الخميس، 31 أكتوبر 2013

جاءنا النبأ التالى البركه فيكم فى التعليم العالى


جاءنا النبأ التالى

 

البركه فيكم فى التعليم العالى




الصورة الشخصية2

 

بقلم  المهندس / فتح الله سرقيوه


11/2009

 

(مقالة كتبتها ونشرتها فى

بعض المواقع بالداخل والخارج

فى شهر 11/2009 يوم كان

بضع من المعارضين

والمناضلين الأشاوس يكتبون

بأسماء مستعارة ويعلقون

بأسماء وهمية )



من خلال إطلاعى على موقع جيل ليبيا قرأت موضوعاً  تم نشره تحت عنوان (التعليم العالي يحتضر كي لا نصل إلى نقطة  اللاعودة ) بتاريخ 2/11/2009    للكاتب الدكتور/ خالد الناجح ، أستاذ بكلية العلوم الطبية / جامعة طرابلس (الفاتح) ، لقد كان الأستاذ صادقاً وقد نزف قلمه حبراً أحمراً وكأننى أشاهده والألم يعتصره وهو يسجل آلامه لما شاهده ويشاهده من خلال تواجده فى تلك القلعة العلمية إذا كانت تستحق هذه التسمية فى هذا الزمن . فها هو أستاذ من كلية الطب البشرى بجامعة طرابلس يتحدث عن (إجتياز أكثر من 600 طالب وطالبة فى مادة الكيمياء بقرار) يا بلاش أطباء بقرار (عدى راك طبيب)!!! أللهم لا حول ولا قوة إلا بالله .

 

الأستاذ الدكتور إننى أوافقك فى الكثير مما جاء فى مقالتك التى لم تُفزعنى على المستوى الشخصى لأننى عشت فترة من حياتى فى تلك القلعة العلمية (التى كانت !!) تحتضنها مزارع سيدى المصرى الخضراء والتى كانت متشابهة فى مرافقها ونظامها وتعليمها العالى مع جامعات العالم إن لم تكن أفضل منها ، والتى كان يدرس بها أبناء ليبيا ومن كل مكان من أمساعد إلى راس إجدير وحتى حدود فزان ناهيك عن الطلبة العرب الذين يوفدون للدراسة فى ليبيا من دولهم العربية ، هذه الجامعة (جامعة طرابلس) كانت ملتقى علمى يسوده الود والمحبة والتآخى والتعارف بين أبناء الوطن  ، جميع الطلبة الأوائل فى الثانوية العامة فى ليبيا يتنافسون بشرف ويتسابقون للدراسة فى تلك الجامعة وكلياتها المتعددة من الهندسة العريقة والطب والزراعة والعلوم والتربية ، جامعة طرابلس جمعت بين النوابغ فى ليبيا وبين أساتذة من جميع أنحاء العالم  ومن أفضل وأكفأ الأساتذة فى وطننا الغالى الذين وصلوا إلى أعلى الدرجات بمجهودهم وليس (بالدّف) وإنتهاج مبدأ  الولاء والتملق ، فكانت النتائج يشهد بها كل زائر متخصص وتتباهى بها إدارات الكليات المتعددة وترفع إدارة الجامعة رأسها إلى السماء لنجاحاتها الباهرة فى تخريج أجيال من الكفاءات العلمية من خلال  إدارة لا مثيل لها .

 

لقد بدأ التسيب والإهمال عندما تم إطلاق العنان للطالب لكى يتطاول على أستاذه بحجة الجامعة يخدمها طلابها فتدخل الطالب فى إدارة الجامعة ويا ليته طالباً مجهتداً ويقدّر العلم  والكفاءة ، بل إنتهز ذلك كل طالب فاشل لكى يمرر نفسه بإخافة الأستاذ والإدارة بأنه (واصل) ولديه ظهر قوى يحميه  ويمكنه أن يقطع عيش الأستاذ وتلفيق تُهمة له وما أسهل ذلك إذا لم يتحصل على ما يريد ... فأصبحت الجامعة وإدارتها فى يد بعض من الوصوليين والإنتهازيين وأصبحت الدراسة (أكتب على سطر وسيّب سطر) وما أكثر مناسباتنا على الفاضى والمليان  ، حتى أصبحت مخرجات التعليم الجامعى لا تتناسب مع تلك الجامعة العتيقة العريقة ، وما أن بدأت الأمور تتضح للعيان حتى  تم تعديل قوانين ولوائح الجامعة التى كانت تسير عليها منذ إفتتاحها  وخصوصاً فى لائحة الإيفاد التى كانت من أفضل اللوائح التى تنظم الإيفاد ولا يمكن إختراقها ، وكان  لايوفد للدراسة بالخارج إلا الأوائل فى كل قسم من أقسام الكليات المتعددة وبقرار من رئيس الجامعة وشهادات تزكية من أساتذة عالميين (وليس مشى حالك) أما اليوم يا سيادة الدكتور ليس من حق أحد أن يتباكى على زمن التعليم العالى فى ليبيا لأن من أساء إليه وشارك فى تدميره وتدنى مستواه يعرفهم القاصى والدانى على مستوى الوطن  ويقول المثل الشعبى (أطلع على راس حاجتك) فمن المؤكد أنك تعلم الكثير يا سيادة الدكتور وهذه أمانة وأنت  فى وسط هذه المتناقضات .

 

أما الجامعات بالشعبيات فحدث ولا حرج فهى عبارة عن مدارس ، فالأستاذ الجامعى (المغترب) الذى قامت بجلبه لجان من أنصاف المتعلمين للعمل بجامعاتنا التى أصبحت أكثر من الجمعيات الإستهلاكية ، يطلب ذلك الأستاذ  المغترب من الطالب أن يمر عليه فى البيت لكى ينقله إلى الجامعة بسيارته مع توفير حاجياته من الجمعية الإستهلاكية (الأرز والطماطم والزيت والسميد ...)  فهذا هو سوق الطالب الفاشل وليس سوقاً للطالب الناجح العصران ، هذه ليست خراريف أو إفتراءات لقد شاهدتها بأم عينى فى جامعة الشعبية التى أقيم بها ، وكم من طالب حُرم من أن يكون الأول بحجج واهية لأنه لم يقم بتقديم وتوفير حاجيات الأستاذ المغترب من أى بلد عربى أو مضايقته  من قبل أستاذ ليبى فاشل لأن الطالب حاوره وناقشه داخل المدرج وأحرجه وكشف جهله  .

 

منذ أيام كنت فى طرابلس ومررت من أمام جامعة طرابلس التى تغير شكلها الخارجى وإزدحمت بالمبان والطرق والقاعات ، فكنت أتمنى أن أكون أحد الأساتذة بها ولكن لم تتاح لى ولبعض زملائى الفرصة لأننا كنا من الأوائل .. ألم أقل لك أن القوانين واللوائح تغيرت بعد سنة 1976م حيث تم رفع شعارات التخوين لكل من أرادوا إبعاده من طريقهم ، فهذا رجعى وهذا جهوى وهذا غربى وهذا شرقى وهذا برجوازى  وذاك عميل فمنهم من هاجر خارج الوطن ومنهم من بقى  يعصره الألم والإحباط  ومنهم من غاب عن الأنظار وإلى الأبد ومنهم من رضى بالأمر الواقع ولكنه لم يتخلى عن إيمانه بالوطن ، وللأسف  التاريخ يعيد نفسه حيث إصطدم أبناؤه بتفشى الوساطة والمحسوبية فلا إيفاد إلا لمن لديه واسطة أو والده ضابط كبير أو قريبه وزير(جالس على  الكرسى وقاعد عليه متربع  ) أو متنفذ واصل وهكذا . وليس لدى ما أقول سوى غناوة علم فى حق جامعة طرابلس  لعلها تشفى جراح لم تندمل ولن تندمل إلا بخطوات  إصلاحية تهتز لها كراسى كل من شارك فى تدمير وتقهقر التعليم وعلى مستوى مراحله وتُكشف كل التجاوزات الإرتجالية التى تسببت فى تدنى أهم قطاع يتم تقييم الدول المتقدمة من خلاله وأن تعيد الحقوق لأصحابها وتجبر الخواطر المكسورة على مستوى الوطن وأن تعترف بأخطائها علناً  .. فهل ننتظر طويلاً ؟؟  يا من وعدتم بالتغيير من أجل ليبيا اليوم وبكره وبعد بكره .

 

 

غناوة علم فى حق

جامعة طرابلس

(كانت العين مزار ....

فى زمان عدا يا علم )

 


 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق