تونس، ومصر التي هاجر إليها كبار الزعماء مثل ” أحمد بك السويحلى والتهامى بك قليصة والشيخ المبروك المنتصر والشيخ عبد الصمد النعاس وأحمد المريض والشيخ سوف (المحمودي).. وغيرهم ” (12). ومما يروى عن سبب فقده لأحدى عينيه، أنه كان معه قلة من رفاقه أثناء هروبه في الصحراء من فلول الطغاة الغزاة وبعيد فقده لزعيمه إلا أن رفاقه أخدوا في الهروب منه واحدا تلو الأخر ظانين بعدم صواب رأيه في الطريق الصحيح إلى تونس، وكانوا يتسللون ليلا هاربين.

وفى إحدى الليالي استيقظ يريد تفقد معسكره لكنه فوجئ بأن الجميع قد هرب باستثناء أهله والقليل جدا من رفاقه. وكانت هذه الحادثة صدمة قاسية عليه تأثر بها وانفعل لدرجة أنه ضرب بيده على إحدى عينيه ففقأت وخسرها للأبد. وفي محاضرة بعنوان ” مأساة قافلة عبد النبي بلخير ” ألقاها عام 1990 الباحث الأستاذ علي الحسنين بمركز جهاد الليببين (16) ما قوله على لسان الباحث الإيطالي (أنجيلو بيشى) : ” وفى مطلع سنة 1930حينما كان (قراتسيانى – قائد الحملة العسكرية في ليبيا) في أوباري، نمى إليه أن المحلات المذكورة قد أوشكت على اجتياز الحدود الليبية الجزائرية مع العلم بأنها كانت تضم أيضا محلة عبد النبى بالخير التى كانت تشتمل على مأتي مسلح من مجاهدى (ورفلة) والتى بلغت موقعا إلى الشمال قليلا من (غات).

” ولما تأكد لدى القائد الإيطالى أن المجاهدين لم يعودوا قادرين على المقاومة وأن كل همهم كان منصبا على الوصول إلى الحدود الدولية (الجزائرية) سالمين، حاول عبثا ملاحقتهم خصوصا بعد أن إلتقطت المحطات اللاسلكية التابعة لوحداته عن مراكزالحدود الفرنسية إشارات مفادها أن الطرابلسيين الفارين قد أخدوا يعبرون الحدود، مفوتين عليه بذلك فرصة الالتحام بهم ومقاتلتهم. ” فكمحاولة أخيرة للنيل منهم أصدر (غراتسيانى) أوامره بأن تقوم الطائرات التى كانت تحت تصرفه بإدراك أولئك الذين لم يبلغوا بعد الحدود ويقصفهم دون هوادة. وطوال يومي 13 و 14 من فبراير 1930 تناوبت تلك الطائرات – بطلعات متواصلة – على ضرب خط الحدود بوابل من القنابل وطلقات المدافع الرشاشة. ومن المحتمل أن يكون عبد النبى بالخير قد تمكن – حوالى يوم 12 من الشهر ذاته (فبراير) – من اجتياز الحدود الجزائرية ومن حط رحاله في واحة (جاانيت) حيث سلم للسلطات العسكرية الفرنسية المرابطة بقلعة ” فورشاليه ” (17).

ويواصل الأستاذ الحسنين ذكره لرواية مكملة يرويها العقيد الفرنسي (فايس) في كتابه “سر الجنوب” الذي أسرد فيه فصلا خاصا لهذا الموضوع تحت عنوان “أسرى قاسي الطويل” ويذكر فيه بأن صورا شمسية قد ألتقطت بعيد الحادث الذي أودى بحياة عبد النبي ورفاقه إلا أن هذه الصور بقيت غير منشورة وبقيت هذه المأساة سرا غامضا. كما يفصل بعض هذه الأحداث بقوله أن” جمعا من اللاجئين الطرابلسيين المنتمين إلى قبائل ورفلة جاؤوا في سنة 1931 إلى الواحة الصغيرة التي يشرف عليها حصن (فورفلاتير) واستقر بهم المقام هناك. إنهم كانوا عاقدي النية على العيش بتلك الواحة في ظل إحدى حامياتنا بالصحراء الشرقية. “

لقد بلغ الصيف أشده وأن البئر الارتوازية التى كانت تروي نخيل الواحة المذكورة ظلت تسكب – دونما انقطاع – معينها الحي الفوار. غير أن مراعي ” العرق ” قد يبست وزالت مما حمل عبد النبي بالخير قائد اللاجئين المذكورين – ذات يوم – على أن يمتطى صهوة فرسه ويتوجه إلى الحصن المشار إليه آنفا حيث قابل آمر الحامية وأعرب له عن مخاوفه قائلا : الله أكبر ! حفظك وحفظ جنودك، أبناء فرنسا المضيافة ! ولكن ماالعمل ؟ وأين المفر ؟ في غضون أيام قلائل ستنفق جمالنا لانعدام الكلأ بالمراعي، وفى نجعى أضحى يعانى الناس والأطفال ويلات البؤس والشقاوة. “فأجابه الآمر بأن ما قاله هو الحق وعليه بالعودة صوب الشمال إلى (ورقلة) حيث المراعى والعيش. ولكن المسافة بعيدة حوالى 500 كيلو متر والمنطقة شديدة الوعورة والكثبان الرملية المتحركة وخصوصا في (وادى الطويل) وفى درجة حرارة تقرب من الخمسين وأنه لن يتمكن من الوصول اليها بدون دليل ولكن إن إنتظر خمسة أيام سيمر اثنان من خبراء الصحراء من الشعامبة يمكنهما مساعدته للوصول إلى ورقلة وسيعطيه بعض الشعير. ويستمر الآمر في سرده للواقعة بقوله :

” إن عبد النبي بالخير الذي ما كان إنسانا يخلو من مشاعر الكبرياء، لم يكترث بنصائح آمر الحامية في (فورفلاتير) فقام في الليلة التالية بشد الرحال مع ركبه المشتمل على واحد وخمسين شخصا وسارت قافلتهم نحو المصير المحتوم. ومرت ب (حاسي تانسروفت) للتزود بالماء فملأت قرابها ثم واصلت توغلها في العرق حتى تعذر عليها السير في وضح النهار، فاضطرت إلى مواصلة رحلتها فيما بعد غروب الشمس. إلا أن هؤلاء السراة الذين كانت تنقصهم الخبرة وما كان برفقتهم دليل وما كان عليهم إلا المضي قدما صوب الشمال مهتدين بالنجمة القطبية على أن متاهة رمال العرق وقفاره الموحشة كانت تجبرهم بلا انقطاع على السير وفق خط غير مستقيم. ” وبعد أن استمرت هذه القافلة المنحوسة في تذبذبها ست ليالى حطت رحالها في موقع إعتقده قائدها غير بعيد عن بئر (حاسي الطوارق) فانتشر الرجال للبحث عن مورد الرواء في النواحى المجاورة ولم يهتدوا إلى الهدف المنشود ولم يعثروا عليه عدا زمرة مؤلفة من زنجيين وصبي فكتبت لهم النجاة أما الأخرون فقد لقوا حتفهم مع استنزافهم لأخر قطرة ماء. ” وفى (فورفلاتير) – حال وصول الدليلين الذين كان قد إقترح آمر الحامية خدماتهما على عبد النبي بالخير – أخبرا بأمر القافلة وبأن أصحابها كانوا يعدمون الخبرة بالطريق. فأخدا يقتفيان آثارها على مسافة بضعة أيام بشيء من الانشغال.

وسرعان ما أفضى بحثهما إلى اكتشاف أثار الكارثة التي حلت بإخوان لهم يشاطرونهم مشاعر القلق والاضطراب إذ وجدوا جثثهم وجيف مواشيهم وحطام أمتعتهم متناثرة هنا وهناك على الرمال بالقرب من حاسى الطوارق… ” (18). ويستمر (فايس) في وصف حالة القافلة وأشلاء الموتى والكارثة المحزنة التى حلت بها، إلا أننا نكتفى بهذا القدر حيث وضحت لنا الحادثة تقريبا. ولعلنا نلاحظ وجود بعض الاختلافات بين الروايات الثلاث الخاصة بضياع القافلة وهلاك قائدها في صحراء الجزائر وكذلك في تواريحها، فالأولى التى ذكرها الأستاذ الحسنين عن رواية العقيد الفرنسى (فايس) في كتابه، والثانية رواية الشيخ المسلاتى عن لسان مجاهدنا نفسه والثالثة الرواية التى ذكرها المرزوقى في كتابه ” عبد النبي بلخير داهية السياسة والحهاد “.

إلا أن المحصلة النهائية هي ضياع وهلاك عبد النبي سواء أكان مع بعض رفاقه الذين يقدروا بخمسين شخصا كما ذكر العقيد الفرنسي، أم كان بمفرده وخادمه كما ذكر الشيخ المسلاتى، أم لوحده كما ذكر المرزوقى. والحقيقة يعلمها الله وحده.

منقول …..

إضافة …..

عبدالنبى بلخير زعيم قبيلة ورفلة بليبيا فترة الغزو الإيطالي لليبيا. وقد شارك في معارك ضد الغزو الايطالى. كان عضوا في الجمهورية الطرابلسية. نشب خلاف بينه وبين رمضان السويحلي – زعيم قبائل مصراته – مما أدى بالأخير إلى مهاجمة قبيلة ورفلة وقصفها بالمدافع، ولكن تمت هزيمة هذا الجيش. وبعدها قام رجل له ثأر عند السويحلي الذي قتل أخاه بقتل السويحلي.

وبعد احتلال الطليان بنى وليد هاجر عبدالنبى بلخير متجها إلى الجزائر وانقطعت أخباره وقيل انه مات عطشا في الصحراء وتحديداً في مكان من الصحراء الجزائرية يسمى وادي تيهاوت.. قصصه كثيرة مع المجاهد رمضان السويحلي. حيث أنهما جاهدا معاً. كان عبد النبي قد أنقذ رمضان من الموت وأخفاه في بيته مدة طويلة عن عيون الحكومة العثمانية بعد قتله لأبي القاسم المنتصر. و هناك قصص عن بعض الخلافات و ما إلى ذلك. و قام رمضان في آخر حياته بمهاجمة أبناء بلاده في ورفلة أول أيام عيد الأضحى لإرغامهم على توقيع الصلح مع الطليان (صلح بنيادم) و الذي رفضه عبدالنبي بلخير لإعتقاده أنه مجرد مماطلة من الطليان. و لقي رمضان حتفه هناك بعد هزيمة جيشه الجرار الذي هجم به على ورفلة يوم عرفة.رغم معارضة الكثيرون من أبناء مصراتة المجاهدة البطلة. و لكن مال رمضان للأخذ برأيه و التسلط في هذا القرار. حيث أنه استعان بالطليان و جهز جيشاً جراراً و بالمدفعية و هجم به على ورفلة للقضاء على عبدالنبي بلخير.

و كان قد بدأ بقصف ورفلة بالمدفعية أول أيام عيد النحر. و لكن أبناء ورفلة تمكنوا من هزيمة جيشه الجرار مع إن إمكانياتهم كانت أقل و لكن تكتيكهم و صلابتهم مكنتهم من الانتصار، على عكس جيش رمضان الذي بدأ معظم أفراده بالاستسلام لمجاهدي ورفلة و تسليم أسلحتهم و هذا لعدم إيمانهم بالقضية التي من أجلها يحاربون أبناء بلدهم. و بعد هزيمة جيش رمضان و أسر الكثيرين منه. بدأ أعيان ورفلة بإطلاق سراح كل من يسلم سلاحه و تزويدهم بالماء و الزاد ليتمكنوا من العودة لمدينتهم بسلام. و تم القبض على رمضان السويحلي و أراد البعض قتله إلا أن المجاهد الشيخ الهادي بن يونس استضافه ببيته و لم يرضى أن يتم قتله. و حينما تم طلب رمضان للحضور لعبدالنبي بالخير تتبعه رجل له ثأر عند رمضان و قتله و أخذ رأسه ليعود به لقبيلته و لكن حينما سمع أبناء ورفلة بالأمر أسرعوا وراءه و منعوه من التمثيل بجثة رمضان. مع أن هناك بعض التضارب في رواية قتله.

و كان لهذه الحادثة بعض الأثر في علاقة مصراتة بورفلة و لكن في الحقيقة كان أبناء المدينتين سيبقون إخوان و أحباب و بينهم العديد من صلات الود و النسب. مع أنه يوجد بعض الحاقدين و مريضي الأنفس ممن يحاولون استعمال هذه القضية في خلق العداوات بين أبناء ورفلة و مصراتة. و على رأسهم القذافي الذي لطالما حاول بث الفتن بين أهل المدينتين. و مثال ذلك عام 1993 عندما انتفضت ورفلة على القذافي قأعدم فيها من أعدم و هدمت بيوت و قصفت بالطائرات التي تعمد القذافي إرسالها من مصراتة و كذلك حاصر ورفلة لمدة 3 أشهر بقوات أرسلها من مصراتة. حيث كان بعض أزلام القذافي من ورفلة و مصراتة هم على رأس هذه الجريمة. و مع هذا كان كيدهم في نحورهم و ظل الحب و الود و الوئام بين ورفلة و مصراتة. و أيضاً في أحداث ثورة فبراير 2011 نبح القذافي مراراً لمحاولة زرع الفتن بين ورفلة و مصراتة طالباً من أبناء ورفلة مهاجمة مصراتة و لكنهم لم يلقوا له بالاً. بل أن الكثيرين من ورفلة انضموا لصفوف ثوار مصراتة الأبطال. و من أهم هتافات ثوار ورفلة كانت “ياقذافي جاك الموت، ورفلة و مصراتة خوت”

قصيدة صبرنا وطول الصبر

قصيدة صبرنا وطول الصبر دقنا منه، وهي القصيدة الوحيدة الموجودة للمجاهد عبدالنبي بلخير
ينقل المؤلف عن الرواه بأنه قالها في صحراء الجزائر قبل وفاته، وقد اوردها القشاط في كتاب صدى الجهاد الليبي في الشعر الشعبي و أيضاً المرزوقي في كتابه عن عبدالنبي بلخير.
قصيدة بالخير
تحرير.

هناك تعليق واحد: