السبت، 13 أغسطس 2016

سؤال غبى: لماذا تسافر إلی ليبيا؟

سؤال غبى: لماذا تسافر إلی ليبيا؟

 Friday, 12 August 2016 

سؤال ساذج ردده كل المذيعين الذين قاموا بتغطية إنقاذ العمال المصريين، الذين كانوا محتجزين فی ليبيا، السؤال هو: لماذا سافرت إلی ليبيا؟! الجواب: صمت من كل العمال، ربما استغرابا من السؤال.. ومن سذاجة الذين سألوه.. تمامًا كما السؤال لمن يتم انقاذه، أو ضبطه فی عمليات الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط!! لأن الإجابة واحدة، حتی وإن لم يصرح بها المسئول.. أی العامل.. ونسی السائل المثل الشعبی الشائع الذی يقول: إيه اللی رماك علی الهم..، والجواب: ما هو أكثر همًا من الهم الأول.. يعنی ايه اللی رماك علی المر.. فيكون الجواب: اللی أمر منه!!

<< فالذی يجازف ويدخل ليبيا عن الطريق الشرعى - ربما ومن سنوات وحتی الآن - يعرف تمامًا أن ليبيا الآن دولة لا دولة فيها.. وهی منطقة غاية فی الخطورة.. وغير آمنة.. وإذا نجا المصرى من القصف العشوائی من الجو فهو لن ينجو من عصابات الإرهابيين التی تحتجزهم طمعا فی فدية.. أو أملا فيما «قد يحملونه» من ثروة حتی ولو كانت مجرد جنيهات قليلة.

تماما كما يجازف راغب الهجرة غير الشرعية فيدفع عشرات الألوف من الجنيهات.. ليركب البحر فوق مركب متهالك وسط عشرات ويعرض نفسه للغرق، وقد يصبح طعامًا لأسماك القرش، كلما اقتربوا من السواحل الايطالية مثلاً.. أو يتم القبض عليهم وهم فی عرض البحر أو عند وصولهم - سابحين - إلی إحدی الجزر الإيطالية.

<< والغريب أنه لا الذی يجازف بالسفر إلی ليبيا أو يستمر للحياة هناك.. ولا الذی يجازف بمحاولة الهجرة إلی جنوب إيطاليا.. لا هذا ولا ذاك سيتوقف عن الذهاب إلی ليبيا أو عن محاولة الهجرة إلی أوروبا.. بل كل واحد منهم سيكرر المحاولة.. بل يقترض ليخرج، أی بحثًا عن لقمة العيش، ولو مغموسة فی دمه نفسه.. والسبب هو عدم توفر فرص عمل كافية داخل البلاد.. وبالتالی ارتفاع معدل البطالة.

<< والكارثة هی فی بطالة العمال الحرفيين والفنيين من عمال البناء والمحارة والقيشانی والنجارة والحدادة والسباكة.. وهؤلاء باتوا يعانون بطالة مدمرة.. لأنهم لا يعرفون فكرة الادخار.. وبالتالی إذا توفر له طعام بيته ليوم فهذه نعمة.. وليست البطالة فقط بين المتعلمين وخريجی الجامعات والمعاهد بكل أنواعها.. وقد تغيرات فلسفة الحياة عند المصرى.. إذبعد أن كان يقسم بغربته إذا سافر إلی مدينة أخرى داخل مصر.. أصبح يقترض ليتمكن من الهجرة إلی السفر.. إلی الخطر نفسه!!

<< ثم يجئ السؤال الساذج: لماذا تسافر إلی ليبيا.. وهل بعد ذلك تبلدًا «من البلادة» لدی الإعلامى، الذی يعمل بفلسفة اخطف واجرى.. يعنی برنامج.. واقلب!! والطريف أن هذا السؤال وجدته من مذيعين فی قنوات فضائية خاصة.. وليس مقصورًا علی مذيعى التليفزيون الرسمى.

<< ونسينا أن طوابير العاطلين تتزايد.. تمامًا كما تتزايد أعداد المطلقين بين الشباب حتی صار عندنا 34٪ من الفتيات المتزوجات حديثًا مطلقات، بسبب الخلافات المالية.. أی ببساطة للأسباب المالية دورها الأساسی فی انهيار العلاقات الأسرية.

ويا أيها الإعلاميون.. كم من الجرائم تقع بسبب جهل وبلادة نسبة كبيرة منكم. واعذرونى.. فهذه هی الحقيقة المرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق