الجمعة، 22 أغسطس 2014

المرحوم بإذنه تعالى على سليمان محمد سرقيوه


المرحوم بإذنه تعالى

على سليمان محمد سرقيوه




27

المرحوم/ على سليمان سرقيوه

1889 ـــ 1980

ولد المرحُوم / على سليمان محمد سالم سرقيوه بمدينة درنه سنة 1889م  وهو أكبر أبناء المرحوم / سليمان سرقيوه ولم يكن الفرق فى العمر بينه وبين والده سوى (16) سنه حتى أنهما عُرفا بالوالد ورفيقه ، والدته المرحومة / مبروكه مفتاح بوغوله من عائلة بوغوله الشهيرة بدرنه وقد كان المرحوم /على سرقيوه مرتبط بأخواله نظراً لزواج والده زوجة أخرى من أبناء عمومته الأمر الذى أثّر فى نفسه نتيجة إرتباطه القوى بوالدته وإخوته الذين يصغرونه بكثير وهما (سالم وعازه) . وعندما تزوجت والدته بعد ذلك كان لأخيه من أمه الإهتمام الكبير وعلاقته معه أكثر بكثير من علاقته بإخوته لأبيه .

 

إنه جدّى .. المرحوم على سليمان سرقيوه كان الوالد والجد والحنون حتى أننى أقول له (بويا) وجدتى رحمها الله (أم شناف قاطش الفخاخرى ) بأمى وهى زوجته التى أشرفت على تربيتى وقاسمته الحياة حتى توفيت فى سنة 1965م ، لم أتعود على مناداتهما سوى بأبى وأمى وحتى وصولى  فى الدراسة إلى الثانية الإعدادية حيث توفيت جدتى وأيقنت ذلك … رحمهما الله وأدخلهما فسيح جناته فقد كان لتربيتهما ورعايتهما لى أثراً كبيراً فى حياتى وسلوكى ومعاملة من حولى من الأقارب والجيران ورفاق الدراسة .

 

لقد كنت دائماً ألازمه وأقضى معه الساعات الطويله فى عمله وكان يحكى لى دائماً عن بداية حياته الصعبة وكيف أنه  يراعى الله  فى تعامله مع الناس ويردد دائماً (الدين مُعاملة)  وعن ما عاناه فى سبيل رعاية إخوته (أشقائه) وأخيه لأمه ، وبعد أن تحصلت على الشهادة الإعدادية سمعت أنه خطب لى فتاة وكأنه يريد إعادة التاريخ لكى يجعلنى نسخة من حياته ،حيث كان يظن أن الدراسة تنتهى عند هذا المستوى وعندما تحاورت معه وقلت له لماذا لا تسألنى ؟ وأنت تعلم أننا أصحاب وقادر أن أسمع منك ، فرد على بقوله والدى زوجنى دون أن أعلم ولم أعلم أننى تزوجت إلا يومها ولم أكن أملك شيئاً ولا تنسى أن بيت الحلال مرزوق .

 

حدثنى مرة عن رحلته إلى الحج مع والده وجده المرحوم / محمد سرقيوه فى سنة 1904 تقريباً وكيف كانت الرحلة على الإبل من درنه حتى أرض الحجاز والتى إستمرت أربعة أشهر وكان يقول ما أن نمر بنجع من النواجع التى فى طريقنا حتى تقابلنا الزغاريد ويضيفوننا ويدعونا لنا بالوصول بسلامة ويناشدوننا الدعوات لهم ونحن بجوار الحبيب المصطفى ، فما أطيب الناس فى ذلك الزمن .

 

كان رحمه الله تعالى (رضى الوالدين) لم يرفع صوته أبداً على والديه وكان مٌطيعاً ولم يجرؤ على مخالفة والده بالرغم من أنه بعض الأحيان يقول لى لم أكن أوافق على قيام والدى ببيع بعض أملاكه إرضاءاً لزوجته الأخيرة وأصغر أبنائه وكنت أقول له (يا بوى) كيف تعرض أملاكنا فى يد الدلال بالسوق ونحن رجال إن ذلك يؤثر فينا كثيراً وكنا نعلم السبب ولكن رضاء الوالدين يجعلنى أصبر ولا أغضب والدى.

 

 يقول البعض من أهلنا عندما مرض والده المرحوم سليمان سرقيوه  لم يجد إلا إبنه الكبير المرحوم على سرقيوه الذى كان يحمله أحياناً على ظهره لكى يقضى حاجته ويتوضأ ثم بعد ذلك يحمله مرة أخرى للمسجد للصلاة حتى توفاه الله ، جدى المرحوم على سرقيوه هو الوحيد من إخوته لأبيه الذى لم يحصل على شيئ من والده ولم يطالب والده فى حياته بشئ سوى الرضى والدعوات الصالحات .

 

تعين فى بلدية درنه بعد الإنتداب البريطانى (بالحرس البلدى) وكان رفاقه الأربعة  رحمهم ألله جميعاً (سليمان إبعيص / الزبير جبريل/ السنوسى الكوراش/ بومريوحه) لقد عملوا جميعاً فى زمن ندرت فيه الرشوة والتزوير والبلعطة والتسيب .

ومن ضمن الحكايات التى سمعتها منه ومن أحد رفاقه ، فى سنة 1958م  تقريباً تأخرت رواتب ومستحقات الموظفين والعاملين  ببلدية درنه والتى كانت لا تذكر بالنسبة لهذا الزمن ، وقد كان المرحوم / عبدالجواد الحصادى عميداً للبلدية حيث كتب رسالة إلى وزير البلديات وطلب من أحد الموظفين نقلها على وجه السرعة إلى الوزارة فى البيضاء حيث كان الكل يعرف ما تحتويه الرسالة ، ونظراً لأن الأمر يتطلب مواجهة وشجاعة نصحوا عميد البلدية بأن يحمل الرسالة لوزير البلديات المرحوم/ على سرقيوه ..

وفعلاً ذهب مباشرة تحمله السيارة إلى البيضاء حيث وصل قرب نهاية الدوام الرسمى ، ودخل مباشرة للوزير وقال له بالحرف الواحد (إذا لم تستطيعوا دفع مهايا ومرتباب الموظفين والعمال فلماذا تجلسوا على الكراسى ودايرين أنفسكم حكومة) ؟؟ وهنا لم يفتح الوزير الرسالة وقال له وسع بالك والغدا عندى وإنشاء الله ما تروح لدرنه إلا راضى . أنظروا كيف كانت الدولة ومسئوليها . رحمهم الله جميعاً.

 

توفى المرحوم / على سليمان سرقيوه فى شهر نوفمبر سنة  1980م عن عمر ناهز 91 عاماُ .. على روحه وأرواح جميع المسلمين الفاتحة.


المهندس/ فتح الله مفتاح على سرقيوه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق