الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

زمن الثورة الأخر


زمن الثورة الأخر




24ecca7ce3251872f21f5f6cd96a03d1_174[1]

بقلم / ساجدة النيهوم


 23/9/2013

تعرف الثورة بأنها عمل يهدف إلى تغيير شامل لنظام وقيم وأفكار قديمة يرفضها الناس وأفكار جديدة يرضون عنها. ففى الثورة تذهب مصالح قديمه لأقليه... وتصعد مصالح جديده لاغلبيه فى الثورة كما قال ارسطو يهدم الناس الدستور القديم ويصوغون دستورهم الجديد المعبر عن افكارهم ومصالحهم، ويصبح احد مقاييس تقييم اى ثورة على مر التاريخ هوانجازاتها مقابل كلفتها فإذا كانت الكلفه اعلى من الانجاز اصبح المشروع الثورى فاشلا.


وأسوء مايحدث فى الثورات هو التحول من انصاف المظلومين الى الثأر من النظام السابق دون وجه حق... ولعل الانسان منا.عليه ان يتوقف طويلا امام عظمه التسامح الذى اظهره سيد الخلق سيدنا محمد عليه افضل الصلاه والسلام...وهو يفتح مكه بجيش قوى لاسبيل لوقوف اى انسان امام سيوفه وخيوله.لم يدخل غازيا ولا مستعرضا للقوة ولا مستخدما لسلطه النظام الجديد.... بل رؤوفا رحيما ضاربا افضل نموذج فى التسامح والعداله وضبط النفس... ففى فتح مكه لم ينتهك جيش المسلمين حرمه ولاتمت مصادرة قطعه ذهب واحده، ولاتم الاعتداء على انسان داخل بيته. بل تم الحفاظ على كرامات ومقامات اهلها تحت مبدأ (خياركم فى الجاهليه خياركم فى الاسلام).


اما ينسون مانديلا احد اشهر المظلومين والمناضلين الذى عانى شخصيا من ظلم حكم الاقليه البيضاء المستبده فى جنوب افريقيا فانه كان احرص مايكون حينما تولى السلطه على نزع فتيل الثار القبلى والثار المضاد مع مرحله حكم البيض. والذى اريد ان انتهى اليه بعد ماريناه من تهجير اهالى مدن وحرق منازلهم.نهبا وسلبا للممتلكات العامه والخاصه وحالات التصفيه الجسديه والأخذ بالثأر.


بل وصل الامر الى ان تحول مظلمو العهد السابق الى ظالمين لارحمه لهم ولاشفقه وكأنهم يرثون الارض وما عليها.فلن يستقر حال اى نظام قائم على مبدءا لثار من كل ما سبق.... ولا توجد فى التاريخ مرحله ملائكيه بلا اخطاء ولا توجد ايضا مرحله شيطانيه يلا ايجابيات...والذى لايرى الا الابيض والأسود فقط دون درجات التدرج فيهما...فهو يعانى بلا شك من حال فقدان البصيرة والحكمة وأخيرا كما قال أمين معلوف " لايشفع لجلاد اليوم أنه ضحية الأمس.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق