الجمعة، 1 أغسطس 2014

كاتب بريطانى: نظام صدام والقذافى كان سيعفى ليبيا والعراق من نزيف الدم

كاتب بريطانى:

 نظام صدام والقذافى كان سيعفى

 ليبيا والعراق من نزيف الدم

الجمعة، 1 أغسطس 2014 
الوضع فى العراق  
 الوضع فى العراق "أرشيفية"
لندن (أ ش أ)




تناول الكاتب البريطانى ستيفين جلوفر، الوضع فى العراق وليبيا .. معتبرا أن بقاء صدام والقذافى كان سيعفى العراق وليبيا من الوضع المأساوى الذى آل إليه وكان سيحمى آلاف الأرواح وسيحافظ على استقرار المنطقة على حد قوله .. وذلك بدلا من تدخل الغرب لإفساد الأمر فى كلا الدولتين.

وقال الكاتب البريطانى - فى مقال له أوردته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية على موقعها الإلكترونى - "إننى أخشى الحقيقة المرة التى تقول أن العراق وليبيا كانا أفضل حالا تحت حكم الطاغيتين اللذين أطاح بهما الغرب المتغطرس ".

وأضاف "إن الأحداث المأساوية فى غزة وأوكرانيا قد تهيمن على الأخبار، ولكن أكثر الأشياء فظاعة تحدث فى ليبيا والعراق.. وأنه فى كلتا الحالتين فإن السياسة الخارجية الغربية غير المدروسة هى فى الواقع ما يتحمل كامل اللوم على الوضع الحالى هناك".

وأشار إلى أن العديد من السفارات الغربية فى طرابلس أغلقت، بما فى ذلك سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، مع فرار الدبلوماسيين من المدينة بأسرع ما يمكنهم ، وتركوا الليبيين لمصيرهم.

فيما لا تزال بريطانيا تحتفظ بفريق منخفض من الموظفين بسفارتها هناك.. وفى الوقت نفسه، فإنه فى شمال العراق - البلد التى زعم تحررها من صدام حسين فى عام 2003 – هناك منظمة سيكوباتية تسمى الدولة الإسلامية (المعروف سابقا باسم "داعش") تعدم الآلاف من المسلمين الشيعة والمسيحيين وفى الوقت الذى تبدو فيه الحكومة المركزية فى بغداد عاجزة عن التدخل.

وأوضح أن القصة التى لم ترو إلى حد كبير من الأقلية المسيحية العراقية المضطهدة تفضح أولئك الزعماء المسيحيين المعلن عنهم، خاصة جورج دبليو بوش وتونى بلير، الذين كانا مسئولين عن غزو العراق.. أنه من المثير للغضب أن صدام حسين على الأقل كان يتعامل بتسامح مع المجتمع المسيحى فى العراق، والذى كان فى وقت من الأوقات قويا بتعداد يبلغ مليونا ونصف المليون نسمة قبل الغزو .. والذى تضاءل فى السنوات التى أعقبت الغزو ليصبح 300 ألف مسيحى فقط.

وأضاف أنه فى الشهر الماضى، استولت الدولة الإسلامية على الموصل، ثانى أكبر مدينة فى العراق، والذى كان لا يزال أقلية مسيحية كبيرة. الدولة الإسلامية أصدرت لهم إنذارا: إما اعتناق الإسلام قبل ظهر يوم 19 يوليو، أو دفع الجزية أو الإعدام.

وأوضح أن حديثه الطويل عن المسيحيين فى العراق ليس لأن أرواحهم أهم من المسلمين هناك، ولكن لأن لا أحد من القادة المسيحيين أدخر جهده للتفكير بهم قبل تمزيق النسيج الاجتماعي للبلاد .. مضيفا أنه من المؤكد، مع ذلك، أنه إذا كان صدام حسين البغيض المسلم لا يزال فى السلطة، فإن تنظيم الدولة الإسلامية لم يكن يمكنه القيام بأعمال العنف فى شمال العراق وأنه لم يكن لتفقد حياة الآلاف من أرواح المسيحيين والشيعة.. وأنه أيضا من المؤكد من أن عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم منذ الغزو – والذى يصل إلى 500 ألف شخص ، وفقا للدراسات- يفوق بكثير عدد ضحايا صدام حسين خلال فترة بقائه الطويلة فى السلطة. ومما لا شك فيه أنه محكوم على آلاف الأبرياء بالقتل.

وتابع أنه يمكن مطابقة نفس الأمر فيما يتعلق بالقضاء على القذافي. ففى ليبيا التى ترأسها لأكثر من 40 عاما، لم تكن هناك فصائل الميليشيات التى تقتل الأبرياء وتدمر منازلهم وسبل معيشتهم .. متسائلا عن أى مكان يمكن لأحد أن يفضل العيش حياة نصف طبيعية – هل فى طرابلس القذافى التى فى الغالب مسالمة أم فى مدينة تعيش فى قتال على يد مسلحين بلا شفقة؟هل سيكون من الأفضل أن تسكن الموصل صدام حسين أم أن تعيش فى المدينة التى تحولت الآن إلى ساحة للقتل من قبل الدولة الإسلامية؟

وأشار إلى أنه بالطبع، هذا ليس الخيار الذى كان يدور فى خلد رجال الدول الغربية عندما تدخلوا فى العراق وليبيا. إنهم يعتقدون حقا أنه عندما تم إزالة الطغاة، فإن حكاما أفضل وأكثر كفاءة سيحلون محلهم.. غير أن مثل هذا الاعتقاد يشكل انتصارا للأمل على الحس السليم.

وفى عام 2011، ارتكب ديفيد كاميرون خطأ مماثلا فى الإطاحة بالقوة بالعقيد معمر القذافى، كما انه فى العام الماضى، ومرة أخرى فى نفس قالب بلير، حاول كاميرون إشراكنا فى الحرب السورية إلى جانب المتمردين ضد نظام الرئيس بشار السيئ بلا جدال.ولحسن الحظ، قد أحبطت عليه من قبل البرلمان. لقد أصبح واضحا بشكل متزايد أن التمرد شئ غير جيد .

وقال "إن قادتنا – قادة الغرب- يفترضون أن الديمقراطية يمكن فرضها بفوهة البندقية. وبطبيعة الحال فإنه لا يمكن أن يكون - كما أثبتت العراق وليبيا، وكما سنرى فى أفغانستان ما أن تغادر القوات الأمريكية.. وأنه فى يوم ما، ربما يكون هناك ديمقراطية فى العراق وليبيا، ولكن لن يكون نتيجة التدخل الغربى ولكن لأن هذا ما يريده الناس وحكامهم فى تلك البلاد."

وأضاف " الدرس المستفاد من كوسوفو والعراق وليبيا هو أننا يجب أن نتوقف عن الحكم على العالم من خلال نظرة غير متعمقة "الأخلاقية المبسطة" وفى كل هذه الحالات لا يوجد 'الأخيار'. ولكن هناك 'الأشرار' الذين هم أسوأ من ذلك - وأكثر خطورة - من العقيد معمر القذافى ، وبشار الأسد وصدام حسين".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق