المتغطى بأمريكا …عريان ومن يأتمنها على أسراره..مفضوح
بقلم / فتح الله سرقيوه
بداية
أود القول أننى كتبت هذه المقالة فى ديسمبر 2010م نتيجة لأوضاع العالم
العربى والإسلامى فى تلك الفترة ، وها أنا أنشرها مرة أخرى بعد إضافة بسيطة
لما يحدث على الساحة الليبية ، حيث أشاهد وأسمع وأقرا عن ساستنا وهم يضعون
الثقة التامة فى تلك السفيرة الأمريكية (ديبورا جونز) التى تتابع الوضع فى
ليبيا مرة من تونس ومرة من مالطا ومرة من فوق إحدى البوارج الحربية
الأمريكية ، فيا أيها الساسة مهما إختلفتم وتشاتمتم وتقاتلتم ، إلا أنه
عليكم بأخذ الحيطة والحذر فى الوثوق بأمريكا لأنها يمكن أن تبيعكم جميعاً
.. فأحذروا.
لست
سياسياً ولا أدعى ذلك ولا أحب أن أكتب فى السياسة ولست من النخب
الإسترزاقية التى تتلاعب بالألفاظ والمصطلحات الصحفية حتى تظهر نفسها بأنها
تفهم فى السياسة ومثقفة أكثر من غيرها وهى ينطبق عليها المثل الشعبى (مع
كل وارد عطشان) هذه النخب تجدها فى كل دولة (صحفيو وكتاب الأنظمة السياسية)
قليل ما يقولون الحقيقة وإن قالوها فهى بتوجيه فكتاباتهم تتوقف على
المكافآت والمرتبات والعطايا فهؤلاء مثلهم مثل (أمريكا) لا يمكن الوثوق بهم
أو إتمانهم على أسرار الوطن فقد يتحولون إلى ويكيليكس فى أى لحظة ولمن
يدفع أكثر ولو بحثنا عنهم سنجدهم هم من وراء تخريب وعرقلة أى مشروع يهدف
إلى تطوير المجتمع العربى وأستقرار أمنه وتصحيح مساراته ونشر العدالة بين
أبنائه …
فمجرد أن تصدر لهذه النخبة الأوامر للكتابة من المتنفذين والتابعين فى أى
موضوع تراهم يتدافعون نحو (المعطّن) لكى ينالوا نصيبهم حتى ولو كانت شربة
ماء .. أستميحكم عذراً فانا اكتب بأسلوب بسيط يفهمه الكل وخصوصاً القارئ
العادى وهو ما يهمنى فى الحقيقة وليس أكثر من ذلك (وإللى عندى فى الطبق)
كما يقال .
غير
… أننى أحاول جاهداً تحليل الأحداث وردّها إلى أصل مصادر القرارات
المصلحية والمخابرتية التى تتزعمها (السى آى آى CAA) والموساد الصهيونى
والذى يُسعفنى فى ذلك هو إطلاعى الدائم على مجريات الأحداث ، فلا توجد مشكلة
أو إشكاليات دولية أو حروب مفتعلة إلا وورائها هدف سياسى أو إقتصادى أو
تفكيك إجتماعى يؤدى إلى الهيمنة وتغيير الجغرافيا فالسودان خير دليل على
ذلك فقد أصبح العرب اليوم مقتنعين بضرورة تقسيم السودان جنوباً وشمالاً
نتيجة للتكثيف الإعلامى الموجه والترهيب تارة والتخويف تارة أخرى والتهديد
والوعيد كذلك ، وها هى الصهيونية كشّرت عن أنيابها وإعترفت بأنها وراء
تقسيم السودان ، وها هم العرب ينتظرون على من يأتى الدور عليه ومن تكون
الدولة العربية الثانية فى التقسيم ، فمن يا ترى من وراء إدارة الحروب
الأهلية التى تنشب فى العديد من الدول وتزداد شدتها كلما تدخلت فى حلها دول
عظمى مثل أمريكا أليست هذه هى أرتال الدمار والخراب والموت التى تأتى
أمريكا فى مقدمتها و إسرائيل فى وسطها والعملاء والخونة العرب فى
ذيلها..
أقول
… منذ سنوات كتبت موضوعاً نشر فى الصحافة المحلية تحت عنوان (مذبحة جانجى
أولى مذابح القرن) التى ذُبح فيها العديد من أبناء الأمة الإسلامية
والعربية فى الحرب المفتعلة فى أفغانستان حيث قلت …
عجباً
لما نراه في هذه الأيام من تناقضات فأصدقاء ورفقاء الأمس أصبحوا أعداءً
يتقاتلون وحلفاء اليوم لا تجمعهم سوي مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية
وإسرائيل ويضيع وسط كل هذه المتناقضات شباب من أبناء الأمة العربية خدعتهم
المخابرات الأمريكية يوماً ما وجندتهم لمحاربة الإتحاد السوفيتي كما كان
يسمى أو محاربة الشيوعية التي إعتبرتها أمريكا عدو الإسلام للوصول إلى
أهدافها وبدأت أمريكا تستخدم وسائلها الخبيثة عن طريق مخابراتها بإستقطاب
الشباب في الدول العربية المتواجدين فى أمريكا وأوروبا وخصوصاً من لديهم
مشاكل مع بلدانهم لهدف معين تريد الوصول إليهم وتقنعهم أولاً بأن الأمر
يتعلق بحماية الإسلام والمسلمين فى أفغانستان من الخطر الروسي والقتال مع
الأفغان .
علماً
بأننا نعلم جميعاً أن الفواتير مدفوعة من قبل بعض البلدان العربية والتي
كانت تتولى نقلهم بواسطة الطائرات إلى أفغانستان لقتال الروس نيابة عن
أمريكا حتى تم تسميتهم بعد إنتهاء الحرب بالأفغان العرب وهنا انقلبت أمريكا
لتحقيق أهداف أخرى حيث بدأت في تصدير هؤلاء الشباب العرب إلى بلدانهم
لزعزعة الإستقرار والأمن فيها بحجة أن أنظمتها ليست مسلمة كما يرى الأفغان
وأنها لا تطبق الشريعة الإسلامية فيا عجب أمريكا تحمي الإسلام والمسلمين
وتُراعي تطبيق الشريعة الإسلامية .
وما
أن وقع حادث مركز التجارة العالمي والضربة القوية التي واجهتها أمريكا في
سبتمبر 2001 حتى تغيرت المفاهيم وانقلبت الموازين ومن يدري ربما يكون ذلك
سيناريو تم إعداده مُسبقاً لتحقيق أهداف على مستوى العالم ، وبدأت أمريكا
في إتهام الأفغان وأتباعهم من العرب الأفغان بأنهم وراء هذا الحادث وصحب
الإتهام تهديد بالقوة العسكرية فخاف البعض وأنبطح آخرون رعباً والجميع
وقفوا ماذا يفعلون ؟؟ فتقاطر الحكام العرب على المسؤولين الأمريكيين يرددوا
جميعاً (إعصبوها فى رؤوسنا) وإمسحوها فى وجوهنا.
وما
هي إلا أسابيع حتى بدأت أمريكا وحليفتها بريطانيا في دك الأراضي الأفغانية
بجميع أنواع الأسلحة ليل نهار دون توقف ولا رحمة ويعقد مسئولوها المؤتمرات
الصحفية يومياً للتحدث عن الإنتصارات العظيمة على أفقر دولة في العالم ،،
ولكن ما يهمنا نحن أبناء الأمة العربية هم أولئك الشباب الذين خُدعوا يوماً
ما ووضعوا في هذه الحفرة الملتهبة وخسروا أهلهم ووطنهم وذبحوا في حصون
مزار الشريف أمام العالم.
هذا
قليل من كثير … فلو رجعنا بالذاكرة لفترة الستينيات فترة المد القومى
العربى الذى كان يقوده الراحل عبدالناصر وإلى إذاعة صوت العرب الذى كان
يتصدرها صوت المذيع (أحمد سعيد) وهو يردد على مسامعنا وبمرارة (أمريكا يا
عرب) … هذا لم يكن إحساساً عابراً أو أسلوباً إعلامياً للإثارة ، بل كان
واقعاً تحسسته القيادات العربية الحرة والمستقلة حقيقية التى شعرت بأن هناك
تيار جارف يريد السيطرة والهيمنة على العالم كله والوطن العربى خاصة الذى
يمتلك النفط والمياه والأراضى الزراعية والمعادن والصحراء ورمالها التى
لاتقدر بثمن ، غير أنه وللأسف هناك بعض السذّج من القيادات العربية
المتمثلة فى السلاطين والملوك والحكام الخونة الذين شكلّوا طوقاً حول
الإرادة العربية حتى تتقزم فى إطار (مصر) ولا تخرج إلى الدول العربية
الأخرى ، فكانت وسائل الإعلام المضادة التى مولتها أمريكا لتشويه القيادة
المصرية وإظهارها بالمظهر المهيمن أو التى تريد الهيمنة على الرأى العام
العربى والدول العربية وهو الوتر الذى لعبت عليه أمريكا عند ضعاف النفوس من
حكام الأمة العربية الذين خافوا على كراسيهم … فكانت المؤامرات ضد
عبدالناصر وبالتالى كانت الهزائم المتتالية إلى أن قضوا على جمال عبدالناصر
ومن المؤكد أن تكون أمريكا وراء تلك المؤامرة .
حتى
لا أطيل عليكم فكما قلت سالفاً أنا لست سياسياً وأكره السياسة فهى تحتاج
إلى لاعب مراوغ ولا تقبل المصداقية فالنفاق والتملق والكذب والمجاملة التى
فى غير محلها من أهم صفات السياسى الذى يلعب (بالبيضة والحجر) كما يقول
المثل المصرى ، ولكن أكتب من خلال إحساس صادق و بكل شفافية ومصداقية وما
أشعر به فى قرارة نفسى وأعتقد أن هناك الكثيرين مثلى يفكرون بهذا الأسلوب ،
ويمكن لكل إنسان أن يفكر فيما يحدث من حوله من أحداث سياسية وإقتصادية ،
أليست حرب أفغانستان مؤامرة أمريكية ؟؟ ــ أليس تدمير العراق مؤامرة
أمريكية وصهيونية ؟؟ أليست الأزمة الإقتصادية العالمية مؤامرة أمريكية ؟؟
أليس التدخل فى الإنتخابات المصرية ومحاولة إفشالها وإظهارها بهذا الشكل
مؤامرة أمريكية ؟؟ ــ أليس إنتشار وباء إنفلونزا الخنازير مؤامرة أمريكية
؟؟ أليس نشر وباء إنفلونزا الطيور مؤامرة أمريكية ؟؟ ــ ألم يكن تدمير غزة
حتى يتحول تحرير الأرض العربية إلى مجرد مساعدات لغزة وينسى العرب حربهم مع
العدو مؤامرة أمريكية صهيونية ؟؟ ــ ألم يكن تجسس سفراء أمريكا على الدول
العربية ورؤسائها مؤامرة أمريكية ؟؟ ــ وغيرها وغيرها من المؤامرات التى لا
تُحصى ولا تُعد ،، فمن خلال سرد هذه المآسى يبدو أننا شعوباً كما يقال عنا ،
تمر علينا الأحداث مرور الكرام وهو ما يتهمنا به الغرب بأننا شعوب مستهلكة
لا تفكر فى ما يحدث من حولها ، همها فى بطونها وشهواتها وبالتالى تصبح
عديمة الفائدة فى كل شئ فيسهل قيادتها فهى عاطفية سريعة الإنفعال تحركها
قياداتها من وراء مكبرات الصوت فتصبح طوع أمر قياداتها دون تفيكر!! …
وأخيراً
أقول …. كما يقول المثل العربى (من لا ينظر من الغربال فهو أعمى) ــ (ومن
لايعرف صاحبه من عدوه فهو أهبل) ، هنا وبعد ما أطلت علينا فضائح ويكيليكس
أصبح الأمر مفضوحاً وقبيحاً ولا يصح لنا كأمة عربية أو كدول عربية متفرقة
إلا أن نخجل من أنفسنا فى ثقتنا المطلقة فى أمريكا أو التعامل مع العدو
الصهيونى بعد اليوم فإذا كانوا قد إستغلوا سذاجتنا كشعوب وإستغلوا حكامنا
ونقطة ضعفهم وهى الإستمرارية مدى الحياة على الكراسى ،، فلنكن نحن وحكامنا
أكثر منهم دهاءً ولا عيب فى ذلك ، فهل يجوز وبكل هذه السهولة أن يتحصل شخص
عادى على هذه المعلومات السرية والخطيرة بدون موافقة المخابرات الأمريكية
؟؟ لا يا حكامنا الأفاضل فأنتم منا ونحن منكم … ولا نقبل أن ينشر غسيلكم
أمام العالم وأن تتجسس أمريكا ومخابراتها على إتصالاتكم وأن تضعوا ثقتكم
فيها وتأتمنوها على أسراركم فى الوقت الذى تخفون فيه قراراتكم المصيرية على
شعوبكم وعلى بعضكم البعض وكأنكم أعداءً لشعوبكم ولبعضكم ولذلك لا بد أن
تراجعوا أنفسكم يا من لديكم علاقات بالعدو الصهيونى خاصة ،العلنية والخفية
فإن ويكيليكس الصهيونية ستكون صواعق وقنابل عنقودية مدمرة فى متتاليات
عددية قد تفقدكم حتى ورقة التوت فأحذروا فلم يعد الأمر سراً واقولها وأردد
أن المتغطى بأمريكا عريان ولا وجود لأسرار بعد اليوم !!!! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق