الدولة الإسلامية
تخيّر أربعة آلاف عائلة إيزيدية
بين الإسلام أو القتل
نينوى- الأناضول:
طالب ميسر حجي صالح قائمقام
قضاء سنجار بمحافظة نينوى شمالي العراق، السبت، المجتمع الدولي بالتدخل
العاجل لإنقاذ أربعة آلاف عائلة إيزيدية وضعهم تنظيم “الدولة الإسلامية”
أمام خيارين إما الإسلام أو القتل.
وفي تصريح لوكالة (الأناضول)، قال حجي صالح إن
الوقت ينفذ لإنقاذ أربعة آلاف عائلة إيزيدية تقطن في قريتي كوجو والحاتمية
(20 كلم جنوب سنجار) بعد أن وضعهم تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي سيطر على
القضاء، الأسبوع الماضي، أمام خيارين إشهار إسلامهم أو القتل، لم يبين
الطريقة التي أعلن فيها التنظيم عن الخيارين أو طريقة إبلاغهما للعائلات.
وأوضح قائمقام سنجار أن العائلات المذكورة قررت
البقاء في منازلها على الرغم من سيطرة “الدولة الإسلامية” على القضاء،
مشيراً إلى أن بعض تلك العائلات طلبت من “داعش” السماح لها بالمغادرة إلا
أن الأخير “رفض وبشدة”.
وناشد صالح المجتمع الدولي للتدخل السريع
والعاجل لإنقاذ هذه العائلات الإيزيدية من مصير مجهول لأن الوقت “ينفذ
وبسرعة”، على حد قوله.
ولم يتسنّ التأكد مما ذكره قائمقام سنجار من
مصدر مستقل، كما لا يتسنّ عادة الحصول على تعليق رسمي من “الدولة
الإسلامية” حول الموضوع، بسبب القيود التي يفرضها على التعامل مع وسائل
الإعلام.
وبسط تنظيم “الدولة الإسلامية” أو ما يعرف
إعلامياً بـ”داعش”، سيطرته على مركز قضاء سنجار والمجمعات والقرى التابعة
له في الثاني من آب/ اغسطس الجاري بعد انسحاب قوات البيشمركة (جيش إقليم
شمال العراق)، ما اضطر آلاف العائلات في شمال وجنوب سنجار للجوء إلى الجبل
الذي يتوسط القضاء، وهو جبل معزول ولا يرتبط بسلسلة جبال أخرى، ويحاصره
التنظيم من جميع الجهات، في حين أن بعض العائلات الأخرى قررت البقاء في
مناولها وعدم النزوح.
ولا يوجد إحصائيات رسمية بعدد الايزيديين في
العراق، لكن تقديرات ترجح ان عددهم لا يتجاوز 600 ألف نسمة، ويتواجد معظمهم
في محافظتي نينوى ودهوك الشماليتين(400 و 460 كلم شمال بغداد).
ويقول الايزيديون إنهم من أقدم الأديان في بلاد
الرافدين، ولهم معبد وحيد في العالم يسمى معبد (لالش) ويقع جنوب شرق دهوك
بنحو 45 كلم، ويؤمن الايزيديون بالله ووحدانيته، إلا أنهم يعتقدون أن إبليس
هو “ملك مقدس″، ويسمونه “ملك طاووس″، وأنه رسول أرسله الله إليهم، ورمز
للخير، لذلك يعتقد الكثيرون أن الإيزيديين هم “عبدة الشيطان”.
ومن الناحية القومية، فإن الإيزيديين يعدون من
الأكراد، كما أن الكردية هي لغتهم الرئيسية، وملابسهم وعاداتهم تتشابه بشكل
كبير مع الأكراد.
ويعم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد
سيطرة “الدولة الإسلامية” والمسلحون السنة على أجزاء واسعة من محافظة نينوى
بالكامل في العاشر من يونيو/ حزيران الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش
العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد.
وتكرر الأمر في مدن بمحافظة ديالى (شرق) ومدينة كركوك في محافظة كركوك (شمال) وقبلها بأشهر مدن الأنبار، غربي البلاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق