قوات حفتر تستعيد مواقعها في بنغازي والسفيرة الأميركية تطالب بدور للميليشيات المسلحة
قوات حفتر تستعيد
مواقعها في بنغازي والسفيرة
الأميركية تطالب بدور
للميليشيات المسلحة
مفتى ليبيا يجدد
انحيازه للمتطرفين ووقف رحلات
الطيران من مصر وتونس
22 أغسطس 2014 مـ
اللواء خليفة حفتر
القاهرة: خالد محمود
الشرق الأوسط .
للمرة
الثانية خلال أقل من أسبوع واحد، شنت طائرات مجهولة الهوية غارات جوية فوق
عدة مواقع عسكرية تابعة لميلشيات مصراتة وحلفائها حول منطقة مطار العاصمة
الليبية طرابلس، وأحرزت قوات الجيش الوطني بقيادة اللواء خليفة حفتر تقدما
ملحوظا ضد المتطرفين في مدينة بنغازي بشرق البلاد، بينما سعت ديبورا جونزا
السفيرة الأميركية لدى طرابلس إلى إضفاء شرعية على الميلشيات المسلحة عبر
المطالبة، بوضع سلاحها تحت سلطة الدولة وإعطائها دورا إيجابيا في البلاد.
وقال
مسؤول أمني في طرابلس لـ«الشرق الأوسط» أن مواقع تابعة للميلشيات التي
تحارب ضمن ما يسمى بعمليتي «فجر ليبيا» و«قسورة» التابعتين لمصراتة
وحلفائها، قد تعرضت لقصف عنيف في وقت مبكر من صباح أمس.
وأضاف
المسؤول الذي طلب عدم تعريفه، : «هناك قصف، لكن لا تأكيد على وقوع غارات
بالطائرات، منطقة القصف تمتد من حول مطار طرابلس الدولي إلى السواني وبوابة
الجبس».
وتحدث
نفس المسؤول عن تقدم مفاجئ أحرزته ميلشيات مصراتة وحلفائها في مواجهة
ميلشيات الزنتان وجيش القبائل المتحالف معها، فيما زعمت الصفحة الرسمية
لغرفة عمليات ثوار ليبيا استسلام 23 من القناصة الذين كانوا يتمركزون بحي
الأكواخ، مشيرة إلى أن قوات فجر ليبيا ما زالت تتقدم بعد تحرير حي الأكواخ
وسط انهيار كامل ومفاجئ مما وصفتها بـ«عصابات القعقاع»، في إشارة إلى كتيبة
القعقاع التي تنتمي إلى الزنتان وتتولى مع كتيبة الصواعق حماية مطار
طرابلس الدولي.
لكن
مصادر مقربة من القوات التي تنتمي إلى الزنتان وتدافع عن المطار، نفت
لـ«الشرق الأوسط» صحة هذه المعلومات، وقالت في المقابل أن ميلشيات مصراتة
وحلفاءها تتعرض لخسائر فادحة في العتاد والمقاتلين لكنها تمتنع عن الإفصاح
عنها. وطبقا لروايات سكان وصحافيين لـ«الشرق الأوسط» فقد شهدت مناطق جنوب
وغرب طرابلس عدة اشتباكات عنيفة كان أكثرها دموية في منطقة حي الأكواخ،
ولفتوا إلى أن منطقة الاشتباكات لا تخضع لسيطرة أي من الأطراف التي تخوض
منذ الثالث عشر من الشهر الماضي معارك مفتوحة للسيطرة على منطقة مطار
طرابلس.
وقال
صحافي بالمدينة لـ«الشرق الأوسط»: «ميلشيات مصراتة تزعم أنها سيطرت هذا
غير صحيح، نعم هناك فيه تقهقر من الزنتان ولكن المنطقة نقطة تماس النيران
الآن لا سيطرة لأحد فيها أو عليها».
وفي
تأكيد على إخفاقها في مساعيها للتوصل إلى هدنة لوقف إطلاق النار بين
الميلشيات المتحاربة في طرابلس، اكتفت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا
بإصدار بيان أدانت فيه استمرار المعارك في طرابلس وبنغازي، لا سيما قصف
الأحياء السكنية عشوائيا والمرافق العامة واستخدام الطيران في العمليات
العسكرية.
وجددت
البعثة في البيان الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، تحذيرها من مغبة
الاقتتال ونتائجه الكارثية على جميع الصعد، في الوقت الذي تحتاج فيه ليبيا
إلى التوافق من أجل بناء دولة المؤسسات والقانون ومعالجة المشكلات التي
تهدد استقرارها ووحدتها الوطنية وسلامة مواطنيها.
كما أعلنت أنها ستواصل مع ذلك جهودها الرامية إلى مساعدة الأطراف على
التوصل إلى وقف لإطلاق النار تمهيدا لاستئناف العملية السياسية في أقرب
فرصة ممكنة، مؤكدة على مسؤولية المؤسسات الشرعية في استكمال المرحلة
الانتقالية بروحية الوفاق الوطني.
وفى
مدينة بنغازي بشرق البلاد، حققت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء
خليفة حفتر سلسلة انتصارات عسكرية ضد الجماعات المتطرفة في المدينة، حيث
تمكنت خلال الساعات الماضية من استعادة أربعة معسكرات كانت تخص القوات
الخاصة (الصاعقة) التابعة للجيش الليبي.
من
جهته، عاد الشيخ الصادق الغرياني مفتي ليبيا إلى المشهد السياسي مجددا،
بعدما نشر مقالا عبر موقعه الإلكتروني الرسمي أشاد فيه بالجماعات المتطرفة،
وقال أحيي ثوارَ فجر ليبيا الشجعانَ، وثوار شورى بنغازي الأبطال، وأترحمُ
على شهدائِهم، وعلى كلِ شهداءِ ليبيا.
وعد
المفتي أن «القتالُ الجاري بين القعقاع والصواعقِ وقواتِ حفترَ مِن جهة،
وبينَ ثوارِ فجر ليبيا ومجلس شورى ثوارِ بنغازي من جهة أخرى؛ ليسَ صراعا
على السلطة، ولا هو تناحرٌ، كما تسميه الحكومة، أو كما يصورُه إعلامُ
الفتنة المضلِل والمموّل».
وأضاف:
«وإنّما هو قتالٌ بين الثوارِ وبين أعداءِ الثورة مِن الانقلابيين في
بنغازي، وبقايا النظام السابق من كتائب القذافي في (32) معزز وإمحمد،
والمتحالفين معهم من الصواعق والقعقاع، وَالصاعقة، ومَن استأجروهم من
المرتزقة مِن خارج ليبيا لقتالِ الليبيين».
وعد
أن القتال الدائر يستهدف «تحريرِ مُمتلكاتِ الدولة ومقرّاتها الشاسعة
الواسعة، التي استلبَتها الصواعقُ والقعقاعُ مِن الدولة، وعلى رأسِها مقرُ
الداخلية ورئاسة الأركانِ للجيشِ الليبي ومعسكراته الكثيرة، بالسطوِ
المسلّح، التي حولوا الكثير منها إلى ممتلكات خاصة تساوي الملايين».
ودعا
المحللينَ السياسيين والإعلاميين، إلى «أن يتبصروا حقيقة ما يجري، وأن
يُسمّوا الأمورَ بأسمائِها الصحيحة، وينصفوا من يقدمون أرواحهم رخيصة من
أجل الحق، فلا يظلموهم بتسويتهم مع أهل الباطل».
وتابع:
«أهيب بكلّ منصفٍ مِن الإعلاميين والساسَة، أن يكفَ عن استعمال هذا
المفهومِ الخاطِئِ للحياد... وأن يكُفُوا في القتال الدائر في ليبيا عنِ
استعمالِ عبارات التنصل من اتخاذ موقف، مثل عبارة: (مَا يُعْرفُ بفجرِ
ليبيا)، و(ما يعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي) عندَ وصفِهم للأحداثِ؛ لأنّ هذا
يعنِي أنك أيُها المتحدثُ تُسوِي بينَ كتائب القذافي ومَن يقاتِلون معهم،
وبينَ الثوار الذين يقاتلونَهم، فهل فعلا هما سواء».
إلى
ذلك، أعلن مسؤولون في قطاع الطيران المدني أن مطاري القاهرة وتونس ألغيا
معظم الرحلات المتجهة إلى ليبيا والقادمة منها بعد أيام من إعلان الحكومة
في طرابلس أن طائرات حربية مجهولة الهوية هاجمت مواقع لجماعات مسلحة في
العاصمة.
ولم
يفصح متحدث باسم ديوان الطيران المدني بتونس عن سبب اتخاذ هذه الإجراءات
في حين قالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية ومسؤولون مصريون إن سلطات مطار
القاهرة ألغت الرحلات لدواع أمنية. وقال مسؤول في مجال الطيران المدني
الليبي إن الرحلات لا تزال مستمرة من تونس إلى مدينة الأبرق في شرق ليبيا
بالإضافة إلى الرحلات من مدينة الإسكندرية المصرية المطلة على البحر الأبيض
المتوسط إلى ليبيا. وقال مسؤول تونسي في قطاع النقل إن الرحلات إلى مدينة
طبرق الشرقية مستمرة أيضا.
وكانت الرحلات من تونس ومصر إلى ليبيا تعمل بشكل يومي تقريبا حتى يوم الخميس.
وكان
حفتر قد أعلن أن قواته مسؤولة عن الضربات الجوية التي استهدفت يوم الاثنين
فصائل إسلامية كانت تحاول طرد منافسيها من العاصمة الليبية في أسوأ معارك
تشهدها طرابلس منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.
غير
أن بعض المحللين شككوا في مدى قدرة طائرات قديمة الطراز من القوات الجوية
الليبية - التي لحقت بها أضرار بالغة أثناء انتفاضة 2011 ضد القذافي - على
القيام بهجوم ليلي وقطع مسافة ألف كيلومتر من الشرق.
واستخدم
حفتر طائرات في بنغازي لشن هجمات على كتائب إسلامية ولكن بنجاح متفاوت.
وقال سكان محليون إن إحداها ضربت ذات مرة موقع جامعة بدلا من معسكر
لميليشيا. وتكهنت قنوات تلفزيونية ليبية بأن تكون دول مجاورة أو أطراف أخرى
وراء الضربات الجوية الليلية.
ونفى مسؤولون من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلنطي (الناتو) ومصر أي تدخل.
في
غضون ذلك، دخلت السفيرة الأميركية في ليبيا، ديبورا جونزا على خط الأزمة
وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار، لكنها طالبت في المقابل بوضع سلاح
التشكيلات المسلحة تحت سلطة الدولة وإعطائها دورا إيجابيا في البلاد.
وشككت
جونز في تصريحات منسوبة لها أمس في قدرة القوات الموالية للواء حفتر، الذي
تبنى الضربات الجوية الأخيرة على مواقع تابعة لدرع الوسطى، وأشارت إلى أن
الولايات المتحدة تعرف قدرات الجيش وتعرف أنه ليس وراء هذه الضربات، دون أن
تفصح عن الجهة التي تقف وراءها.
وقالت
جونز في وقت سابق إن بلادها تدعم مجلس النواب والهيئة التأسيسية لصياغة
مشروع الدستور، رافضة وصف ليبيا بالدولة الفاشلة، عادة أن بناء الدولة هو
أمر أساسي.
من
جهة أخرى، أعلنت الشركة العامة للكهرباء عن حدوث إطفاء كامل لشبكة
الكهرباء بالمنطقة الغربية الممتدة من منطقة السراج، وحتى رأس جدير، منذ
الساعة السابعة صباحا.
وأفادت
مصادر مسؤولة بالشركة أن العطل يرجع إلى إصابة دوائر نقل الطاقة غرب
طرابلس - الزاوية، وهي الدوائر التي تمت صيانتها خلال الأيام الماضية،
بالإضافة إلى خروج وحدات التوليد عن الخدمة.
إلى
ذلك، نقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط أن إنتاج
ليبيا من الخام ارتفع إلى 612 ألف برميل يوميا، علما بأن أحدث تقديرات
رسمية لإنتاج الدولة العضو في منظمة أوبك كانت تبلغ 560 ألف برميل يوميا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق