الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

الوضع في ليبيا يثير مخاوف جدية في دول الجوار


الوضع في ليبيا

يثير مخاوف جدية في

دول الجوار




c3a14bf4ece74876ff43ca034079e653[1]


أثارت عملية اختطاف رئيس الوزراء الليببي والتفجيرات والاغتيالات التي تشهدها ليبيا، والتناحر بين المجموعات المسلحة التي حلت مكان الدولة في بعض المناطق مخاوف من أن تصبح ليبيا قاعدة لتصدير الإرهاب نحو دول الجوار. عملية اعتقال القوات الأمريكية لأبي أنس الليبي جعلت البعض يتحدث عن احتمال تدخل الدول الأجنبية في ليبيا لردع الإرهاب وحماية مصالحها.

"الدولة الليبية رهينة جماعات مسلحة تتحكم في مفاصلها"

لم تستقر الأوضاع بعد في ليبيا منذ اعتقال أبو أنس الليبي وتعددت الروايات حول حقيقة ما يجري هناك. فما يحدث في ليبيا من عدم استقرار أمني وانحلال في مؤسسات الدولة التي لم تحكم بعد سيطرتها على كل مفاصل البلاد وخاصة على المجموعات الإسلامية والجهادية المسلحة بدأ يثير مخاوف دول الجوار المعنية مباشرة بما يحدث هناك نظرا لانعكاس هذه الأوضاع وتأثيرها على استقرارها، ومن بين هذه الدول الجزائر وتونس التي رفعت درجة تأهبها على الحدود المشتركة.

تخوف دول الجوار من انفجار الأوضاع.

المعارضة في تونس تتهم المجموعات الإسلامية المسلحة في ليبيا بتجنيد تونسيين وإرسالهم "للجهاد" في سوريا ضد نظام بشار الأسد، بل واتهمت حتى بعض القيادات الليبية بالتورط في اغتيالات سياسية غير مسبوقة في تونس تضامنا مع حركة النهضة الإسلامية الحاكمة كاغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي. الجزائر وبحسب صحف محلية بدأت تنشر قوات متخصصة قرب الحدود مع ليبيا وذكرت نقلا عن مصادر أمنية أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تناول الأوضاع في ليبيا مع قائد أركان الجيش الجزائري الفريق قائد صالح. وذكر راديو موزاييك التونسي أن قوات تونسية وجزائرية تقوم بطلعات جوية مشتركة على طول الحدود مع ليبيا تحسبا لقيام الجماعات المسلحة اللييبة بأعمال عسكرية تهدد أمن البلدين. الرئيس التشادي إدريس ديبي قال في مقابلة مع صحيفة "الفيغارو" الفرنسية إن" ليبيا على وشك الانفجار" وحذر من تنامي خطر الإسلاميين المتشددين وأكد على علاقة هؤلاء بتنظيم القاعدة. تخوف دول الجوار وحتى الدول الأجنبية مما يحدث في ليبيا ترجم على أرض الواقع خلال عملية اعتقال القيادي في تنظيم القاعدة أبو أنس الليبي في عملية قامت بها القوات الخاصة الأمريكية في قلب العاصمة الليبية طرابلس. وتتضارب الأخبار حول علم الأجهزة الأمنية الليبية بعملية الاعتقال الأمريكية التي تمت على أراضيها وإذا تأكد علمها المسبق بهذه العملية فإن ذلك قد يعتبر تسليما ضمنيا بأنها عاجزة بالفعل عن احتواء هذه الجماعات المسلحة والسيطرة عليها وتحييدها. الخبير في شؤون الإرهاب والجماعات المسلحة علي الزاوي يرى تطور الأمور في ليبيا من منظار آخر. ويقول إن هذا التدهور ليس سوى بداية لمرحلة صعبة ستعيشها ليبيا قد تجعل من هذا البلد عراقا جديدا في شمال أفريقيا.

ليبيا: عراق جديد في شمال أفريقيا؟

ويقول الزاوي إن ما تعيشه ليبيا اليوم يعود إلى التناحر القبلي حيث تطالب القبائل المحلية التي اشتد انقسامها بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي بانفصالها إلى دويلات صغيرة في ما يعتبر بداية انهيار الدولة الليبية. ويشير المحلل لمعطى آخر قد يعصف باستقرار الدولة ويتمثل في سيطرة الجماعات الإسلامية المسلحة على الأوضاع بشكل كامل. وهو ما دعا القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة للتدخل في ليبيا لاقتناص القيادات في تنظيم القاعدة اللاجئين هناك واستباق المتشددين قبل قيامهم بعمليات إرهابية تستهدف المصالح الغربية في دول الجوار أو حتى داخل ليبيا. ويؤكد الخبير أن هذه العمليات لن تتوقف بل قد تأخذ شكلا تصاعديا خاصة إذا ما أفرز التحقيق مع القيادي المعتقل أبو أنس الليبي تورط أطراف أخرى في موجة الإرهاب في ليبيا ودول الجوار. ويضيف بأنه لا يستبعد قريبا أن تصدر مذكرة دولية لاعتقال القيادي عبد الحكيم بلحاج إذا ما ثبت تورطه في عدد من العمليات داخل الحدود الليبية كقتل السفير الأمريكي في ليبيا. وإذا ما تأكد ذلك فقد تتمركز قوات أمريكية بشكل دائم قرب المناطق الليبية وتقوم بعمليات عسكرية بشكل أكثر وضوحا في مناطق نفوذ هذه الجماعات في ليبيا كعمليات القصف بطائرات بدون طيار أو عمليات الاعتقال أو الاغتيالات الخاطفة.

التدخل الفرنسي في مالي أجج الأوضاع في ليبيا,

وعن أسباب هذا الانفلات الأمني وتمركز الجهاديين في ليبيا دون غيرها، يقول الخبير إن ذلك يعود إلى التدخل العسكري الفرنسي في مالي لأن فرنسا لا تزال في الأذهان المستعمر القديم الذي عاد لأفريقيا في ثوب المحتل ولو كانت الولايات المتحدة هي من قامت بالتدخل العسكري لكانت الأوضاع أهون بكثير. وقد وحّد هذا التدخل عددا كبيرا من الجماعات المسلحة من أنصار الدين في مالي إلى أنصار الشريعة في تونس إلى حركة الشباب الصومالية إلى الجماعة الليبية المقاتلة. كل هذه المجموعات يقول الخبير إنها ستستقر في ليبيا لتكون قاعدة جهاد وتهديد للاستقرار الإقليمي برمته. خاصة أن ثورات الربيع العربي قد أنعشت تنظيم القاعدة في المنطقة وأن عددا كبيرا من أعضاء التنظيم هم من هذه الدول ويستشهد بعملية عين أميناس حيث شارك عدد من الإرهابيين من جنسيات مصرية وتونسية وليبية في العملية التي أنهتها القوات الجزائرية الخاصة بعد أن قضت على كل الإرهابيين.

المصدر: فرانس24

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق