المُرشد البحرى المرحوم / سالم صالح رقص
المُرشد البحرى
المرحوم / سالم صالح رقص
نحن عندما نكتب عن الرجال
الشرفاء لا نعطيهم حقهم مهما كتبنا ومهما ذكرنا مواقفهم التى خلّدت أسمائهم
فى تاريخ مدينة درنه ، وعندما نكتب عنهم فهذا أقل ما بإستطاعتنا أن نقدمه
لهذا الجيل والأجيال القادمة لعلها تترحم عليهم وتسترشد بأعمالهم الجليلة
وبالرغم من ذلك لا نوفيهم حقهم ، وهنا أرفع صوتى إلى عنان السماء وأقول أن
موقع شرفاء ليبيا الوطن يتشرف اليوم بإختضان شخصية من الشخصيات الوطنية
الدرناوية الشريفة التى عُرفت بالنزاهة والصيت الطيب ، وهو رجل من إحدى
العائلات العريقة التى يحترمها الجميع ، فعندما يُذكر ميناء درنه البحرى
يُذكر المرحوم سالم صالح رقص رحمة الله عليه وجازاه الله خيراً عن كل ما
قدمه لمدينته درنه من أعمال مُشرفة وخدمات إنسانية …..
هذه الشخصية الإستثنائية فى
كل شئ فى نزاهتها وقيمها وأخلاقها وقيافتها وسلوكها وهى التى جمعت بين
الجدية والحزم والطيبة ولطالما كانت هذه الشخصية تتألق ويكثر الحديث عنها
فى فترة الحج عندما كانت باخرة الحجيج تأتى إلى مدينة درنه لنقل حجاج بيت
الله الحرام فكنا ونحن أطفال و شباب نسمع الكثير من القصص وكيف كان المرحوم
/ سالم رقص مدير ميناء درنه البحرى يقوم بمناورات إدخال البواخر فى فترة
الخمسينيات والستينيات وخصوصاً باخرة الحجاج إلى الميناء مع هيجان البحر
وعلو الأمواج وشدة العواصف فكنا نسمع دعوات الحجيج له بالتوفيق .
المرحوم سالم رقص هو والد
كل من اللاعب المتألق فى فترة السبعينيات (فهيم ) لا عب الأفريقى والكابتن
(أنور) الذى سلك مسلك والده العمل فى القطاع البحرى و(الدكتور محمد)
الإستاذ الجامعى المتخصص فى اللغة الإنجليزية والأستاذ (فؤاد) الفنان
والإبداعى فى مجال الفن التشكيلى والرسم والأستاذ الجامعى وكذلك (الأستاذ
صالح) ذلك الإنسان الطيب الخلوق والأستاذ (عبداللطيف) الخبير المصرفى ووالد
الدكتور (فوزى) الطبيب الذى ذاع صيته وكفاءته على مستوى الوطن .
مولده وحياته …
ولد المرحوم / سالم صالح
رقص فى مدينة درنه 1915م وقد بدأ العمل فى ميناء درنه البحرى عام 1932م
بوظيفة مُرشد سفن وذلك بعد حصوله على شهادة الإرشاد الملكية البحرية
الإيطالية بمدينة نابولى عن طريق الإنتساب لهذه الكلية وقد مارس هذا العمل
حتى خروج إيطاليا من ليبيا بعد الحرب العالمية الثانية عام 1942م .
أحداث الحرب العالمية …
1 ـــ عندما تم قفل ميناء
درنه البحرى خلال الفترة من سنة 1942م وحتى عام 1946م تم إستدعاؤه من قبل
السلطات البريطانية وتكليفه بأعمال الإرشاد والقيام بمهام رئيس ميناء درنه
وكان ذلك فى عام 1951م ، وبمجرد إستقلال ليبيا عام 1952م تم تعيينه رئيساً
لميناء درنه والقيام بأعمال الإرشاد حيث كان متطوعاً للقيام بأعمال
الجوازات والصحة المتعلقة بأعمال الميناء بالإضافة إلى عمله الأصلى بدون
أجر أو مكافأة حتى سنة 1973م مع العلم بأنه عام 1976م تم تكليفه بمهام
رئاسة ميناء رأس الهلال إلى جانب عمله بدرنه لأهمية هذا الميناء ولوصول
البواخر إليه .
2 ـــ فى أول السبعينيات تم
إختياره ضمن مجلس المحافظة لمدينة درنه المتكون من عشرة أعضاء للوقوف على
مشاريع ومشاكل المدينة والوقوف على معالجتها والنهوض بها .
4 ـــ تم تكليفه بالإشراف
على مشروع توسيع ميناء درنه البحرى بمرحلتيه الأولى والثانية وكذلك القيام
بمهام كبير مُرشدى ميناء درنه البحرى ، وذلك عند الحاجة له فى عمل الإرشاد
وخصوصاً عند دخول بواخر الحجيج وكذلك القطع البحرية التابعة للشركات
الأجنبية التى لها مشاريع فى مدينة درنه حيث هذا النوع من الإرشاد يحتاج
إلى خبرة فى هذا المجال .
5 ـــ تم إحالته للتقاعد
عام 1984م لبلوغه السن القانونية وبالمناسبة لزاماً علينا الإشارة لبعض
المواقف المُشرفة التى تدل على مدى إخلاصه فى العمل وإنتمائه الوطنى وحبه
للأرض الطيبة ليبيا الغالية .
أ ـــ قبل إستلامه مهام
الإرشاد عام 1932م كان عمل الإرشاد يكون من خلال قارب صغير يتحرك أمام
السفينة أثناء دخولها للميناء من خلال إشارات بواسطة أعلام ورايات من
المرشد الموجود بالقارب الصغير ولكن لعدم قناعته بهذا الأسلوب رأى ضرورة
صعود المرشد إلى السفينة خارج الميناء وإصدار التعليمات مباشرة لقبطان
السفينة ،وفعلاً تم ذلك وهو المتبع حالياً.
ب ـــ توفير الحماية للإخوة
أعضاء اللجنة الوطنية لتحرير الجزائر والبالغ عددهم (45) شخصاً والذين
كانوا منقولين من الحدود التونسيه إلى مدينة السلوم على ظهر مركب صيد تدعى
(روزيتى) وكان ذلك قبل ثورة الجزائر عام 1954م حيث حدث عطل بهذا المركب
بمنطقة رأس الهلال . ونظراً لمعرفة رئيس المركب الحاج / صالح فرقال به حضر
إليه وأكد له عدم رغبته فى الكشف عن المهمة القائم بها ، فذهب معه وتم
إصلاح المركب وتزويدهم بما يلزم لسفرهم من مواد وتم وصولهم إلى السلوم .
علماً بأنه لو علمت السلطات بذلك لتم القبض عليهم وتسليمهم لفرنسا .
ج ـــ خلال شهر نوفمبر
1969م إتصل به الآمر العسكرى لمنطقة درنه المدعوا/ عبدالونيس محمود عند
الساعة الثالثة صباحاً وأبلغه أن هناك إشارة من قيادته بعملية إنزال عسكرى
فى منطقة الأثرون وكان وقتها لا يوجد لديهم سوى لا نش صغير لا يصلح لمثل
هذه المهام ، مما إضطره وعلى مسؤوليته الشخصية الخطية من قبطان باخرة
يونانية قادمة من لبنان تدعى (كريستو فورس 2) حيث تم الخروج بها من ميناء
درنه وعلى ظهرها مائة عسكرى ، وبوصولهم إلى منطقة رأس الهلال تبين وجود عدة
سفن صيد يونانية وتم التأكد من إجراءاتها وتراخيصها وتم إعداد تقرير
للسلطات بهذه المهمة .
وقد توفى الحاج سالم صالح
رقص يوم 23/11/1989م وما تم سرده كان من خلال حديثه مع أبنائه والمُوثق
بمستندات خطية … نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة ولكافة شرفاء الوطن
ولهذه المدينة درنه.
وفى الختام لا يسعنا بموقع
شرفاء ليبيا الوطن أن نسجل لآل رقص بمدينة درنه تجاوبهم ومدّنا بسيرة
والدهم المُشرفة .. وندرج ما جاء فى رسالتهم ..
نحن أبناء المرحوم / سالم
صالح رقص نشكر الإخوة القائمين على هذه اللفتة من أجل إظهار وتوضيح مسيرة
أبناء ليبيا الشرفاء فى كل شبر من وطننا الغالى ولهم جزاء الله على ذلك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
السيد / عبداللطيف سالم رقص
0925449487
0913265907
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق