وهم الفضل
على ليبيا، حقيقة غائبة
الكاتب / محمد علي المبروك
في ليبيا كان هناك نضال وطني بدأ من سنة 1970 م ، قاده بعض الوطنيين في الخارج والداخل وهم فئة قليلة وحتى سنوات قريبة قبل حدث فبراير بسنوات ، كان النضال الوطني الليبي محصورا في فئة قليلة من اليسير حصرها عداً بأصابع اليدين ثم تطور النضال الوطني الى نضال ثوري في الداخل والخارج بأحداث فبراير وذلك من تاريخ 15-2-2011 م والى تاريخ 19-3-2011 م ورغم ذلك لم تتحرر ليبيا حتى تدخل المجتمع الدولي الذي تحررت بفضله من الظلم لتقع في ظلمات ليس من تحرير المجتمع الدولي لليبيا بل من تفضل المتفضلين الذين لافضل لهم على ليبيا فتحررت من ظلم القذافي لتقع في ظلمات المتفضلين ، هؤلاء المتفضلون الذين توهموا واوهموا غيرهم بأنهم حرروا ليبيا من القذافي ليوقعوها في مظالمهم .
الذي حرر ليبيا هو التحالف الدولي* .. التحالف الإنساني .. التحالف البشري ، فلم تتحرر ليبيا من مناطق بعينها او ثوارا بأعينهم ، الفضل لله تعالى الذي حرك لليبيا نفوس البشرية لتحريرها والله تعالى يعلم بانه لو حرك الثوار وحدهم لتحرير ليبيا لتفضل بعضهم على بعض ولنكروا فضل الله عليهم ولظلموا بعضهم بعض لذلك فان الله جعل النصر .. جعل التحرير في غيرهم وليس بهم فالفضل لله تعالى ثم للعالم الإنساني ورغم ذلك تفضل بعضهم على بعض وظلم بعضهم بعض ، فماذا سيفعل الثوار لو هم من حرر ليبيا لوحدهم وهم من انتصروا لليبيا لوحدهم ؟
كيف يكون الفضل لله ثم للمجتمع الإنساني ويجعلون أنفسهم اصحاب الفضل على ليبيا ؟ ما هذا العمى الفكري الذي هم فيه ، ادعوا بأنهم ثوارا وادعوا بان مناطقهم مناطق ثائرة ؟ماهذا الوهم الذي يجعلهم يسرقون فضل غيرهم ليجعلوه ملكهم ثم تحتدم فيهم أنانية الفضل المسروق فيتفضلون على ليبيا بحمل السلاح وامتلاكه وهو ملك للشعب الليبي ويتفضلون على ليبيا بسجن وتعذيب ليبيين لأنهم ناصروا ظالما وهم ناصروا ظلم أنفسهم بظلمهم لليبيا ويتفضلون بسرقة واختلاس أموال ليبيا وهى أموال الشعب الليبي ويتفضلون على ليبيا بتهجير عائلات ليبية ولا ليبيا ولا وطن بدون شعب عندما يكون مهجر ويتفضلون على ليبيا بتعطيل أرزاقها وكيف تحيا البلدان دون أرزاق ؟ ويتفضلون على ليبيا بتحويلها الى ساحات حرب وكان التحرير ان تكون ليبيا ساحات للفرح والمرح . وليس للترح والقرح . ويتفضلون على ليبيا بحكمها حكم الجاهلية ليدخلوها من عهد جاهلية الى عهد جاهلية اخر .
لقد أخذهم وهم الفضل وهم المعروف لتدمير ليبيا بنصرة شخوصهم وعقائدهم الدينية المنحرفة او نصرة مناطقهم وقبائلهم او نصرة أوهامهم دون ان ينصروا ليبيا .. ليبيا الوطن ،لا يوجد ليبي يصنف ثائرا له فضل على ليبيا فكل الليبيين سواء ولاتوجد منطقة تصنف على انها منطقة ثائرة لها فضل على ليبيا فكل المناطق سواء .لافضل لليبي على ليبي ، هذا الفضل .. هذا الوهم .. الذي يبررون به حمل السلاح وتدميرهم لحياة الليبيين ، ولا فضل لمنطقة على منطقة ، هذا الفضل .. هذا الوهم .. الذي يبررون به تدمير مناطق من ليبيا وقتل سكانها .
بوضوح :-
الم تتحرر ليبيا بفرنسا وبريطانيا وأمريكا وإيطاليا وتركيا وقطر والإمارات العربية المتحدة وغيرها من البلدان ، وكل هؤلاء الثوار الذين تجلو صورهم وشهرتهم على الساحة الليبية اليوم والذين يتفضلون على ليبيا والذين حولوا ليبيا الى ساحات حرب لايرى في نواحيها الا المأساة الصاعقة لم يكونوا الا صورا وغطاء لحرب فبراير حتى تبدو حرب فبراير حربا وطنية وذلك احتراما للشعب الليبي من هذه الدول ، وكانوا تبع يتخفون وراء وتحت هذه الجيوش الا الذين لم يتفضلوا على ليبيا وكانت لهم نوايا وطنية .
وان كان لهذه الدول حقوقا مالية لمشاركتها في تحرير ليبيا يجب ان تدفع لهم حتى يعود الامر
الى نصابه وحتى لا تتفضل على ليبيا وان أرادت دولة ان تتفضل علي ليبيا بزرعها لتنظيمات دينية منحرفة العقيدة كالإخوان المسلمين والسلفيين على غير السلف والجهاديين علي غير الجهاد الاسلامي فإنها دولة خسيسة ينبغي ان تعامل معاملة الخسيس .
اصحاب الفضل :-
هناك اصحاب فضل على ليبيا لم يتفضلوا بتفضلهم على ليبيا ، هم المجاهدون .. جدودنا الذين جاهدوا دون تفضل ، وأبناء ليبيا الذين ماتوا في حدث فبراير وغيره لأجل ليبيا بنوايا وطنية وليس نوايا شخصية او الانتماء لشخص او لحدث والشرفاء من أبناء ليبيا من تقاعد او مات الذين بنوا القواعد المعيشية والحياتية التى يعيش بها الليبيين الى الآن ، بنوها دون تفضل الذين أسسوا الكهرباء والاتصالات وإدارات النفط والأنظمة المصرفية وشبكات المياه والطرق والموانئ والمطارات والجيش والشرطة والثقافة والإعلام وغيرها وعجبا .. عجبا . يجاهد ويموت و يبني صاحب الفضل دون ان يتفضل ويهدم من لا فضل له متفضلا .
______________________________________________________________
*
التحالف الدولي : ليس برغبتي ولا رغبة احد من الليبيين انها الحقيقة
القاضية ، الذي حرر ليبيا هو التحالف الدولي وهذه هى الحقيقة ، كنت أتمنى
كما تمنى الكثير ان تتحرر ليبيا بالليبيين ولكنها لم تتحرر بهم ، فلا يتفضل
احد على ليبيا بانه هو من حررها ويجيز لنفسه امتلاك السلاح وتدمير ليبيا .
سبحنا في بحر من الأوهام أصبحنا فيه غرقى ، ولابد من الوضوح وإطلاق
الحقائق بصراحة ودون خوف حتى تعود أمور ليبيا الى نصابها فان التعدي على
ليبيا وشعبها قد بلغ مداه . ومن ذلك لابد للصراحة ان تبلغ مداها .
محمد علي المبروك خلف الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق