سيرفع الله
تعالى عن الليبيين البلاء
الكاتب / محمد علي المبروك
شباب وفتيان ورجال ليبيون من طرفي القتال يلقون قذائفهم وحممهم الملتهبة على العائلات الليبية دون حرمة للنفس البشرية ودون اعتبار لحياة الناس الذين صادف حظهم ان يكونوا في مرمى نيران هؤلاء المجانين المجرمين فقتلت اوجرحت عائلات كاملة او أفرادا منها في هذا القصف المشوش الذي دمر الحياة ودمر ماقام للحياة من بيوت ومنشآت . في المنطقة الغربية من ليبيا ، وذلك في منطقة قصر بن غشير وطريق المطار وحي الأكواخ وأبو سليم والدريبي وغوط الشعال والسراج وجنزور وشهداء عبد الجليل والسواني وخلة الفرجان وعين زارة والحشان وصياد وغيرها .
ومع هذا الجرائم في حق المدنيين ، كل طرف من طرفي القتال يتشبت بميادئ واهمة واهية ، فطرف يبرر قتاله بالدفاع عن ثورة فبراير وطرف يبرر قتاله بالدفاع عن الشرعية ، وهما مبدآن مبتذلان في حالتيهما لا معنى لهما فالذي يتشبت بالدفاع عن ثورة فبراير فاته ان ثورة فبراير قامت حسب الأهداف المعلنة لأجل الليبيين فكيف يقتل الليبيين ويهجرهم لأجل هذا المبدأ، إذن هى ليست ثورة لأجل اللليبيين مادام يقتل ويهجر الليبيين تحت شعاراتها.
والذي يتشبت بالشرعية في قتاله فاته ان أساس الشرعية المدنية الحديثة حماية السكان المدنيين وعدم القتال في مرماهم حفاظا على الحياة الانسانية ورفع شعار الشرعية بقتل الليبيين يعني بأنها شرعية ليست وطنية وليست مدنية بل انها شرعية عصابات ، تحت شعاراتها يقتل ويهجر اصحاب الشرعية وهم الليبيون ،هؤلاء يقاتلون من اجل أنفسهم فالذي يقاتل من اجل شعب لا يقتل ولا يهجر هذا الشعب كما يحدث الآن للشعب الليبي .
من سواء التفكير .. وسداد العقل والتدبير .. ايها القتلة ايها المجرمين ، يامن قتلتم أطفالا ورجالا ونساء وشيوخا ، لاتقوم المبادئ الا على الفضائل . ولاتقوم على الرذائل . من قتل للابرياء وتهجير لهم .
لقد خضت في الحديث عن هذه العصابات الإجرامية التى تخفي إجرامها بشعارات كاذبة طورا . وجاهدت في إقصاء عما يفعلون غورا . ولافائدة من الحديث عنهم ، قلوبهم غلف وفي آذانهم وقرا، فكل يوم يتعاقب تتعاقب معه ضحايا قتلا او احتضارا اوبترا اوجرحا او تهجيرا للسكان ، ولكن ابشروا فان الله سيرفع عنكم البلاء ففي ذات الوقت الذي يلقي فيه طرفا القتال قذائفهم التى تلتهب . لهب . وتنشر موتا ورهب . وتهجيرا للسكان والعائلات الليبية ، يلقي فتيان وشباب ورجال من مدينة الزاوية ومدينة صرمان وورشفانة تحديدا في منطقة قرقوزة ومدينة مصراتة بالحياة .. بالأمل .. بالفرح ، وقد بدأ الامر من مدينة الزاوية حيث كانت العائلات الليبية النازحة من مناطق قتال العصابات تعدو بسياراتها تندفع عبر الطريق الساحلي متلهفة يشتت الروع والفزع ثباتها وما ان تصل هذه العائلات الى مدخل مدينة الزاوية حتى يحتضنها فتيان وشباب ورجال في الطريق قضوا الساعات الطويلة في انتظارهم كأنهم هبطوا من السماء .
وكأنهم خرجوا من أنقى ماء . يستقبلونهم بعجب عجاب . سهلا وترحاب . فيمدونهم بقوارير الماء وبعض الأطعمة ويهبونهم مكان مجاني للإقامة ويقسم بعض أهالي الزاوية المال على هذه العائلات النازحة الملهوفة وهذا رايته ، و نقل الى اسماعي ان ذات الامر حدث في مدن مصراتة وصرمان وورشفانة في إغاثة حميمة للعائلات الملهوفة .
وعند حدوث اشتباكات منطقة كم 27 وهى المنطقة الواقعة مابين منطقتي صياد والماية ، كانت العائلات العابرة بين طرابلس والمنطقة الغربية تغير طريقها الى الطرق الريفية الداخلية فيمرون على منطقة قرقوزة بورشفانة فكان يوقفهم شباب امام محل مواد غذائية يمدون لكل سيارة كيس ممتلئ من الأطعمة المختلفة من هذا المحل الذي حول تجارته الى تجارة لله وليس لنفسه.
وما شدني في منطقة الزاوية في منطقة الحارة ، اصطفاف طوابير طويلة من الناس امام مستودع لبيع أسطوانات الغاز وكان المناخ شديد الحرارة غسل الأجساد عرقا . وأغرقها غرقا. وفتى حديث السن لم يتعدى عمره العشرين سنة اشترى من ماله صندوق مثلجات من محل قريب وطاف على الناس طوفا ، وزع عليهم المثلجات حتى أكمل صندوق المثلجات الاول فعاد للمحل واشترى صندوق اخر ووزع المثلجات الى ان اكمل طوافه على الناس .
وفي هذه الأثناء من شح خانق في وقود السيارات وحرب طاردة مهجرة ، شباب حديثو السن من مدينة الزاوية وقفوا في الطريق بجوار شاحنة ، شحن خفيف مشحونة بمستوعبات اللدائن (كلونيات ،براميل ) مليئة بالوقود ( بنزين ) وكان هؤلاء الفتية يقومون بإيقاف السيارات المارة من الطريق للاطلاع على مؤشر الوقود في هذه السيارات وكل سيارة مؤشرها منخفض يهبونها مستوعب من الوقود حتى تكمل عبورها في الطريق وذلك مجانا ودون مقابل ، هذه العائلات النازحة من الليبيين وغير الليبيين بقدر ما وجدت الفزع والروع من شباب ليبيين وجدت من شباب ليبيين الاطمئنان والملجأ . بهؤلاء . سيرفع الله عنا البلاء .
بهؤلاء سيفرج الله عنا كربنا، لقد قدر الله تعالى هذه الحرب بشرور الأشرار من قومنا وسيقدر الله تعالى ان يجعل ليبيا بلدا آمنا مطمئنا يرزق أهله الثمرات بأفعال مثل هؤلاء الفتيان والشباب والرجال الأبرار . وكما ولدت أمهات ليبيا الأشرار. فقد ولدت أمهات ليبيا الاخيار.
محمد علي المبروك خلف الله
هولاء هم ضماد جرحنا النازف
ردحذف