الصيادلة.. أكثر من العطارين!
الصيادلة.. أكثر من العطارين!
لا
أدرى لماذا الإقبال على ما يسمونه الآن «كليات القمة»، وهى الطب والصيدلة
وأخواتهما.. وأمامنا اليوم قضية تزايد عدد الصيدليات، الذى أصبحنا نجد بين
كل صيدلية وأخرى صيدلية ثالثة.. وأصبحنا نجد فى الشارع الواحد عشرات
الصيدليات.. وإذا كنا نتحدث -زمان- عن تزايد عدد العطارين فنقول إن العطار
جنب العطار.. يرزق. فإن نفس المنطق، هل ينطبق على الصيدليات.. خصوصاً وأن
من الناس من يدخل الصيدلية ويصف حالته -لمن هو موجود- حتى ولو لم يكن
صيدلياً.. ليصرف له ما يراه دواء لحالته، وهذا عمل شديد الخطورة!!
<
وأعرف أنه كان عندنا -زمان- قانون يمنع فتح صيدلية جديدة إذا كانت لا تبعد
عن أخرى أقل من 500 متر.. وربما تغاضت السلطة عن هذه المسافة.. فسمحت
بوجود صيدلية على بعد أقل من 100 متر عن الأولى.. فهل هذا النظام الذى يحدد
البعد المكانى موجود أم أطلقنا السماح بذلك.. حتى ولو كانت الصيدلية تجاور
أخرى فى عمارة مجاورة!!
والقضية
أن فى مصر الآن 35 كلية للصيدلة، وأن عدد الصيادلة يصل الآن إلى 140 ألف
صيدلى.. وإن كل عام يشهد تخرج 15 ألف صيدلى -من الكليات الحكومية والخاصة-
فإن ذلك يقضى الآن بوقفة تنظم هذه العملية، خصوصاً أن فى مصر الآن 70 ألف
صيدلية تعمل بعد أن حصلت على التراخيص اللازمة.. فهل نسمح بزيادة هذا
العدد؟
<
إننا نواجه تسيباً فى كل الأمور، ليس فقط فى الصيدليات.. ولكن هل سبب
زيادة عددها يعود إلى ارتفاع نسبة عدد المرضى.. أم لكثرة أرباحها خصوصاً
وأن حجم مبيعاتها من أدوات التجميل ومن المكملات الغذائية أم لأسباب أخرى..
والمعنى فى بطن ... الصيدلى!! نقول ذلك لأن النظام يسمح لغير الصيدلى
بشراء أو فتح الصيدلية، وإن كان يشترط أن يديرها أحد خريجى كليات الصيدلة..
ولكن بجانب هذا المدير هناك -بل أكثرهم- من حملة الدبلومات.. ويساهمون فى
صرف الأدوية وأصبحوا يفهمون لغة الأطباء.. وقراءة الروشتات.
<
وتسبب عدد الصيدليات فى أن أصبح يتردد عليها الملايين.. حتى قبل ترددهم
على الأطباء.. فهل تشرح لنا وزارة الصحة، أو إدارة الصيدليات فى الوزارة..
كيفية فتح صيدلية.. وهل ما زال البعد المكانى موجوداً.. ومدى عمليات
التفتيش على أعمال الصيدليات.. أم أصبحت العملية كلها: تجارة فى تجارة. وكل
مهمة جهاز التفتيش إن وجد هى التأكد من تاريخ صلاحية الأدوية.. والالتزام
بالجدول فيما يخص الأدوية المحرم صرفها إلا بروشتات أطباء محترمين.
<
أقول ذلك وأنا أعلم أن هذا النشاط من أكثرها أرباحاً ولم تعد بحاجة إلى
رؤوس أموال كبيرة.. بعد أن توسعت شركات الأدوية فى تزويدها بالأدوية..
والدفع حين ميسرة.. وبالذات أدوات التجميل وتوابعها.. وفيها النسبة الأكبر
من الأرباح.. وهذا ما شجع بعض كبار رجال المال والأعمال على إنشاء شركات
كبرى تتولى إنشاء سلاسل ضخمة من الصيدليات الضخمة التى يثق فيها الناس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق