محمد الزواوي..
فولتير على الطريقة الليبية
بوابة الوسط:

رسام الكاريكاتير الراحل محمد الزواوي
أنت أمام مشهد سينمائي بالمعنى الحرفي للكلمة، وليست مجرد رسمة كاريكاتورية، فأعمال محمد الزواوي تنبض بالحياة وتسخر منها في الوقت ذاته، كما أنه يعتمد على التصوير البصري، دون الاستغراق في كتابة التعليقات، مما يضفي على رسوماته صبغة «كوزموبوليتانية»، فالصورة تتحدث ويفهمها المتلقي أياً كانت جنسيته أو لغته، فضلاً عن أن موضوعاته رغم محليتها، إلا أنها إنسانية في المقام الأول.
في العام 1935 ولد الزواوي في إحدى ضواحي بنغازي، ودرس هناك بالمرحلة الابتدائية حتى اضطر لظروف عائلية لترك المدرسة، ثم عمل رساماً بالقسم السمعي والبصري التابع للمصالح المشتركة «النقطة الرابعة الأميركية»، وفق «ويكبيديا».
وفي العام 1961 ضُمَّ القسم السمعي والبصري لوزارة الأنباء والإرشاد، وفي العام 1963 اُنتُدب الزواوي للعمل في مجلة «الإذاعة» الصادرة عن الإذاعة والتلفزيون الليبي في طرابلس مخرجاً صحفيّاً ورساماً، وعلى صفحاتها خَطَّ أول لوحة ساخرة، ثم انتقل لمجلة «المرآة» التي كانت ترأس تحريرها خديجة الجهمي. وعمل مخرجاً ورساماً إلى جانب نشر رسومه في معظم الصحف والمجلات الليبية.
أحد أعمال محمد الزواوي
وعن نفسه يقول الزواوي في حوار صحفي: «ولدت ميولي نحو الكاريكاتير في عمر مبكر، فقد كنت أسكن في نجع بدوي، وكان بجوارنا واد اسمه وادي القطارة. وكانت يومياتي تبدأ في ظل هذا الجو أرعى البقر صباحاً وأقطف الزهور وأوراق العنب وأحولها إلى ألوان على الصخور، وبعد الغروب أفاجأ بأن البقر الذي كنت مكلفاً بحراسته قد غادر المكان! وكالعادة تعودت أن يكون موعد (العلقة) الساخنة بعد هذه الفترة يومياً حتى دخلت المدرسة، وفي المدرسة فشلت في جميع الدروس إلا مادة الرسم، وبعد سنوات تركت الدراسة بسبب ظروفي العائلية لأعمل رساماً في شركة أميركية».
أحد أعمال محمد الزواوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق