الجيش الليبي غياب أم تغييب؟
الجيش الليبي
غياب أم تغييب؟
22/10/2013
خالد المهير - طرابلس:
بعد
عامين على إعلان تحرير ليبيا في 23 أكتوبر / تشرين الأول 2011 مازالت
الدولة الجديدة غير قادرة على تفعيل بقايا المؤسسة العسكرية الموروثة من
عهد القذافي. وهو ما يعني عدم تمكنها, وبسبب عوائق عدة من إنشاء جيش وطني
يحمي البلاد والعباد. وتتعدد الرؤى لأسباب استمرار حالة الفراغ العسكري بهذه الدولة المترامية الأطراف.
لكن المتحدث الرسمي باسم الحكومة محمد كعبر ذهب قبل بضعة أيام إلى حد اتهام أطراف سياسية لم يحدد هويتها بعرقلة بناء مؤسسة الجيش. غير
أن عضو المؤتمر الوطني العام عن مدينة الزاوية مصطفى التريكي - الذي اتهمه
رئيس الحكومة علي زيدان بالوقوف وراء خطفه قبل أسبوعين - قال بالمقابل إن
الحكومة هي من تقف في وجه بناء جيش وطني.
في
حديثه للجزيرة نت أكد رئيس لجنة الدفاع بالمؤتمر الوطني العام أبو القاسم
دبرز أنه على ثقة بأن جميع الأطراف التشريعية والتنفيذية لديها رغبة كبيرة
في قيام جيش وطني حقيقي، لكنه أشار إلى جملة من الأسباب التي تقف حجر عثرة
في طريق بناء هذا الصرح.
ومن
بين تلك الأسباب - وفق دبرز - صعوبة معالجة الحالة النفسية "المزرية"
للعسكري النظامي الليبي التي قال إنها أصبحت "انهزامية" مشددا على صعوبة
معالجة هذه المشاكل، وعلى حاجتها إلى وقت طويل. وقال دبرز
إنه من الصعب إنشاء مؤسسة عسكرية مهنية قوية في غضون أشهر، مؤكدا أن رئيس
أركان الجيش الوطني اللواء عبد السلام جاد الله قال للنواب عند سؤاله حول
الموضوع, إن إنشاء جيش ليبي يحتاج فترة تصل لثلاثة أعوام، وأنه بالإمكان
بناء نواة جيش تتكون من بضعة مئات من الجنود والعسكريين في حدود ثمانية
أشهر.
أشباه الثوار.
كما تحدث دبرز عن أسباب أخرى تعوق المؤسسة العسكرية من بينها عدم احترام من سماهم "أشباه الثوار" للعسكريين والاعتداء عليهم. وفيما
إذا كانت هناك أطراف سياسية تحت قبة البرلمان تعرقل إنشاء مؤسسة عسكرية
خشية استنساخ السيناريو المصري، أكد دبرز أن إنقلاب وزير الدفاع المصري عبد
الفتاح السيسي حدث منذ شهرين فقط، في حين أن مشكلة ليبيا تعود إلى أيام
تشكيل المجلس الوطني الانتقالي برئاسة المستشار مصطفى عبد الجليل، أي قبل
أكثر من عامين، وقال إن المشكلة أكبر وأقدم من هذا الطرح.
بالمقابل
استند العقيد محمد البرغثي إلى تجربته كوزير دفاع سابق ليؤكد أن ليبيا لا
تحتاج إلى ضباط لبناء الجيش وأن لديها 17 ألف ضابط محترف ساهموا في تدريب
الثوار وتولوا قيادة محاور الجبهات إبان حرب التحرير. وربط
البرغثي العجز طيلة الفترة السابقة عن تأسيس مؤسسة عسكرية بما أسماه
"معضلة " دمج ثوار الجبهات بالجيش. وقال إن الحكومة عرضت منحهم رتبا كبيرة
بعد تلقي دورات خارجية لكن دون جدوى.
الحساسية.
ولمعرفة
تفسير الثوار لهذه المعضلة الوطنية، كشف أحد قادتهم، وهو عادل الحاسي، أن
بدايات الحساسية من المؤسسة العسكرية الرسمية تعود إلى أول أيام الثورة. وقال
إن قادة كبارا من الثوار عبروا باجتماعات خاصة عن عدم رغبتهم في قيام
الجيش، مؤكدا أن بوادر الحساسية بدأت تحديدا مع تدخل الناتو في 19 مارس/
آذار 2011 وتشكيل كتائب الثوار.
لكن
القائد العسكري بالكتيبة 120 مشاة ناجي أمراجع العقوري ذكر للجزيرة نت أن
تخاذل العسكريين المحترفين في الالتحاق بالثورة مبكرا كان سببا وجيها لعدم
قيام الجيش حتى الآن، مضيفا إلى ذلك رفض وحدات الجيش من قبل "أشباه الثوار"
الذين يودون مواصلة التمتع بالامتيازات حتى بعد انتهاء الثورة، على حد
تعبيره.
وبينما
يشير الضابط بغرفة العمليات بمنطقة بنغازي محمود باكير إلى غياب
الامتيازات والحوافز المادية والمعنوية لتسريع وتيرة بناء الجيش، يقول
الخبير العسكري جمعة الوزاني للجزيرة نت إن المشكلة ليست مشكلة أمن وحدود..
بل مشكلة إدارة. ويضيف أن القائمين على بناء القوة العسكرية يفتقدون إلى
الحس المهني والحس تجاه المهام المطلوبة من القوة العسكرية.
المصدر: الجزيرة.نت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق