اتركوهم ليست معركتكم بل حربهم
اتركوهم
ليست معركتكم بل حربهم
الكاتب / الحسين المسوري
8/8/2014
معركة
((قسورة)) أو ((فجر ليبيا)) التي لازالت تؤدي إلى مقتل وإصابة الكثير من
المسلحين والمدنيين وتهجيرهم وإلى خسائر كبيرة في مبنى مطار طرابلس العالمي
والمناطق السكنية المجاورة له وفي الأسطول الجوي الليبي وخزانات الوقود
حيث ان الميلشيات المسلحة المرتبطة بقوى الإسلام السياسي تقلت أوامر
بالتحرك لإعادة خلط الأوراق بما يمنع تسليم السلطة للبرلمان الجديد قبل
السيطرة على بنغازي وطرابلس.
أن
المعركة التي يخوضها جماعة الإخوان المسلمين وجناحها السياسي حزب العدالة
والبناء والجماعة الإسلامية المقاتلة إضافة إلى قيادات تابعة لتنظيم أنصار
الشريعة وتهدف أساساً إلى عرقلة العملية السياسية بعد اكتشاف قوى الإسلام
السياسي خسارتها الفادحة في الانتخابات البرلمانية، كما أن القرار بنقل
البرلمان إلى بنغازي زاد من خوف جماعة الاخوان والجماعة الليبية المقاتلة
على نفوذهم ومصالحهم السياسية والاقتصادية، الأمر الذي دفع بهم إلى خوض
معركة السيطرة على بنغازي بالإضافة الى معركة مطار طرابلس لضمان السيطرة
على جميع منافذ العاصمة.
ان
المعارك او الاشتباكات التي تدور حول مطار طرابلس هي انعكاس لواقع الصراع
السياسي على السلطة في ليبيا حيث الاصطفاف السياسي اكتمل واصبح واضحا
للعيان هناك فريقان يتصارعان الان هما تحالف الاخوان المسلمون والجماعة
الليبية المقاتلة ومليشيات من مصراته وتاجوراء وزليتن والزاوية وصبراتة
وجنزور سوق الجمعة وبوسليم في طرابلس ضد تحالف الدكتور محمود جبريل
ومليشيات الزنتان ومليشيات الصواعق والقعقاع.
انفجار
الوضع واشتعال المعارك هو محاولة لتعطيل المسار الديمقراطي والإطاحة
بالعملية السياسية بعد اكتشاف جماعة الاخوان والجماعة الليبية المقاتلة
خسارتها الفادحة في الانتخابات البرلمانية واعلان عملي بعدم قبول نتائج
الانتخابات من قبل فريق الاخوان والمقاتلة وحلفائهم الذين تلقوا هزيمة
ساحقة في هذه الانتخابات وتأكدت لديهم ان فرصة وصولهم للحكم عبر صناديق
الانتخابات هو امر غير ممكن على الاقل خلال 10 سنوات قادمة وبالتالي فان
مشروعهم هو الحكم وليس تأسيس دولة مؤسسات يتم تداول السلطة فيها سلميا فكان
لابد من البقاء في السلطة حتى ولو عبر صواريخ الغراد ودماء الشباب
الليبيين.
وهذه
المعارك جاءت استباقاً لاستلام البرلمان الجديد لمهامه فكان لابد من أيجاد
امر واقع تكون مرافق الدولة الهامة تحت سيطرتهم وبالتالي تكون الحكومة
المقبلة والبرلمان تحت سيطرتهم ايضاً ولا تتخذ اي قرار الا بموافقة فريق
الاخوان والمقاتلة وحلفائهم بل سيطلب منها تنفيذ ما يراه هذا الفريق
ويريده.
هذا
الفريق لم ينجح في الحكم ولم يعطي المواطن الليبي ما كان يحلم به من بناء
دولة الرفاهية بل انقلب على ارادة الناخب الليبي الذي لم يمنحهم الاغلبية
في انتخابات المؤتمر الوطني وبالتالي كان السلاح هو وسيلتهم لإصدار
القرارات وترهيب وتهديد الاعضاء عبر مليشياتهم واساليبهم القذرة وهذا الامر
لم يعد ممكنا اذا ما عقد البرلمان الجديد جلساته واصبح مقره في مدينة لا
تسيطر عليها المليشيات او تتقاسم السيطرة عليها كما هو الحال في العاصمة
طرابلس وكذلك بنغازي ومصراته.
وبالتالي
فان هذه الحرب التي تدور رحاها في بنغازي وطرابلس هي حرب أسقاط البرلمان
او اخضاعه لسيطرتهم او تكبيله باتفاق سياسي يضمن لهم البقاء في السلطة كشرط
لوقف الحرب التي وقودها شباب ليبي في ربيع العمر بدل ان يتم ارسالهم الى
الجامعات يحملون كتبهم ويستمعون الى محاضرات أساتذتهم هاهم يرسلونهم الى
الموت يحملون السلاح ويستمعون الى امراء الحرب وفتاوي الشيوخ المسمومة
المليئة بالفتنة والحقد والكراهية والتحريض على القتل هؤلاء الشباب يتم
الزج بهم في ساحات الموت بينما اطراف هذا الصراع يتابعون المشهد من قطر
والامارات وتركيا ومصر وتونس كما علي الصلابي ومحمود جبريل وحلفائهم.
اقول
لهؤلاء الشباب اتركوا هذه المليشيات وعودوا الى بيوتكم لانهم يستغلونكم
ويستخدمونكم للوصول الى السلطة عبر دمائكم وارواحكم اتركوهم انها ليست
معركتكم بل هي حربهم لحكم ليبيا او تدميرها وجعلها مثل الصومال وكما قال
الشيخ اسامة التريكي من مصراته ((القاتل والمقتول في النار)) فأفيقوا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق