حقائق محزنة عن حرب طرابلس
الكاتب / محمد على المبروك .
بدء الحرب المندلعة في طرابلس كان من جماعات دينية أصبحت قوى سياسية بعد فبراير قامت هذه الجماعات الدينية بدفع مجموعة مسلحة من مدينة مصراتة لتصتدم مع مجموعة مسلحة من مدينة الزنتان وهو دفع مدبر ، حسب له بمكر ودهاء من جماعات دينية لتحقيق أهداف هذه الجماعات .
ومن بداية قتال الفئتين تداخلت معهما أنسجة اخرى ملتهبة وهى مجموعات مسلحة تحالفت مع الفئتين تحالفا تلتقي فيه المصالح او الأهداف .
فيلتقي مع النسيج المنتمي الى مدينة الزنتان أنسجة اخري ملتهبة انضمت الي جماعة الزنتان ومنهم انصار القذافي وبعض القبائل ومجموعات مسلحة من مناطق ليبية وبعض اللصوص .
ويلتقى مع النسيج المنتمي الى مدينة مصراتة أنسجة اخرى ملتهبة انضمت الى جماعة مصراتة ومنهم انصار فبراير وبعض التنظيمات الدينية كالإخوان المسلمين والسلفية الجهادية ومجموعات مسلحة من مناطق ليبية وبعض اللصوص ، وبذلك تلتحم مع وتد الزنتان جماعات وتلتحم مع وتد مصراتة جماعات وكل يوم يزداد الالتحام فهى حرب تستقطب وتجتذب كل من يريد ان يقاتل ، من أراد ان يحقق أوهاما او يحقق إجراما او يحقق ثأرا او يحقق انتقاما او يحقق أحلاما فانه يمسك سلاحه ويذهب للقتال مع احد الطرفين المجنونين المجرمين .
هذه الحرب بدأت تتسع لتتحالف فيها قبائل وجماعات مسلحة كثيرة ، فكل طرف من النسيجين ، مصراتة وتوابعها والزنتان وتوابعها يعرض تحالفاته ويستقطب مجموعاته مهما كلف الامر فلن يرضى طرف من الطرفين الملتهبين بالهزيمة ومع كل قتيل من قتلى الطرفين يستقطب قتله إرادة الثأر لمقتله فينضم مقاتلون جدد للطرفين للأخذ بثأر القتلى .
ان طبول الحرب الأهلية بدأت تدق خفتا وسيزداد دقها المزعج المفجع مالم يصرم بينهما العقل صرما ويتركوا السلاح فالطرفين يؤججهما العناد والإصرار على الانتصار و كان الأجدر بهما ادخار قوتهما لليبيا وليس لبعضهما وحسبي الله في ذلك ، لم يكن الصدام صدفة او جرى بقدر بل هو مدبر له بفاعلية ومن استدلالات ذلك، الآتي :-
1- مدينة الزنتان ومدينة ومصراتة تستحوذان على اكبر حصتين من عتاد وسلاح الجيش الليبي من بعد التحرير فلايمكن ان يكون هذا الصدام بالصدفة بل هو مدبر وإلا كيف يحصر الصدام في هذين المدينتين اللتان استحوذتا على ماخف وثقل من سلاح وضرب المدينتين ببعضهما غرضه أضعاف المدينتين وحصر القوة العسكرية في جماعات معينة .
2- المدينتان تمتلكان مطارين ، مطار مصراتة هو مطار قديم ومطار الزنتان هو مطار أنشئ بعد فبراير ويعرف عالميا في اي حرب ان المطار قاعدة إمداد أساسية في الحرب وهو قاعدة إمداد وإطالة لهذه الحرب فهل هى مصادفة ان تدفع المدينتين اللتين تمتلكان مطارين للحرب ، مطار قديم في مصراتة يقع عليه الاعتماد ومطار حديث في الزنتان كأنه أنشئ لهذه الحرب وهذا يعنى ان هناك أعداد مسبق لإطالة أمد هذه الحرب .
3- مدينة الزنتان بما لها من قوة وعتاد عسكري مدينة عصية على التنظيمات والتيارات الدينية الوافدة ذات العقائد المنحرفة ولم تقع هذه المدينة أسيرة تحت التيارات والتنظيمات الدينية كما وقعت بعض مدن ليبيا بعد التحرير ، لهذا ادخلت هذه المدينة في صدام لاستنزاف قوتها وسحبها أسيرة تحت حكم هذه التنظيمات والتيارات .
4- عرف في اهل مصراتة شدة في مناصرة حدث فبراير وفي تحقيق أهدافه ، وكان دهاء الجماعات والتنظيمات الدينية في الدفع بجماعات من مصراتة لهذا الصدام من هذا المنفذ حيث زين لبعض جماعات مصراتة ان الجماعات المسلحة من الزنتان تضم عسكر القذافي وهى تسعى للانقلاب على حدث فبراير وذلك ببهتان وأكاذيب مزخرفة بدهاء وتزوير واضح لإيقاع الصدام بينهما ، وما انضم انصار القذافي الى جماعات الزنتان الا بعد الحرب فلم يكن هناك عسكر للقذافي قبل هذه الحرب مع جماعات الزنتان .
لقد دفعت جماعة مصراتة دفعا وانضمت اليها الجماعات المناصرة ودفعت جماعة الزنتان دفعا وانضمت اليها الجماعات المناصرة ، دفعا لهذا الصدام وذلك من الجماعات والتنظيمات الدينية
وهو دفع نحو الأجرام ، ودفع ان يكون هؤلاء سفاحين وجزارين وقتلة حتى تتشوه صفحة انصار فبراير وحتى تفقد المدينتين ما تبقى لهما من سمعة وطنية وحتى تتأجج الأحقاد والاحتقان على المدينتين وحتى تنصع إشراقا صفحة الجماعات الدينية وقد ادخلوا العصابتين من الزنتان ومصراتة في عالم الأجرام بالفعل فاستخدم الطرفان سلاح لم تستخدمه احمق جيوش العالم في المدن وفي مرمى المساكن وهى مدافع وراجمات صاروخية وصواريخ جراد وأدى ذلك الى حصد عائلات كاملة وتدمير للبيوت وتهجير ونزوح للسكان وتدمير للمنجزات الوطنية ، ويبدو ان التفكير الشرير للجماعات الدينية كان موفقا للشر فكان اختيارهم لاشرار المدينتين وليس لعقلاء وأخيار المدينتين فألقى أشرار المدينتين قذائفهم ونيرانهم عشواء على المساكن فأصابوا بشرورهم اطفال ونساء وشيوخ ورجال ودمروا منازلهم ومن لم يصب قتلا او جرحا فانه يصب صدما نفسيا او مرضا جسديا ومن الإنجازات الوطنية لهذه العصابات والعصابات التي سبقتهم هو تحويل اطفال ليبيا الى مرضى نفسانيين ، فالرعب والخوف والفزع من دوي القذائف وإجواء الحروب من هذه الحرب والحروب السابقة ،كل ذلك يحطم ويركم المكونات النفسانية للاطفال والفتيان الذين هم بين سن الثلاث سنوات والعشرين سنة مما يعني اجيال كاملة من الليبيين ستكون اجيال مريضة نفسانيا وستكون بحاجة الى معالجة نفسانية ( إكلينيكية ) وليست إرشادية .
الذي قتل وأرعب وجرح ودمر وألقى قذائفه دون اعتبار لحياة العائلات الليبية ودون حرمة للنفس البشرية فقتل منهم من قتل وجرح منهم من جرح وأرعب منهم من ارعب وهجر منهم من هجر لا يكون الا حثالة ، حثالة أيقظها حدث فبراير وملكها الامر والسلاح وغيب شرفاء ليبيا وغير القتل التي اختصت به قذائفهم حولت هذه الحثالة مدينة طرابلس الى مدينة منكوبة نكبة ما حدثت في تاريخها على مامر عليها من استعمار وغزاة فادخلوها تحت ظلال كارثة انسانية تمثلت في شح الوقود وانقطاع المواد الغذائية والدوائية والكهرباء والماء وغيرها ( طالع مقال ((جرائم كبرى وكارثة انسانية بدات طلائعها ))
هؤلاء دفعوا بغيرهم او استدرجوا لهذه الحرب و ذلك لن يعفيهم من تهم جرائم الحرب وهى تهم بينة محققة عليهم ، وان تكتم عليها الاعلام أعلام الظلام فإنها موثقة ، اسئلة تلح علي وقلبي يغص ألما على ما يحدث للعائلات الليبية ، مافائدة رئاسة الأركان ؟مافائدة وزارة الدفاع ؟ مافائدة الطائرات العسكرية ؟ ان لم تحمي الشعب الليبي .. ان لم تحمي العائلات من هؤلاء المجرمين ، أقله .. أدناه .. ايسره .. أضعفه ان تقوم طائرات الجيش بضرب منصات صواريخ الجراد والراجمات التي تتساقط قذائفها على العائلات الليبية واتركوا ياحكام ليبيا بقيتهم يتقاتلون على مهلهم ان خفتم ان تداعى عليكم مناطقهم ، وان تتركوا اللليبيين تحت أجرام هؤلاء يرجمونهم بصواريخهم وقذائفهم دون ان تتحملوا تكليف الرد عليهم بطائرات الليبيين فتلك ليس أفعال الرجال ولا أفعال الحكام الشرفاء بل أفعال الحكام السفهاء ، لك الله ياليبيا ولكم الله ياأبناء ليبيا وحسبنا الله ، خرجنا من ظلام ودخلنا الى ظلمات .
محمد علي المبروك خلف الله
Maak7000@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق