"هلال العيد " جاء متأخراً فظهر أمس في انتصارغزة ...
"هلال العيد "
جاء متأخراً فظهر أمس في
انتصارغزة ...
بقلم : عدلي البرقوني البرعصي
( عن السبيل الأردنية)
في
مساء الأحد 27 يوليو/تموز من الشهر الماضي، كان المسلمون في كل مكان في
العالم، يصفقون ابتهاجا لـ"هلال" العيد، و"ميلاد الفرح"، وتكبيرات الصغار.
هذه
التكبيرات، التي حرم من ترديدها أطفال قطاع غزة، وأجسادهم الصغيرة تتحول
إما إلى أجساد متفحمّة، أو ترتجف على أسرّة المستشفيات بعد أن قتلت الغارات
الإسرائيلية الوحشية منهم أكثر من 500 طفل.
غير
أنها مساء أمس الثلاثاء، 26 من شهر أغسطس/آب، ومع ظهور هلال شهر ذي القعدة
اليوم في سماء غزة مساء اليوم، ظهرت تلك الفرحة التي تأجلت حيث انطلقت من
حناجر الصغار، الذين خرجوا إلى شوارع قطاع غزة، واعتلوا شرفات المنازل،
تكبيرات الفرحة احتفالا بإنهاء الحرب الإسرائيلية التي استمرت لـ"51" يوما .
هذه
الحرب التي جعلت من مئات الأطفال "أيتاما"، وقتلت الآلاف معظمهم من
الأطفال والنساء، توقفت أخيرا، وحان وقت التكبير والتهليل كما يصيح الطفل
تقي عبد الرحمن 9 سنوات، فرحا وهو لا يُصدق أنّه نجا وعائلته من القصف
الإسرائيلي الهمجي .
ويحمل
الطفل عبد الرحمن بالونا أحمر اللون، لم يستطع أن يُمسكه في أيام عيد
الفطر، والغارات الإسرائيلية تقصف قطاع غزة ليلا ونهارا دون توقف، بكل عنف
وقسوة .
ويقول لوكالة الأناضول بنبرات طفولية:" احنا (نحن)، بدنا (نريد) نعيّد، العيد اليوم اجا (جاء) على غزة ..."
وهللت
مساجد قطاع غزة بـ"الله أكبر، الله أكبر"، ولم تتوقف عن التهليل والتكبير
طوال ساعات المساء، وكأنها تسجل حضور العيد الذي تم فقدانه بين ركام
البيوت، وأنقاض وخراب ما دمرته المقاتلات الإسرائيلية .
وخرج
الآلاف من الفلسطينيين، مساء اليوم الثلاثاء مع دخول اتفاق وقف إطلاق
النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل حيز التنفيذ ، في شوارع مدن قطاع
غزة، احتفالا بما اعتبروه "انتصارا" على إسرائيل بعد حرب استمرت 51 يوما.
وعقب
الإعلان الرسمي عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية
وإسرائيل حيز التنفيذ الساعة 7:00 بتوقيت غزة (16:00 ت.غ)، أطلقت المساجد
في قطاع غزة التكبيرات، وخرج الآلاف من الفلسطينيين في "مسيرات عفوية" في
جميع أنحاء القطاع..
وتقول
"عبير ناجي" "35 عاما"، وهي أم لخمسة أطفال، أنها خرجت بصحبة زوجها،
وصغارها للاحتفال بثبوت ما وصفته بـ"هلال" الفرح، ووقف نزيف الدم نتيجة
العدوان الإسرائيلي الغاشم في الجو والبر والبحر.
وأضافت
في حديث لوكالة الأناضول:" الآن العيد، ظهر في غزة، لقد عشنا أياما قاسية،
وصعبة، ولقد تلاشت كل مظاهر العيد، واختفت، ولم يكن عدّاد الموت يتوقف ولو
لدقيقة، القصف طال كل شيء، المدارس، والبيوت، الآن من حقنا أن نحتفل
بـ(العيد)، وأن نُطلق التكبيرات".
وأحال قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية على مختلف أنحاء قطاع غزة، شوارعها إلى مناطق مهجورة.
ولم
يكن بوسع أهالي قطاع غزة، الاحتفال بعيد الفطر، واختفت جميع مظاهر الفرح،
من هول ما خلّفته الحرب من تدمير، وقتل، ونزوح آلاف العائلات ، لكنهم
وفي هذا المساء، تبادلوا، رسائل وبرقيات التهنئة التي يتبادلها الغزيون، في أيام العيد .
ودشن ناشطون فلسطينيون على موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" هاشتاج بعنوان "#بدأ_عيد غزة .
وأطلق
عشرات الفلسطينيين الألعاب النارية في الهواء، فيما وزع المئات منهم
الحلوى في الطرقات ورفع آخرون أعلام فلسطين ورايات الفصائل الفلسطينية على
أسطح منازلهم .
إحتفالات غزة بالنصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق