الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

سنوات بعد مقتل القذافي، مخاوف الليبيين في تزايد


سنوات بعد مقتل

القذافي، مخاوف الليبيين

في تزايد

22/10/2013
7a5754f3d267e4d1fca53ad9bafa9c26[1]

ستخلد ليبيا الذكرى الثانية ليوم التحرير الأربعاء 23 أكتوبر وسط أجواء متوترة من الاضطرابات وحالة انعدام الأمن العارمة. فمن الانفجارات والاغتيالات شبه اليومية التي تعصف بالبلاد إلى نمو التطرف المسلح والإخفاق في بناء جيش محترف، بات الليبيون أكثر خوفا من المستقبل بعد مرور سنتين فقط على مقتل معمر القذافي. 

عبد الوهاب العرفي، موظف بوزارة التعليم، قال في هذا الصدد "لقد أصبحت ليبيا تعيش فوضى بكل المقاييس". نفس الرؤية القاتمة عبر عنها ليبيون آخرون تحدثت إليهم مغاربية.

 حسني العقوري، عميد شرطة، قال "هناك نفوذ الجماعات الإسلامية المتطرفة في البلاد، وهناك أيضا الدعوات إلى تبني الطرح الفيدرالي، وأخرى تطالب بالانقسام"، مضيفا "أعتقد أن البلاد فعلا الأيام القادمة سوف تحمل سيناريوهات سيئة جدا في ظل معطيات المشهد السياسي الموجود الآن". من جانبها تقول نور الهدى عيسى، طالبة الثانوية البالغة من العمر 17 سنة "أتمنى أن تتحسن الأوضاع لأن السلاح ملقي في كل مكان ولا استقرار في البلاد".

 في نفس المنحى تقول حنان خليفة، طبيبة أسنان بالمركز الطبي بنغازي "بعد مرور عامين على مقتل القذافي أصبح حال ليبيا مطبوعا بالقتل والموت. الأمر مخيف للغاية، ما علينا إلا التفاؤل بأن يكون القادم أفضل". 

ويقول عثمان الشهيبي، طالب يدرس الماجستير في بريطانيا "أصبحت البلد فوضوية من جانب، ومن جانب آخر الدولة تتأسس ببطء والأمن يأتي بالتدريج ويأخذ هذا التدرج الوقت الطويل، والدستور لا مفر من صياغته". أما مصباح خليفة، مهندس معماري، فيقول "ليبيا في مخاض عسير لكنها علي المدى البعيد بإذن الله لابد أن تتمكن من إنتاج نموذجها الحضاري. لا مناص من النضال من أجل الوطن".

 فرج أحمد، رسام من طرابلس، يرى أن بعض الأشخاص استعملوا حريتهم الجديدة بشكل غير مناسب، لكنه يبقى متفائلا. وقال "ليبيا في غرفة إنعاش وسوف تخرج متعافية بإرادة أبنائها ووقوف المجتمع الدولي إلى جانبها". هشام محمود، علّق بالقول "بعد تحرير ليبيا، كنت أشعر بطعم الحرية من خلال تنفسي لهواء الوطن الغالي، أما الآن وللأسف الشديد فينتابني شعور بالخوف والريبة مما سيحدث، وأشعر بيأس شديد".

 أما صالح البريكي، مخرج، فيقول إن ليبيا أصبحت لبنانا جديدة. أحمد العرفي، مدرس من المرج، قال " القذافي اختزل ليبيا في شخصه وبعد موته، لم تكن هناك شخصية تمتلك كاريزما القيادة والوطنية". ويضيف العرفي أن الوضع تفاقم في ليبيا أكثر من باقي بلدان الربيع العربي المجاورة بسبب "عدم وجود مؤسسات للدولة وانتشار السلاح وسرقة مال ليبيا من قبل الدولة المتمثلة في أحزاب مؤدلجه ومسلحة بمليشيات أضفيت عليها الشرعية". ومضى يقول "ورغم وجود المال والنفط فإن ليبيا في طريقها لمسار يؤدي بها للخراب".

 عادل الطلحي، صحفي من طرابلس أشار إلى أن "هناك غموض يلف المشهد السياسي بعد سقوط النظام". وأضاف "الكل يتفق علي أن ليبيا تواجه عدة تحديات، لعل في مقدمتها انتشار السلاح وعدم وجود مؤسسات تعمل على تعبئة الفراغ الذي أحدثه سقوط النظام. بالإضافة إلي انتشار المجموعات المسلحة غير الشرعية، وبروز الخطاب الجهوي الذي أضحى ينتشر في الأوساط الإعلامية".

 في حين يقول ناصر الهواري، موظف بالداخلية يبلغ 39 سنة "لقد تحولت ليبيا بعد عامين من مقتل القذافي من دولة جريحة خرجت من ثورة مواجهات طويلة ودموية، إلى دولة تعج بالفوضى وتسيطر عليها المليشيات، وفقدت الدولة السيطرة على زمام الأمور". وقال "انتشرت الاغتيالات بشكل مخيف حتى بلغت قرابة 100 حالة أغلبهم قيادات بالجيش والشرطة، ووصل عدوان المليشيات المسلحة إلى حد حصار مقر الحكومة والبرلمان وبعض الوزارات بل قامت باختطاف رئيس الحكومة".

 الهواري قال إن ليبيا بحاجة إلى "الحوار والمصالحة والوفاق الوطني وعودة المهجرين وإخراج المعتقلين من السجون، ليبيا تحتاج للجيش وشرطة وإنهاء الوجود المسلح للمليشيات في الشارع".


المصدر: مغاربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق