تجمع ليبيا الديمقراطية - ت ل د
بيان حول استئناف
مسيرة التجمع في مرحلته الثانية
لقد بدأنا مسيرتنا في تأسيس حزب سياسي، اخترنا له اسم (تجمع ليبيا الديمقراطية)، منذ وقت مبكر من عمر ثورتنا المباركة، عندما انتصرت الثورة في العديد من مدن بلادنا، وحررتنا من القيود التي ظلت تقيد حريتنا في امتلاك الرأي السياسي والتعبير عنه طوال العقود الأربعة التي جثم على صدورنا خلالها حكم الاستبداد والطغيان.
وعلى الرغم من أن حزبنا قد شهد، شأنه شأن كثير من الأحزاب التي تشكلت في تلك المرحلة، ترحيباً لا بأس به، وإقبالاً من المواطنين والمواطنات على الانتساب إليه، فإن هذا الإقبال أخذ يشهد بالتدريج تراجعاً وانحساراً، لا سيما في ضوء عجز الحزب عن توفير حد مناسب من الدعم المالي، يمكنه من البقاء عاملاً في الساحة السياسية، ولو في حد أدنى من الفاعلية والحركة.
وقد وجدنا أنفسنا، نحن مجموعة المؤسسين، نضطر إلى الوقوف لمواجهة الحقيقة المؤسفة، والاعتراف بعدم قدرتنا على مواصلة المسيرة، في ظل تلك المعطيات، وكان أمامنا أحد خيارين لا ثالث لهما: إما أن نسلم بالعجز التام عن الوجود في الساحة السياسية، ونعلن عن إفلاسنا وإيقاف حركتنا، أو أن نبحث عن فرصة لإيجاد مقومات مختلفة لمسيرة جديدة.
وقد اتفق رأي المؤسسين على بذل محاولة في هذا الاتجاه الأخير، وبالفعل شرعنا في عقد جولات من المشاورات والحوار، مع عدد من الأحزاب الصغيرة التي تشابهت ظروفها وقدراتها مع ظروفنا، واضطرت بدورها إلى مواجهة النتيجة نفسها. وقد أسفرت تلك المشاورات عن بروز فكرة إيجاد إطار جديد، تلتقي فيه تلك الأحزاب، مع كل من يرغب من النشطين السياسيين المستقلين، لتأسيس حزب واحد جديد، ربما تكون له فرص أكبر للصمود والبقاء. ومن هذه المحاولة نشأت فكرة تكوين حزب جديد باسم (حزب التوافق الوطني).
ولكن هذه المحاولة الثانية واجهتها الصعوبات نفسها التي واجهت تجربتنا في تجمع ليبيا الديمقراطية، فبعد اندفاعة أولى، شهدت توافقاً بين تسعة أحزاب سياسية، وعدد كبير من المستقلين، وشهدت قدراً لا بأس به من الحضور، أخذت الحركة في التباطؤ، والالتزام في التناقص، والقدرة على مواجهة الأعباء المالية في الاضمحلال، حتى انتهينا إلى النقطة نفسها التي وجدنا أنفسنا فيها في نهاية المرحلة الأولى من مسيرة تجمع ليبيا الديمقراطية، فاضطررنا إلى إيقاف مسيرة حزب التوافق، وإغلاق مقره، وتصفية موجوداته، وإن لم نعلن رسمياً عن توقف نشاطه أو تجميده.
وقد تابعنا، مثلنا مثل غيرنا من الأحزاب السياسية والنشطين السياسيين، تلك الحملة العنيفة التي أخذت تتعرض لها الأحزاب السياسية، وتحميلها وزر النتائج السلبية التي نجمت عن ممارسات بعض الأحزاب التي تمثلت في المؤتمر الوطني، حتى أخذنا نلمس عودة مخيفة لتلك الروح المعادية للعمل الحزبي، التي نجح الطاغية في ترسيخها في نفوس الناس طوال فترة حكمه، إذ نسمع على ألسنة الناس القول بأن الأحزاب هي سبب الكارثة التي تعيشها البلاد، وأنها هي العقبة أمام سلامة التحرك نحو بناء الدولة..إلخ.
وإزاء تفشي هذه الظاهرة السلبية الخطرة، وجدنا أنفسنا –نحن مؤسسي حزب تجمع ليبيا الديمقراطية- نستشعر خطورة مثل هذه الروح على مستقبل آمالنا في بناء دولة ديمقراطية، من واقع قناعتنا الراسخة، وإيماننا الأصيل، بأن الديمقراطية لا يمكن أن تكون أو تقوم بدون تعددية في الرأي والموقف السياسي، وأن الإطار الصحيح لتنظيم حركة الناس السياسية هو العمل الجماعي المنظم، أي العمل الحزبي السلمي.
وهكذا وجدنا أنفسنا نستأنف حوارنا ومشاوراتنا، التي انتهت بنا إلى اتخاذ قرار باستئناف مسيرة حزبنا الأول (تجمع ليبيا الديمقراطية)، متعاهدين على أن نبقى أوفياء لهذه القناعة، وأن نبذل ما يسعنا من جهد لممارسة حقنا الطبيعي في المشاركة في الشأن العام، بمختلف الوسائل والسبل التي تتيحها لنا إمكاناتنا وقدراتنا البشرية والمادية.
وإننا، بهذا البيان، نعلن إلى مواطنينا كافة، بداية المرحلة الثانية من مسيرة (تجمع ليبيا الديمقراطية)، الذين بوسعهم أن يتابعوا تحركنا فيها من خلال الاطلاع على أوراقنا ووثائقنا وأخبارنا في موقع الحزب على الشبكة وفي صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفقنا الله لما في خير بلادنا، وساعدنا على المساهمة في بنائها دولة مدنية ديمقراطية نامية ومزدهرة.
هاتف : 0916709306 www.taled.org
e-mail: info@taled.org / fannushyounis@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق